في تصعيد لافت في مسار العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، دعت الحكومة الهولندية إلى إجراء مراجعة شاملة لاتفاق الشراكة الأورو-إسرائيلي، الذي يُشكّل الإطار القانوني والتجاري الرئيسي للعلاقات الثنائية. وجاءت هذه الدعوة، بحسب ما أوردته صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية، على خلفية ما وصفته لاهاي بـ”انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني” من جانب إسرائيل، في إشارة إلى منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة، في تقرير بعنوان “العلاقات بين إسرائيل وأوروبا على وشك زلزال محتمل”، أن هذه الخطوة الهولندية تمثل تحولاً بارزاً في لهجة المواقف الأوروبية تجاه تل أبيب، وتكشف عن تعمّق أزمة الثقة السياسية بين الجانبين. كما تأتي هذه المبادرة وسط تصاعد الأصوات في أوروبا المطالبة بإعادة تقييم الاتفاق الذي ينظم العلاقات المؤسسية منذ أكثر من عقدين.

ويستند الموقف الهولندي إلى المادة الثانية من الاتفاق، الموقّع عام 1995 والمطبق فعلياً منذ عام 2000، والتي تُلزم الطرفين باحترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية كشرط أساسي للتعاون. وأكد وزير الخارجية الهولندي أن إسرائيل انتهكت هذا البند بشكل صارخ، ما يستوجب، وفقاً له، مراجعة شاملة لطبيعة الشراكة الأوروبية مع إسرائيل وتتوالى الانتقادات الأوروبية للسياسات الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أعربت كل من ألمانيا وإيطاليا عن قلقهما العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، داعيتين إسرائيل إلى احترام القانون الدولي ووقف الأعمال العسكرية.

وأعربت وزارة الخارجية الألمانية عن رفضها لخطط الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى احتلال قطاع غزة بشكل دائم، معتبرة أن “غزة ملك للفلسطينيين” وأن مثل هذه الخطط “مثيرة للقلق” .

من جانبه، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس التزام بلاده بدعم أمن إسرائيل، لكنه شدد على ضرورة احترام القوانين الدولية والوفاء بالالتزامات الإنسانية، معربًا عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في غزة وداعيًا إلى تقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع .

كما طالب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا الحكومة الإسرائيلية بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية تجاه السكان المدنيين في القطاع .

وصعّدت الحكومة الإيطالية من دعواتها لإسرائيل لوقف الضربات العسكرية على غزة، حيث قال وزير الخارجية أنطونيو تاياني: “كفى هجمات على القطاع المحاصر والمدمر”، مشددًا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن .

كما طالبت إيطاليا إسرائيل بالسماح بوصول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، مؤكدة على ضرورة إعادة تفعيل مبادرة “الغذاء من أجل غزة” .

وفي تصريحات لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، أكدت على أن إسرائيل يتعين عليها احترام القانون الدولي في عمليتها العسكرية في غزة، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني في القطاع “مأساوي وغير مبرر على نحو متزايد” .

تأتي هذه التصريحات في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، حيث حذرت منظمات أممية من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود ومياه الشرب، ما يهدد حياة سكان القطاع .