آخر الأخبار

تحقيق يكشف كيف اخترقت قطر الإعلام الأمريكي

شارك

الحدث الإسرائيلي

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن وثائق قُدمت إلى وزارة العدل الأمريكية أظهرت سلسلة من الحالات التي تواصل فيها وكلاء ضغط يعملون لصالح قطر مع صحفيين أمريكيين، ما أدى إلى نشر مقالات إيجابية بشكل خاص تجاه الدوحة. ووفقًا للصحيفة، فإن الهدف من هذه الجهود كان تعزيز صورة قطر كحليف موثوق به في نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه، رغم علاقاتها المعقدة مع حماس وإيران.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال العام الذي سبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كانت 10% فقط من اتصالات وكلاء قطر موجهة إلى وسائل الإعلام المحافظة، لكن بعد فوز ترامب، تغير هذا النمط بشكل حاد، حيث تم توجيه أكثر من نصف هذه الاتصالات إلى وسائل إعلام مثل “فوكس نيوز” و”نيويورك بوست” و”ديلي ميل”، بهدف تعزيز روايات إيجابية عن قطر في أوساط الرأي العام المحافظ المقرّب من الرئيس الأمريكي.

بحسب يديعوت أحرونوت، وثّق تحقيق نشره موقع “واشنطن إكزامينر” عدة حالات تم فيها التواصل بين وكلاء الضغط القطريين وصحفيين أمريكيين، تلاها نشر مقالات إيجابية عن قطر خلال أيام قليلة، من أبرزها مقابلة أجراها تاكر كارلسون مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والتي حصدت أكثر من ستة ملايين مشاهدة خلال ساعات قليلة.

أوضحت الصحيفة أن هذه المقابلة جاءت ضمن حملة إعلامية نظمتها شركة الاستشارات الأمريكية “Lumen8 Advisors”، التي تتلقى 180 ألف دولار شهريًا من السفارة القطرية في واشنطن مقابل خدمات الاتصالات والاستشارات الاستراتيجية. وتتضمن التزامات الشركة تخصيص 13 يوم عمل شهريًا للعمل المباشر مع قطر، غالبًا في الدوحة، مع توفير السفر بدرجة رجال الأعمال أو الدرجة الأولى على متن الخطوط الجوية القطرية.

ولفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أن شركة الضغط الأمريكية “GRV Strategies”، التي يديرها غاريت فانتري، وهو مستشار جمهوري سابق، كانت نشطة أيضًا في هذا المجال. ففي 20 فبراير 2025، تلقى موظف في “فوكس نيوز” رسالة نصية من ممثل الشركة تحتوي على فكرة لقصة عن السياسة الخارجية، وبعد ثلاثة أيام، نُشرت مقالة على موقع “فوكس نيوز” بعنوان “قطر تصمد أمام الضغط الإيراني”، مستشهدة بمصدر وصفته بـ”المطلع على خطط قطر”.

هذا النشاط الإعلامي، بحسب الصحيفة، تزامن مع تحول ملحوظ في موقف ترامب تجاه قطر. فبعد أن كان يتهمها بدعم "الإرهاب"، بدأ في الأشهر الأخيرة من ولايته بمدح مساهمتها في الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن قطر قدمت لترامب طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار، من المقرر أن تُستخدم في مكتبته الرئاسية بعد انتهاء ولايته، ما أثار انتقادات أخلاقية واسعة في واشنطن.

وأفادت “يديعوت أحرونوت” بأن المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف-ميارا، أعلنت في فبراير من هذا العام عن فتح تحقيق جنائي في شبهات تتعلق باتصالات غير معلنة بين مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومة قطر. ويشمل التحقيق مستشار نتنياهو الإعلامي يوناتان أوريخ، والناطق السابق باسمه للشؤون الأمنية إيلي فيلدشتاين، اللذين يُشتبه في تواصلهما مع ممثلين قطريين عبر وسيط أمريكي، وترويج رسائل إعلامية مؤيدة لقطر دون الكشف عن هوية الممول أو مدى التورط.

وفي ختام التقرير، خلصت “يديعوت أحرونوت” إلى وجود نمط متكرر في كيفية تأثير قطر على وسائل الإعلام في الديمقراطيات الغربية، من خلال تمويل الرسائل، وإدخال روايات مؤيدة، وتفعيل وكلاء غير رسميين في المجال العام، مما يثير تساؤلات جدية حول الشفافية وحدود التأثير الأجنبي على الإعلام الحر.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا