آخر الأخبار

سياسة التردد والمفاجآت التي يقودها ترامب تثير قلق إسرائيل

شارك

الحدث الإسرائيلي

في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أشار الكاتب إيتامار آيخنر إلى تنامي القلق داخل الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل، نتيجة لما وصفه بسياسة التردد والمفاجآت التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خصوصاً فيما يتعلق بملفات إقليمية حساسة تمس مصالح إسرائيل الاستراتيجية.

وبحسب التقرير، أثار إعلان ترامب المفاجئ عن وقف الهجمات الأمريكية ضد أنصار الله في اليمن دهشة واستياء في إسرائيل، حيث لم تُبلّغ الجهات الرسمية الرسمية بهذه الخطوة مسبقاً. وقد جاء الرد الإسرائيلي متأخراً ومرتجلاً، إذ اكتفى مصدر سياسي بالقول، دون الإفصاح عن هويته: "لم نكن نعلم. ترامب فاجأنا". هذا التصريح، وإن جاء بصيغة غير رسمية، يعكس عمق الارتباك والانزعاج في الدوائر الإسرائيلية من فقدان السيطرة أو على الأقل غياب التشاور في قرارات استراتيجية تخص أمن إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن الإعلان الأمريكي عن وقف الهجمات تم استقباله في إسرائيل كصفعة، كونه جاء في وقت كانت فيه حكومة الاحتلال تبني جزءاً من استراتيجيتها الإقليمية بالتنسيق مع واشنطن في مواجهة المحور الإيراني. كما أثار الإعلان مخاوف من احتمال حصول صفقة شاملة بين واشنطن وطهران تشمل تهدئة في اليمن مقابل تقدم في المفاوضات حول الملف النووي، وهو ما تعتبره إسرائيل تطوراً شديد الخطورة، خاصة إذا سمح الاتفاق المحتمل لإيران بالحفاظ على قدرة نووية مدنية قابلة للتحول إلى عسكرية في المستقبل.

في السياق ذاته، لفت التقرير إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى إعادة بناء علاقاتها مع عدة أطراف في المنطقة، مثل تركيا، رغم المواقف العدائية التي يبديها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه إسرائيل. كما تتابع تل أبيب بقلق التقارب الأمريكي السعودي الذي يتضمن صفقات اقتصادية ضخمة، تُعقد دون إشراك أو إبلاغ إسرائيل مسبقاً، ما يعمّق شعورها بالعزلة والقلق من إعادة ترتيب الأولويات الأمريكية في الشرق الأوسط على حسابها.

وتضيف "يديعوت أحرونوت" أن حكومة الاحتلال تشعر أيضاً بخيبة أمل من تراجع ترامب عن خطة إنشاء إدارة مؤقتة في قطاع غزة برعاية أمريكية، كانت إسرائيل تأمل أن تساهم في تقويض سيطرة حماس وتعزيز بديل مدني موالٍ للغرب، معتبرة أن إلغاء هذه الخطوة مؤشر إضافي على تغيّر مزاج الإدارة الأمريكية واختلاف أولوياتها الحالية.

وفي ظل هذا التغيير في المشهد، تسعى إسرائيل إلى إعادة تموضعها داخل السياسة الأمريكية من خلال توثيق علاقاتها مع شخصيات بارزة مؤيدة لها في واشنطن، مثل السيناتور الجمهوري ماركو روبيو والسفير الأمريكي الجديد مايك هاكبي، في محاولة للتأثير على صياغة السياسات الخارجية المستقبلية بما يحفظ مصالحها.

وخلص تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن إسرائيل تقف اليوم أمام لحظة فارقة تتطلب منها مراجعة عميقة لعلاقاتها مع الولايات المتحدة، والبحث عن أدوات أكثر فاعلية لضمان ألا تكون مجرد متلقٍ لسياسات أمريكية تُرسم بمعزل عنها، خاصة في ظل تحولات استراتيجية تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.

الحدث المصدر: الحدث
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا