ترجمة الحدث
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن التحديثات التي وصلت إلى إسرائيل خلال الساعات الأخيرة من عدة مصادر وقنوات، تشير لاحتمالية التوصل إلى جولة جديدة من صفقة تبادل الأسرى، تشمل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، إلى جانب تمديد وقف إطلاق النار لفترة تتراوح بين شهر وشهرين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في نظام الأمن الإسرائيلي وحكومة الاحتلال تأكيدهم على ضرورة عقد اجتماع أمني عاجل لبحث المستجدات واتخاذ قرارات حول توجيه المفاوضين الإسرائيليين بشأن الخطوات المقبلة.
ووفقا للصحيفة، الإطار التفاوضي يُطلق عليه "مخطط ويتكوف"، رغم أن حماس وقطر تعتبرانه في الواقع خطة إسرائيلية مقنّعة. بموجب هذا المقترح، سيُفرج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء مقابل عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالسجن المؤبد، مع تمديد وقف إطلاق النار 60 يومًا أخرى بدءًا من تنفيذ الاتفاقية، وهو ما يشبه المرحلة الأولى من الصفقة.
بحسب مصدر إسرائيلي مطلع صرّح لـ"يديعوت"؛ احتمالية إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء، وهو عدد كبير من إجمالي الأسرى الأحياء لدى حماس؛ تبقى منخفضة. ومع ذلك، وبسبب وجود أكثر من 20 أسيرا على قيد الحياة في غزة، بينهم جنود، قد يكون بمقدور حماس التنازل عن جزء منهم دون أن تشعر قيادتها بأنها فقدت أوراق الضغط الرئيسية.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة لقيادة حركة حماس، الأسرى الإسرائيليين هم "بوليصة التأمين الوحيدة"، ولن يتخلوا عنهم إلا إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب بضمانات دولية قوية.
وأوضح مصدر استخباراتي إسرائيلي رفيع لـ"يديعوت" أن مرونة الطرفين في هذه المرحلة ليست صدفة. فرغم عدم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة، إلا أن قادة حماس في الدوحة سعداء بالحوار المباشر مع مسؤولين كبار من البيت الأبيض، بل وحتى بتسريب تفاصيل المحادثات. أما بالنسبة لإسرائيل، فإن الخلاف العلني مع واشنطن حول القناة السرية التي فتحتها الأخيرة دون علم تل أبيب، خلق ضغطًا كبيرًا على الحكومة. أدركت إسرائيل أنها قد تفقد السيطرة على الموقف وتُتهم بأنها تفعل أقل من اللازم من أجل استعادة الأسرى، بينما يظهر الأمريكيون في كل مرة كأنهم الوحيدون الذين يُحرّكون الأمور، سواء من خلال الضغط العلني أو التحركات السرية.
المعلومات الأخيرة التي وردت للصحيفة تشير إلى أنه رغم الجمود التام في المفاوضات قبل أسبوع بعد امتناع إسرائيل عن تجديد المحادثات وفق الاتفاق وخرقها بإبقاء السيطرة على ممر فيلادلفيا، إلى جانب رفض حماس تعديل شروط الاتفاق، يبدو أن الطرفين مستعدان الآن لبعض المرونة.
ويُقدر المصدر الاستخباراتي الإسرائيلي أن حماس معنية بمناقشة خطوات صغيرة دون التنازل عن مطالبها الرئيسية في صفقة شاملة. إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى وارد على الطاولة، رغم الشكوك حول الوصول إلى عشرة.