آخر الأخبار

الصراع بين رئيس الشاباك ونتنياهو يصل مراحل متقدمة.. ما هو التالي؟

شارك

الحدث الإسرائيلي

اعتبرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد أن يضع رئيس الشاباك، رونين بار، في وضع يدفعه للاستقالة لكن دون أن يقيله هو بنفسه. لكن نتنياهو - كما يبدو من تصريحاته يوم الثلاثاء - لا ينوي فعل ذلك، على الأقل في المستقبل القريب. ليس من المستبعد أن يقرر نتنياهو عزله، رغم أنه قد يواجه صعوبات قانونية ومعارضة من المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهراف ميارا. الهجوم غير المسبوق من محيط نتنياهو مساء أمس على بار، لا يترك مجالًا للشك: أزمة الثقة بين الاثنين بلغت ذروتها.

إذا قرر نتنياهو إقالة بار، فعليه استدعاؤه لجلسة استماع وتقديم أسباب كافية لذلك. لكن حتى قبل ذلك، يواجه نتنياهو عقبة المستشارة القضائية، حيث أوضح نائبها، المحامي جيل ليمون، أن قرارًا دراماتيكيًا كهذا يجب أن يستند إلى "بنية واقعية صلبة وكاملة، خالية من أي اعتبارات خارجية، ومتوافقة مع القانون، بما في ذلك قواعد القانون الإداري".

في رسالته، أشار ليمون إلى أنه "في ظل هذه الظروف، إذا تم التفكير في بدء مثل هذه العملية، ولضمان التزامها بالضمانات الإجرائية والجوهرية المطلوبة، سيكون على المستوى السياسي تقديم الأمر للمراجعة المسبقة من قبل المستشار القانوني للحكومة قبل المضي قدمًا". في كل الأحوال، سيتعين على نتنياهو عرض إقالة بار للتصويت في الحكومة لاحقًا، رغم أنه لا يُتوقع أن يواجه عقبات كبيرة هناك.

وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال، شلومو كرعي، دعا أمس نتنياهو إلى المضي قدمًا في إقالة بار على الفور. إلى جانب كاريكاتير ساخر لبار رسمه تمير حسون، غرد كاري قائلًا: "على رأس السارق يشتعل القُبَّع" - الشخص الذي عرف كيف يرسل فريق "تيكيلا" ليلة 7 أكتوبر إلى غلاف غزة لأنه أدرك أن شيئًا سيئًا يحدث، لكنه ترك جنود الجيش الإسرائيلي ومستوطني الغلاف لمصيرهم، يعتقد أنه سيحول الانتباه عن إخفاقاته إذا ابتزنا بالتهديدات. لن نسمح لمن صمت أمام التمرد الخطير، ومن غفا، ومن تخلى، ومن أجرم، أن يؤثر بأي شكل على المستقبل الأمني لإسرائيل".

في المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، عضو الكنيست يائير لابيد: "في مكتب رئيس الوزراء، يواصلون محاولة إلقاء اللوم على الآخرين. هذه المرة العذر هو 'لم يوقظوني'، النسخة الجبانة من 'لم يجذبوا طرف معطفي'. يمكننا أن نتساءل: ماذا فعلت عندما أيقظوك بالفعل؟ هل لم يوقظوك عندما قالوا لك إن الانقلاب القضائي يقوض الردع؟ هل لم يوقظوك عندما حذرتك الاستخبارات من كارثة؟ هل لم يوقظوك عندما نقلت حقائب الأموال إلى حماس؟ هذه الدولة مستيقظة منذ 515 يومًا، ولا يزال لدينا مختطفون في غزة. حان الوقت لكي تستيقظ، تعتذر، وتتحمل المسؤولية. كل هذا حدث خلال ولايتك".

في ظل نشر تحقيق الشاباك حول إخفاقات 7 أكتوبر، الذي كان بمثابة لائحة اتهام حادة ضد المستوى السياسي وعلى رأسه نتنياهو - الذي اعتمد سياسة الهدوء مع حماس رغم التوصيات بالتحرك الاستباقي - أوضح بار أنه ينوي البقاء في منصبه على الأقل حتى مايو. ومع ذلك، لا ينوي إكمال ولاية كاملة والاستمرار لسنة ونصف أخرى كما كان مخططًا في الأصل.

أشار تحقيق الشاباك بأصابع الاتهام إلى المستوى السياسي، مع ادعاءات بأن تحويل الأموال القطرية وسياسة الهدوء عززت قوة حماس. في المقابل، هاجم مقربون من نتنياهو بار، قائلين: "بدلًا من التعاون مع مراقب الدولة، يقدم 'تحقيقًا' لا يجيب على أي سؤال. نتائج التحقيق لا تتناسب مع حجم الإخفاق والفشل الضخم للمنظمة ورئيسها".

وعلّق مسؤولون في مكتب نتنياهو رئيس الشاباك "فشل فشلًا ذريعًا في كل ما يتعلق بمواجهة المنظمة ضد حماس بشكل عام، وفي أحداث 7 أكتوبر بشكل خاص. لم يقرأ رئيس الشاباك الصورة الاستخباراتية بشكل صحيح، وكان أسيرًا للمفهوم السائد. في التقديرات الاستخباراتية المستمرة، بما في ذلك الأيام القليلة التي سبقت المجزرة، كانت الفرضية الرئيسية في الشاباك أن حماس تسعى للحفاظ على الهدوء وعدم اندلاع مواجهة."

وكان جهاز الشاباك كشف أمس الثلاثاء عن تحقيقه الخاص حول الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 أكتوبر 2023. يأتي هذا التقرير بعد أكثر من عام ونصف من العملية، ويكشف عن سلسلة من الثغرات في الأداء الأمني والاستخباراتي من جانب "إسرائيل". التحقيق يسلط الضوء على أسباب فشل الشاباك في اكتشاف خطة حماس للهجوم ويُبين الأخطاء التي أدت إلى عدم إصدار تحذيرات كافية.

وفقًا للتقرير، اعترف الشاباك بوجود خلل في التعامل مع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بهجوم "جدار أريحا" والذي كان قد تم تخطيطه منذ سنوات. وكان من الواضح أن هناك نقصًا في التنسيق بين الشاباك والجيش الإسرائيلي، مما أسهم في غياب التحذير من هذا الهجوم الواسع. كما أشار التقرير إلى أن حماس كانت تبني قوتها في ظل تراجع الاهتمام والرقابة على الوضع الأمني في غزة.

أما في الليلة التي سبقت الهجوم، أقرّ الشاباك بوجود فجوات في تعاملاته مع المعلومات الاستخباراتية ووجود مشاكل في آليات الرقابة على العمل الاستخباراتي بشكل عام. كان هناك تفكير خاطئ بأن حماس كانت تركز على إشعال الوضع في الضفة الغربية فقط، دون النظر إلى احتمال شن هجوم واسع على مستوطنات غلاف غزة.

وأشار التحقيق إلى أن خطة حماس الهجومية كانت قد وصلت إلى الشاباك في نسختين عامي 2018 و2022، لكن لم يُنظر إليها كتهديد جدي، بل تم التعامل معها على أنها سيناريوهات غير محتملة. وتكشف التحقيقات أن بعض العلامات الأولية التي ظهرت قبل الهجوم في صيف 2023 كانت غير مرتبطة بهذا التهديد، ما زاد من حالة الطمأنينة داخل الجهاز.

فيما يتعلق بالتحذيرات، في الساعة 01:00 صباحًا في 7 أكتوبر، أعد الشاباك تقريرًا استخباراتيًا يشير إلى أن هناك استعدادًا طارئًا في غزة، إلا أن التحذير الرسمي لم يُرفع إلا في الساعة 03:03 صباحًا، وكان تحذيرًا غير مكتمل يشير إلى نشاطات مشبوهة لكن دون تحديد واضح لخطورة الوضع. وفي وقت لاحق، تم تفعيل الشبكات الإلكترونية "الشرائح" الخاصة بحماس في 5 أكتوبر، إلا أن هذه الإجراءات لم تؤد إلى اتخاذ خطوات فاعلة لصد الهجوم.

كما أشار التقرير إلى أن هناك مشاكل في التنسيق بين الوحدات الاستخباراتية المختلفة وتقييم الوضع بشكل دقيق. كما بيّن أنه رغم تحذيرات سابقة من نشاط حماس، لم يتم تقييم الاحتمالات المختلفة أو دراسة إمكانية وجود خطوات تضليلية من حماس.

وأوضح التحقيق أنه منذ عام 2018، كانت هناك سياسة لتقييد حركة حماس مقابل بعض التحسينات الاقتصادية والإنسانية، لكن هذا لم يكن كافيًا للحد من بناء قوتها العسكرية. من خلال الدعم الإيراني والأموال القطرية، نجحت حماس في تأسيس قوة عسكرية متطورة تشمل فرقًا خاصة وأسطولًا جويًا وبحريًا.

في تعليق له على التقرير، قال رئيس الشاباك رونين بار: "أتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الفشل. التحقيق يوضح أنه لو تم التعامل مع المعلومات الاستخباراتية بشكل مختلف في السنوات التي سبقت الهجوم وفي ليلة الهجوم، لكان يمكن تجنب الكارثة".

وأضاف أن الشاباك كان يسعى جاهدًا لاحتواء التهديد، ولكن رغم ذلك، فشل في التصدي للهجوم.

الحدث المصدر: الحدث
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا