الحدث الإسرائيلي
صعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس من حدة تهديداتهما للنظام السوري، ملوحين برد فعل صارم في حال فرض سيطرته على مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية، والتي تبعد نحو 7 كيلومترات عن العاصمة دمشق.
ويتذرع كل من نتنياهو وكاتس بأن "إسرائيل" ملتزمة بحماية الدروز في سوريا، وهي وصاية مفتعلة يرفضها الدروز أنفسهم، وقد تظاهروا الأسبوع الماضي رفضا لتصريحات قادة الاحتلال في هذا السياق. جاء ذلك بعد تصاعد التوتر في المدينة، حيث شنت القوات السورية حملة أمنية عقب مقتل عنصر أمني حكومي على يد مسلحين. ووفقًا لحسام الطحان، مدير إدارة الأمن في ريف دمشق، تعرضت دورية أمنية للهجوم بعد أن أُجبرت على تسليم أسلحتها عند حاجز محلي، ما أدى إلى مقتل أحد العناصر وإصابة آخر.
وأفادت مصادر محلية بأن السلطات السورية أمهلت المسلحين خمسة أيام لتسليم أسلحتهم وإزالة الحواجز، مطالبة سكان المدينة بالكشف عن المتورطين في الهجوم. في سياق متصل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو أرسل سكرتيره العسكري، الجنرال رومان غوفمان، إلى موسكو لإجراء مشاورات أمنية وسياسية، وسط مخاوف إسرائيلية من تنامي العلاقات بين النظام السوري وتركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تدعم الوجود الروسي في سوريا كعامل موازن ضد النفوذ التركي، وتسعى لإقناع الولايات المتحدة بالحفاظ على "ضعف" النظام السوري لتقليل التهديدات المحتملة على حدودها.
من جانبها، نقلت وكالة "رويترز" أن النظام السوري الجديد يحاول الضغط على واشنطن لرفع العقوبات، في حين تحاول "إسرائيل" التأثير على الموقف الأمريكي بدعوى أن الحضور التركي في سوريا قد يُشكل تهديدًا استراتيجيًا.
ورغم تباين وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب، يواصل الاحتلال الإسرائيلي جهوده الدبلوماسية والأمنية لضمان مصالحه في المشهد السوري المتغير، في ظل غموض الموقف الأمريكي تجاه مستقبل التوازنات الإقليمية.