ترجمة الحدث
أعلنت مجموعة "العرب الأمريكيون من أجل ترامب"، التي دعمت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وأسهمت بشكل كبير في تعزيز شعبيته بين الناخبين العرب، عن تغيير اسمها إلى "العرب الأمريكيون من أجل السلام"، وذلك ردًا على تصريحاته الأخيرة بشأن مستقبل قطاع غزة.
ورغم أن المجموعة عملت بشكل مستقل عن الحملة الرسمية لترامب، إلا أنها لعبت دورًا محوريًا في حملات التوعية والتواصل مع الجالية العربية الأمريكية خلال انتخابات 2024، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وأريزونا. كما نظّمت لقاءات بين قادة عرب أمريكيين ومسؤولين مقربين من ترامب، من بينهم ريتشارد غرينيل، مبعوثه الخاص للمهام الاستراتيجية، ومسعد بولس، صهر ترامب وكبير مستشاري حملته لشؤون العالم العربي والشرق الأوسط.
كان رئيس المجموعة، بشارة بحبح، وصديقه المقرب مسعد بولس، هما من أوصلا إلى ترامب رسالة كتبها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في يوليو الماضي، يدين فيها محاولة اغتياله. وقد تفاعل ترامب مع الرسالة بنشرها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بوعده بأن "كل شيء سيكون على ما يرام".
المجموعة، التي تؤيد حل الدولتين، أكدت في بيانها الصحفي أن تغيير الاسم لا يعني تخليها عن قناعتها بأن ترامب ملتزم بالسلام في الشرق الأوسط. لكنها أعربت عن استيائها من تصريحاته الأخيرة، التي قال فيها إن الولايات المتحدة "ستسيطر على غزة" وشجّع على هجرة الفلسطينيين منها.
وأوضح بحبح أن التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، بحضور رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كانت الدافع الأساسي وراء تغيير اسم المجموعة. في ذلك المؤتمر، قال ترامب إن أمريكا "ستتولى إدارة غزة" وستحولها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأضاف بحبح: "من الواضح أننا نعارض تمامًا أي خطة لنقل الفلسطينيين من وطنهم التاريخي. لم نرِد أن نُحسب ضمن الجهات التي لا تتخذ موقفًا حاسمًا من أجل السلام". وأشار إلى أن قرار تغيير اسم المجموعة كان قيد الدراسة منذ فترة، لكنه اتخذ رسميًا يوم الثلاثاء، عقب تصريحات ترامب المثيرة للجدل.
وفي بيانها الرسمي الصادر يوم الأربعاء، تحت الاسم الجديد "العرب الأمريكيون من أجل السلام"، قالت المجموعة إنها "تقدّر مقترح الرئيس بتنظيف وإعادة إعمار غزة"، لكنها في الوقت ذاته "ترفض أي سيطرة أمريكية على القطاع أو تهجير سكانه الفلسطينيين".
وبرز تأثير المجموعة بشكل خاص في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، التي تعدّ أكبر تجمع للعرب الأمريكيين في الولايات المتحدة. خلال انتخابات 2024، أصبح ترامب أول مرشح جمهوري يفوز في ديربورن منذ عام 2000، وهو ما ساعده على تحقيق الانتصار في الولاية ككل. حتى إنه قام بزيارة المدينة قبل أيام قليلة من فتح صناديق الاقتراع.
لكن تصريحات ترامب الأخيرة أثارت صدمة كبيرة بين سكان المدينة، حيث أعرب العديد من القادة المحليين عن استيائهم الشديد. ووصف يوسف منيّر، رئيس برنامج فلسطين-إسرائيل في المركز العربي بواشنطن، تصريحات ترامب بأنها "فضيحة إجرامية ومجنونة"، مضيفًا أن "المنطقة عانت لعقود من عدم الاستقرار بسبب عمليات التطهير العرقي التي تستهدف الفلسطينيين منذ عام 1948".
أما الكاتبة والناشطة الفلسطينية ليلى حداد، فعلّقت قائلة: "سماع ترامب يتحدث بهذه الطريقة كان كأننا دخلنا إلى عالم مقلوب، حيث يتم التعامل مع الفلسطينيين في غزة وكأنهم غير موجودين، بينما يقف نتنياهو بجانبه مبتسمًا، وهو المسؤول عن معاناتهم".
يبدو أن تصريحات ترامب الأخيرة قد تسببت في تراجع التأييد له بين جزء من الناخبين العرب الأمريكيين، ما يطرح تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على موقفه في الانتخابات المقبلة.