الحدث الإسرائيلي
اعتبر المحلل الإسرائيلي الشهير بن كاسبيت أن تركيز البعض في إسرائيل على أن تقديم موعد الانتخابات الإسرائيلية سيعيد الأسرى الإسرائيليين كان خطأ، لأن ما أعادهم هو إجراء انتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية وفوز دونالد ترامب.
وقال إنه إذا لم تحدث أي مفاجآت في اللحظة الأخيرة (وهو أمر حدث سابقًا)، فإن خطة إطلاق سراح الأسرى، المتوقع الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس، هي نتاج مباشر لضغوطات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وهذا ينطبق أيضًا على المؤشرات الواضحة بشأن قرب انتهاء الحرب بصيغتها الحالية.
وتابع بن كاسبيت في مقالته قائلا إنه على الرغم من كل الحديث عن الأيديولوجيا، المبادئ، و"النصر المطلق"، فإن هذه العبارات التي تخفي وراءها خوفًا من شخصيات مثل إيتمار بن غفير، لكنها تنهار بمجرد مواجهة ترامب.
ووفقا للمحلل الإسرائيلي الشهير، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى حساباته. التعامل مع بن غفير ممكن، أما مع ترامب فالأمر أكثر تعقيدًا. نتنياهو لا يريد أن ينتهي به المطاف كما حدث مع كندا أو أن يقضي تقاعده في غرينلاند. خطته الحالية هي إنهاء الوضع في غزة، ثم السعي سريعًا نحو اتفاق مع السعودية. وقد أوضح المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، لنتنياهو أن هذا ممكن فورًا.
وأشار بن كاسبيت إلى أنه بعد حل قضية غزة والتوصل لاتفاق مع السعودية، يمكن التوجه نحو الانتخابات. وهذا يعتمد بالطبع على نتائج استطلاعات الرأي التي يُجريها نتنياهو يوميًا، ليس لنفسه فقط بل أيضًا لمنافسيه مثل نفتالي بينيت.
وأوضح أن ترامب يشكل تهديدًا أكبر لنتنياهو من بن غفير وسموتريتش. لذلك، سعى نتنياهو جاهدًا بالأمس لشرح ذلك لهما. وقد وجد لدى سموتريتش استعدادًا للاستماع؛ فهو يأمل في ضم الضفة الغربية عام 2025، وهو أمر لن يتحقق دون دعم ترامب. لذا، يمكن التضحية بحرب غزة لتحقيق هذه الغاية.
بالنسبة لـ بن كاسبيت، لم يضع أي من هؤلاء السياسيين في إسرائيل ضمن حساباتهم قيمة حياة الأسرى، إذ أن نتنياهو اتخذ قراره بالمضي في الصفقة لأسباب خاطئة، لكن الأهم أنه اتخذ القرار، والحساب السياسي يمكن أن يُسوى لاحقًا في صناديق الاقتراع.
ووفقا للمحلل الإسرائيلي، ما تبقى الآن هو البكاء على الوقت الضائع، وعلى الأسرى الذين قتلوا أو توفوا في الأسر وكان يمكن إنقاذهم، وعلى الجنود الذين فقدوا حياتهم في حرب بلا أهداف واضحة أو خطة لاستبدال حماس بالسلطة.
وقال: ترامب نجح في إقناع نتنياهو بالموافقة على خطة كان يمكن تنفيذها منذ مايو، وظلت ممكنة في أغسطس. من الخطأ الآن الادعاء بأن حماس هي من أعاقت الصفقة. أولًا، لأننا لا نملك تأثيرًا على حماس، بل على قادتنا. وثانيًا، لأن حماس كانت لتوافق في أغسطس إذا قُدمت لها نفس الشروط المطروحة الآن.
وشدد على أنه إذا تم توقيع الصفقة اليوم، يجب الترحيب بقرار نتنياهو وحكومته، رغم أنه جاء متأخرًا، لكن حياة الأسرى المتبقين في خطر شديد، وبعضهم بالفعل فقد حياته، وتحريرهم يجب أن يكون أولوية عليا.