الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن العلاقة بين رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ونائبه اللواء أمير برعام، ليست الأولى التي تنتهي بأزمة. فقد سبق أن وصف رئيس الأركان موشيه ليفي نائبه دان شومرون بأنه "مثلي الجنس" أمام إسحاق رابين لمنع تعيينه كرئيس للأركان، وهاجم شاؤول موفاز نائبه عوزي ديان علنًا خلال مراسم تسليم القيادة أمام جمهور كبير. وحتى دان حالوتس قال بعد حرب لبنان الثانية إن "أشد ما يؤلم الطيار هو أن يُطلق عليه النار من رقم 2"، نافياً أنه كان يقصد نائبه موشيه كابلينسكي، لكن من الصعب القول إن الرأي العام اقتنع. حتى عندما كان هليفي نائبًا لأفيف كوخافي، ظهرت خلافات حادة وانتقادات كبيرة.
ومع ذلك، فإن طلب الاستقالة العلني الذي نشره برعام وكان عبارة عن رسالة نشرها موقع يديعوت أحرونوت، تعتبر حدثًا دراماتيكيًا غير مسبوق. لم يسبق لنائب رئيس أركان أن عبّر عن عدم ثقته بهذا الشكل العلني بالقائد الأول للجيش، خاصة خلال حرب كبيرة. ففي اليوم التالي لنشر الرسالة، سقط جنود في انفجار بغزة. ورغم أن العلاقة بين هليفي وبرعام لم تكن مثالية أبدًا، حيث اعتبر هاليفي برعام إرثًا مفروضًا عليه، فإن الحرب عمّقت الخلافات ودفعتها إلى مستويات غير مسبوقة، وكشفت الرسالة جزءًا بسيطًا فقط مما يحدث بينهما.
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، برعام ليس الوحيد الذي يشعر بالاستياء من هليفي. بعد استقالة هليفي المتوقعة قريبًا، كما تشير التوقعات، ستتكشف المزيد من الخلافات بينه وبين عدد من كبار القادة. القائمة تشمل قائد المنطقة الوسطى السابق يهودا فوكس، وقائد الفيلق الشمالي المقال اللواء ساعر تسور، ورئيس الموارد البشرية السابق اللواء يانيف عاسور، وقائد منظومة التكنولوجيا السابق اللواء عيران نيف، وغيرهم.
الصورة التي يرسمها هؤلاء القادة عن قيادة هليفي تبدو قاتمة. وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، شعر برعام بأن هليفي تعمّد تهميشه خلال الحرب، مستبعدًا إياه من دائرة اتخاذ القرارات الرئيسية التي ضمّت قادة العمليات وقادة المناطق ودائرة الإعلام. الأمر دفع برعام إلى طلب فريق إعلامي خاص من دائرة المتحدث باسم الجيش ليبرز دوره. برعام كان قد طلب إنهاء مهامه منذ الصيف الماضي، لكن قَبِل بتمديد خدمته حتى فبراير 2025 بسبب التوترات الأمنية.
ومع ذلك، لم يجد ردًا على طلباته للتنسيق بشأن إنهاء المهام، مما دفعه إلى نشر رسالته العلنية.
في المقابل، يصرّ مقربون من هليفي في إفادات للصحيفة على أن العلاقة بين الطرفين كانت طبيعية، وأنه كان هناك تواصل منتظم بينهما. ومع ذلك، جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه الآن أزمة إضافية بسبب تأجيل استقالة هليفي. وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أعلن أنه لن يسمح بتعيينات جديدة قبل إنهاء التحقيقات. هذا يعني أن خليفة هليفي وخليفة برعام يجب أن يتم اختيارهما بتنسيق كامل.