آخر الأخبار

اتفاق أم تفاؤل مفرط!.. يديعوت تكشف آخر التطورات في مفاوضات الدوحة

شارك الخبر

الحدث الإسرائيلي

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الأنباء القادمة من الدوحة تكشف عن سعي ثلاث من الدول الخمس المشاركة في المفاوضات لإرضاء الشريك الخامس، وهو إسرائيل. كل من قطر ومصر تسعى لإرضاء الإدارة الأمريكية الجديدة، التي وجهت تحذيرات صارمة لكل من لا يحرز تقدماً ملموساً قبل تنصيب دونالد ترامب في البيت الأبيض. بينما لا تحظى إدارة ترامب باهتمام كبير لدى حركة حماس، إلا أن قطر ومصر تتمتعان بقدرة على الضغط عليها. كما أن حماس معنية بإبرام اتفاق منذ انتهاء الصفقة السابقة، ولكن بشروطها الخاصة التي تركز بشكل أساسي على إنهاء الحرب.

وبينت الصحيفة أن تاريخ 20 يناير خلق دافعاً لدى الأطراف للاستفادة من الفرصة لتحقيق الاتفاق، كل حسب أهدافه. وبالفعل، تحقق تقدم في بعض القضايا، مثل الصياغات وآليات التنفيذ التي تسمح بتجاوز القضايا الرئيسية مؤقتاً. لكن رغم ذلك، فإن التركيز على كلمة "مؤقتاً" قد لا يكون كافياً. فما زالت القضايا الجوهرية دون حل. ورغم أن تاريخ 20 يناير خلق حافزاً للتقارب بين الأطراف، إلا أنه من غير المؤكد أن يكون ذلك كافياً لتحقيق اتفاق نهائي. وإذا لم يحدث أحد أمرين، فلن يتم تجاوز العقبات: إما أن تتنازل حماس عن نقطة كانت ترفض التنازل عنها، أو أن تقرر إسرائيل إنهاء الحرب بشكل فعلي.

وحسب الصحيفة، تدور حالياً المناقشات في الدوحة حول إمكانية إبرام اتفاق إنساني تدريجي، يقسم المرحلة الأولى إلى عدة خطوات على مدى فترة طويلة. ويجري البحث عن صياغة يمكن أن تقدمها إسرائيل باعتبارها لا تعني بالضرورة نهاية الحرب، بينما تراها حماس بداية النهاية. هناك أيضاً آراء في إسرائيل تشير إلى أن الصفقة قد لا تبرم بحلول 20 يناير. التضخيم الإعلامي والتوقعات المبالغ فيها يضيفان ضغوطاً إضافية. ومع ذلك، تشير الأنباء إلى أن المفاوضات تدور في دوائر دون تحقيق حل حقيقي.

ووفقاً لمصادر مطلعة، بما في ذلك مسؤولون رفيعو المستوى من إسرائيل ودول الوساطة، لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن. ما يُناقش حالياً هو وثيقة تتضمن بنوداً قد تكون مهمة، لكنها لا تحقق نتائج ملموسة مثل إطلاق سراح الأسرى. هناك من يعتقد أن الهدف الحقيقي هو تبرير الفشل في التوصل إلى اتفاق ولو كان بسيطاً قبل تنصيب ترامب. الكلمات التي تُجمع الآن قد تُعرض في الإعلام الإسرائيلي كإنجاز كبير وفرصة تاريخية، لكنها قد تنتهي بخيبة أمل هادئة، كما حدث في مرات سابقة.

وقالت الصحيفة إن مسؤولي فريق التفاوض الذين توجهوا إلى الدوحة لا يرغبون في أن يكونوا جزءاً من الفشل، مما قد يعكس أملاً في إحداث تغيير ما. ومع ذلك، حتى اللحظة، يبدو أن النوايا والتوقعات تفوق الواقع. وقال مسؤول بارز، غالباً ما يظهر في الإعلام باعتباره "كاسر الآمال ومُفند الإشاعات"، إنه لا يعتقد أن الوضع الحالي يُبشر باتفاق قريب. "ربما أكون مخطئاً"، أضاف، "لكن ما يبدو مرجحاً حتى الآن هو إعلان نوايا أكثر من كونه اتفاقاً فعلياً".

وأشارت الصحيفة إلى أن حاجيت وروبي حن، والدي الجندي إيتاي، قد عادوا من الدوحة، حيث عبرا عن انتقادات شديدة لجهود إعادة ابنهما وبقية الأسرى من غزة. استمع إليهما استيف ويتكوف، ممثل فريق ترامب، وأبديا قلقهما من أن فريق العمل الأمريكي يفتقر إلى الخبرة في ديناميكيات التفاوض خلال الـ15 شهراً الماضية، ما قد يؤدي إلى تصور خاطئ للواقع.

وبينت الصحيفة: "تتهم الإدارة الديمقراطية حركة حماس بعرقلة المفاوضات عبر "وضع شروط جديدة" في كل مرة. وفي المقابل، ترى الدعاية الإعلامية التابعة لنتنياهو في هذه التصريحات فرصة لتعزيز روايتها، رغم اتهام نفس المسؤولين الأمريكيين بمعاداة السامية عند تقديمهم تصريحات لا تتماشى مع المصالح الإسرائيلية".

صرح مسؤول إسرائيلي بأن إدارة بايدن، جنباً إلى جنب مع فريق التفاوض الإسرائيلي، يفضلون في كثير من الأحيان اتهام حماس حتى لو كانت تلك الاتهامات غير دقيقة أو غير صحيحة، لأن الاعتراف بخلاف ذلك سيعني تحميل الحكومة الإسرائيلية جزءاً من المسؤولية عن فشل المفاوضات. وأضاف المسؤول أن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى أدوات ضغط حقيقية على حماس، مما يجعل إسرائيل الطرف الوحيد الذي يمكن الضغط عليه.

وتواصل الصحيفة بأن فريق التفاوض الإسرائيلي، الذي لم يحقق أي تقدم يذكر في تحرير الأسرى خلال أكثر من عام وشهرين، يستمر في تكرار نفس النهج دون تغيير، مدعياً أن أي بديل سيكون أسوأ. العائلات تتساءل عما إذا كانت إدارة ترامب ستتبنى هذا السرد بشكل كامل، وتُعرب عن أملها في أن يكون ويتكوف قد زار إسرائيل للتأكد من مصداقية وعود الحكومة الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، تؤكد الصحيفة أن في هذه الأيام، حيث أصبحت الصورة الإعلامية أكثر أهمية من الحقيقة، ومع تناقص التحقق من المعلومات وزيادة الشكوك السياسية، تلعب الإشاعات دوراً مهماً في تشكيل الأحداث.

ومع ذلك، من المهم عدم الانسياق وراءها مهما كانت قوتها. إذا تم تشكيل لجنة تحقيق، سيكون من الضروري التحقيق في مصدر الإشاعات المتعلقة بضربات إيرانية وشيكة أو تسريبات لقوائم الأسرى. حتى الآن، لا توجد مؤشرات على اتفاق قريب بين الأطراف، وتُعتبر هذه الروايات أداة في لعبة سياسية معقدة مستمرة في استنزاف الجهود لتحقيق انفراجة حقيقية.

وقال مصدر مطلع للصحيفة: "إصرار الطرفين، من جهة على إنهاء الحرب ومن جهة أخرى على استمرارها، يعطل المرحلة التالية والمرحلة الحالية. الطرفان يعتقدان أنه سيكون هناك اتفاق واحد فقط، وبالتالي تحاول إسرائيل الإصرار على أكبر عدد من الأسرى في هذه المرحلة، بينما تسعى حماس لإطلاق سراح أقل عدد ممكن، مما يؤدي إلى تفكك الاتفاق الإنساني".

وأضاف المصدر: "إذا نجح الطرفان في إتمام المفاوضات بشكل تدريجي، ووافقت حماس على ضم أكبر عدد ممكن من الأسرى في المرحلة الإنسانية، فإن كل أسير يتم إطلاق سراحه سيكون قيمة كبيرة لعائلته ولأحبائه، لكن يجب أن تظل الصفقة متكاملة، لأن جهاز الأمن الإسرائيلي ليس لديه مشكلة في العودة للقتال في غزة، لكن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، بكل تقنياته، لا يستطيع إحياء الموتى. وإذا ماتوا، فسنظل نعيش في عار دائم".

الحدث المصدر: الحدث
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا