الحدث الإسرائيلي
أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه بعد أسبوع أول هادئ نسبياً، تميز باستيلاء جيش الاحتلال على أراض سورية دون قتال، تم تسجيل حادثتين الأولى من نوعها في الأسبوع الماضي، ومن المرجح أنها لن تكون الأخيرة، بين جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي والمحتجين السوريين الذين عبروا عن غضبهم من اقتحام الجيش للأراضي السورية. في الوقت نفسه، وصف القادة العسكريون الإسرائيليون في المنطقة الوضع الميداني بأنه "بعيد عن التوقعات"، حيث أن الجنود غالباً ما يتواجدون في مواقع ثابتة، وفي بعض الأماكن قد يتمركزون إلى مسافة 18-20 كم عن الحدود.
ووفقاً لأحد الضباط من قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، "إنه مجرد مسألة وقت حتى نتعرض لهجوم مفاجئ من قذائف نارية أو قذائف هاون على قواتنا، وإذا قُتل عدد من الجنود، سيتحول الوضع إلى الأسوأ. من الصعب شرح المهمة للجنود هنا لأننا لا نواجه عدواً، ونحن لا نقوم بأي هجوم أو مهام عملياتية ذات قيمة طوال اليوم". وتابع الضابط قائلاً إن هناك أملًا في أن يؤدي الوضع الحالي إلى تحرك دبلوماسي يمكن أن يحسن العلاقات بين إسرائيل وسوريا، على الرغم من أن إسرائيل تتبنى موقفاً حذراً جداً تجاه قائد سوريا الفعلي، أبو محمد الجولاني.
وأشار الضابط في حديثه للصحيفة إلى أن "الجنود كانوا في روتين قتالي مكثف في جنوب لبنان ضد حزب الله، وفي وقت سابق ضد حماس في غزة، والآن هم فقط يشاهدون الفلاحين السوريين الذين يزرعون أراضيهم، ولا يرون أي عدو، وحتى عبر المناظير. إن وجودنا الصاخب هنا، مع الدبابات التي تعبر القرى يومياً، قد يجذب جماعات مسلحة إلى المنطقة بشكل غير مرغوب فيه".
وعلى الرغم من أن الجيش لم يلاحظ بعد اقتراب خلايا مسلحين إلى منطقة الجولان السوري التي احتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن الاستخبارات الإسرائيلية بدأت تلاحظ علامات أولية على نوايا تلك الجماعات للوصول إلى هضبة الجولان السورية. في حادثة ثانية هذا الأسبوع، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على أحد المحتجين في قرية قريبة من بلدة القنيطرة، حيث عبر السكان عن احتجاجهم ضد وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقتهم. وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجنود "شعروا بالتهديد"، وحرصوا على عدم الضغط سريعاً على الزناد.
وفي حادثة استثنائية أخرى، لم يكن من الممكن تصورها قبل شهر، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه تم تحديد عدد من المسلحين السوريين الذين أقاموا حاجزاً عند مدخل إحدى القرى في جنوب هضبة الجولان السورية. وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال كان جاهزاً للهجوم عليهم، إلا أنه تراجع بعد أن وعد هؤلاء المسلحون بمنع المواطنين من مغادرة القرية مسلحين.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "القوات مشغولة بجمع الأسلحة الموجودة في هذه القرى، التي يصل عددها إلى نحو 20 قرية. هذه الأسلحة تشمل العديد من الأسلحة القديمة وأخرى تم الاستيلاء عليها من مواقع جيش الأسد عندما هرب جنوده قبل ثلاثة أسابيع. وأضاف أن "الجيش يجمع أيضاً الكثير من الأسلحة التي تُركت في المنطقة، بما في ذلك الدبابات السوفيتية القديمة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات جديدة، ذخيرة متنوعة، ومنصات إطلاق قذائف الهاون".