الجوع يفتك في مناطق القطاع كافة
أم محمد: أُصارع يومياً للحصول على ربطة خبز واحدة.. يا ريت متنا في بيوتنا أشرف من هذا الذل
أبو يوسف: الجميع يقاتل من أجل لقمة عيشه.. يا بقتلونا وبريحونا أو بحررونا من الظلم اللي عايشينه
أم علاء: أذهب منذ الفجر لأقف في الطابور أمام المخبز.. لكن ربطة واحدة لا تكفي أبنائي وأحفادي
"إحنا جعانين.. حتى الأكل محرومين منه"، بهذه الكلمات لخّصت "أم محمد" مسعود معاناتها في الحصول على الخبز، بعد وقوفها ساعات طويلة أمام المخبز في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
على باب المخبز، يقف عشرات المواطنين ساعات طويلة من أجل الحصول على ربطة خبز واحدة، يسدون بها رمق عوائلهم، لكنهم وفي أحيانٍ كثيرة يعودون إلى بيوتهم بلا خبز، نتيجة التزاحم الكبير والتدافع أمام المخبز.
"أم محمد" التي كانت تقف في طابور النساء تروي لـ"ے" و"القدس دوت كوم" معاناتها وأسرتها: "نزحنا من مخيم جباليا شمال القطاع بعدما قصفنا الاحتلال ودمر بيوتنا، إلى دير البلح.. أصارع يومياً من أجل الحصول على ربطة واحدة"، وتردف بالقول: "يا ريت متنا في بيوتنا أشرف من الذل اللي عايشينه".
وبالرغم من إصابتها بمرض السرطان، وعدم تناولها الأدوية والمقويات اللازمة، فإنها تقف أمام المخبز ساعات طويلة. وتضيف: "مضطرة أقف لأسد جوع أطفالي وأطفال ابنتي، فلا يوجد أكل ولا طحين في الأسواق".
ربطة الخبز بـ3 شواكل في المخبز وبـ15 خارجه
أما ربطة الخبز، فلا تستطيع "أم محمد" شراءها من خارج المخبز، بسبب ارتفاع ثمنها. وتكمل: "ربطة الخبز داخل المخبز بثلاثة شواكل، وفي الخارج يبيعونها بـ 15 شيكلاً، ولا أستطيع شراءها بهذا الثمن".
يئست "أم محمد" بعدما تجمهرت جميع النسوة حولها، حيث لم تستطع شراء ربطة الخبز التي تحتاجها. وتعقب: "إحنا الشعب ضحية، وما حدا مدوّر علينا، وحسبنا الله ونعم الوكيل".
"أبو يوسف": الجميع يقاتل من أجل لقمة عيشه.. يا بقتلونا وبريحونا أو بحررونا من الظلم اللي عايشينه.
لا أحد يرى معاناتنا
في الطابور المقابل، يقف "أبو يوسف" غبن أكثر من أربع ساعات للحصول على ربطة الخبز، ويقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "منذ الفجر وأنا أنتظر دوري دون فائدة، الناس فوق بعضهم البعض، والجميع يقاتل من أجل لقمة عيشه، ولا أحد يرى معاناتنا".
أما المعاناة الأكبر، فهي أن تنتظر لساعات طويلة وتحصل على كمية محدودة من الخبز، لا تكفي لأفراد الأسرة. ويتابع "أبو يوسف": "فقط مسموح شراء ربطة واحدة، وإذا ما أردت الشراء مرةً أخرى، فعليّ أن أصطف بالدور من جديد".
ويضيف: "ربطة الخبز الواحدة لا تكفي لأسرتي المكونة من 10 أفراد، فنحن نحتاج أربع ربطات في اليوم".
وعبّر أبو يوسف عن قهره من الوضع المرير الذي يعيشه وأسرته بقوله: "يا بقتلونا وبريحونا.. وإما بحررونا من الظلم الي عايشينه".
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، زادت من مأساة وحدّة الفقر؛ فكثير من المواطنين لا يستطيعون شراء الخبز لعوائلهم، ناهيك عن انعدام فرص العمل.
بدي أسحب قرض لأشتري الخبز
"بدي أسحب قرض لأشتري الخبز"، هكذا عبرت "أم علاء" بكر عن عجزها عن شراء ربطة الخبز لأفراد أسرتها، بعدما ضاق بهم الحال في ظل عدم توفر مصدر دخل يعيلهم.
تقول "أم علاء" لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "أذهب من الفجر لأقف على الطابور في المخبز، أحصل بعد ساعات على ربطة واحدة، لكنها لا تكفي لأبنائي وأحفادي الصغار". وتردف: "لا أستطيع شراءها من الخارج، فثمنها مرتفع جداً وأنا لا أملك مصدر دخل ثابت".
معركة يومية تواجهها "أم علاء" في طابور الخبز، وتروي: "أغمى عليّ مرات كثيرة، لا سيما وأنني مريضة قلب، ولا أستطيع الوقوف لساعات طويلة".
وتكمل: "أحياناً كثيرة يضيع دوري من شدة ازدحام النساء والأطفال، ناهيك عن المشاكل التي تحصل بين الناس والخوف من أن يلحقني الأذى".
منذ بداية أكتوبر 2024 والاحتلال الإسرائيلي يواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم، ويمنع إدخال المواد التموينية والخضراوات وما شابه إلى أسواق قطاع غزة، متعمداً استخدام التجويع كسلاح لتضييق الخناق على المواطنين.