آخر الأخبار

جريدة القدس || خطة بلينكن لإدارة غزة بعيداً عن السلطة.. قفزة في الهواء لن يُكتب لها النجاح

شارك الخبر
مصدر الصورة

د. حسن أيوب: ما يحدث حالياً على الأرض أخطر من "صفقة القرن" وخطة بلينكن لا تحمل جديداً ولن تنجح

بسام زكارنة: أي محاولات لتمرير الحلول السياسية بعيداً عن الفصائل الفاعلة سوف تكون محكومة بالفشل

خليل شاهين: خطة بلينكن غير قابلة للتنفيذ ومحاولة تقرير مصير الفلسطينيين من وراء ظهورهم مصيرها الفشل

د. دلال عريقات: أي خطة يجب أن تستند إلى الشرعية الوطنية الفلسطينية وليس عبر فرض حلول من الخارج

ماجدة المصري: أي خطط لـ"اليوم التالي" محكوم عليها بالفشل مسبقاً في حال تجاوزت الموقف الفلسطيني

سليمان بشارات: الحديث عن خطة أمريكية الآن يعكس محاولات إدارة بايدن الترويج لنفسها قبيل الانتخابات

 

 

تثير التقارير التي تتحدث عن خطة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لما يسمى "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، وإمكانية نشر قوات دولية هناك مع تهميش دور السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، الجدل بشأن إمكانية تنفيذها على الأرض، وسط خشية من أن تكون أخطر من "صفقة القرن" التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل سنوات.


ويرى كتاب ومحللون وقادة سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن الخطة التي يتم الترويج لها، تاتي في إطار استراتيجية أمريكية مستمرة تهدف إلى تطبيع العلاقات في المنطقة، وإنشاء حلف إقليمي لمواجهة إيران وحلفائها، مع محاولة القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية.


ووفق القادة والكتاب والمحللين، فإن نجاح هذه الخطة يعتمد على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، فضلاً عن العدوان على غزة ولبنان والتصعيد بين إسرائيل وإيران. 


ويعتقدون أن الوضع الحالي أخطر من "صفقة القرن"، حيث نجحت إسرائيل في توسيع نفوذها بالضفة الغربية وتوقيع اتفاقيات تطبيع، فيما تسعى إلى فصل غزة عن الضفة الغربية. 


ويرون أن هناك شكوكاً كبيرة في إمكانية نجاح خطة بلينكن، بسبب التعقيدات الاجتماعية والفصائلية في غزة ورغبة إسرائيل في السيطرة على القطاع، كما أن أي محاولات لتجاوز القيادة الفلسطينية الشرعية ستكون محكومة بالفشل.

 

خطة بلينكن تعيد ترويج أفكار قديمة ولا جديد فيها

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي حسن أيوب أن خطة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تأتي في إطار الاستراتيجية الأمريكية المستمرة، التي تركز على العودة إلى مسار تطبيع العلاقات في المنطقة، وإنشاء حلف إقليمي لمواجهة إيران وحلفائها، مع السعي للتخلص من فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية. 


ويشير أيوب إلى أن إسرائيل وحلفاءها يعتقدون أن كثافة العدوان على غزة قد تُمهد لتمرير مشروع تسوية وفق رؤيتهم، لكنهم لا يعلمون أن ذلك قد يصطدم بالحرب في لبنان أو مع إيران.


ويؤكد أيوب أنه لا جديد في خطة بلينكن، حيث تعيد ترويج أفكار قديمة، ولا سيما الحديث عن مشاريع تجارية وعقارية في قطاع غزة. 


ومع ذلك، يؤكد أن فرض هذه الخطة يعتمد بشكل أساسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، كونها ترتكز إلى مبدأ التطبيع الإقليمي، وكذلك نتائج المعارك الجارية في الميدان، سواء في غزة أو في لبنان والحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، التي قد تعرقل تطبيق هذه الخطط، مؤكداً أن تلك التطورات تصب في مصلحة تعطيل أي تسوية أمريكية إسرائيلية.


من جانب آخر، يشير أيوب إلى أنه حتى الآن لم تصدر السلطة الفلسطينية أي رد فعل على خطة بلينكن.

 

إسرائيل ترفض أي نوع من التمثيل السياسي للفلسطينيين

 

ويعرب أيوب عن قلقه من أن السلطة الفلسطينية تتبنى استراتيجية قائمة على محاولة "التذاكي"، أي محاولة تحسين شروط بقاء السلطة في ظل عجزها عن تغيير الواقع القائم، لكن هنا يجب على السلطة التنبه إلى أن إسرائيل ترفض بشكل مطلق أي نوع من التمثيل السياسي للفلسطينيين.


ويعتقد أيوب أن ما يحدث حالياً على الأرض أخطر من "صفقة القرن"، التي تحققت بنودها بعدما نجحت إسرائيل في الاستيلاء على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وكذلك إبرام اتفاقيات التطبيع، وتسعى لإسقاط خيار الدولة الفلسطينية المستقلة بشكل كامل، وفي الوقت ذاته تحاول إسرائيل فصل غزة عن الضفة الغربية من خلال إقامة كيان منفصل في القطاع، لا يتمتع بأي بعد سياسي، مع تقويض عمل السلطة الفلسطينية في الضفة.


ويبيّن أيوب أن تنفيذ خطة بلينكن، إن تم، يعني إنهاء أي دور للفصائل الفلسطينية، بالرغم من الرفض المستمر لهذه الخطة من كافة مكونات قطاع غزة. 


ويشكك أيوب بنجاح خطة بلينكن بسبب التركيبة الاجتماعية والفصائلية المعقدة داخل قطاع غزة، ورغبة إسرائيل في الحفاظ على سيطرتها الكاملة على غزة، وهذان العاملان كفيلان بإفشال خطة بلينكن في نهاية المطاف.

 

أي حلول لا تتماشى مع حقوق الشعب الفلسطيني ستواجه بالرفض

 

يؤكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" بسام زكارنة أن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته يضع ضمن أولوياته إنهاء المعاناة المستمرة في قطاع غزة بشكل خاص.


ويشدد زكارنة على أن أي حلول تُطرح لا تتماشى مع حقوق الشعب الفلسطيني ستواجه بالرفض القاطع، ليس فقط من الفلسطينيين، بل من الأمة العربية وأحرار العالم. 


ويعتبر زكارنة أن الخطة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تعد جزءاً من مشاريع "بيع الوهم"، التي تهدف إلى تفكيك الساحة الفلسطينية والإقليمية لتمرير السياسات لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد وفقاً للرؤية الأمريكية والإسرائيلية.


من جانب آخر، يوضح زكارنة أن هناك حواراً إيجابياً بين حركتي فتح وحماس بدأ في بكين حول إنهاء الانقسام وشكل إدارة المرحلة المقبلة بعد انتهاء العدوان على الشعب الفلسطيني يتم بحكومة توافق بين الطرفين، مع التأكيد على وحد الحُكم ووحدة المرجع بما يضمن قيادة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف التصدي لأي محاولات تهدف إلى إنهاء السلطة الفلسطينية والفصائل الوطنية أو المس بمرجعية منظمة التحرير. 


ويؤكد زكارنة أن هناك إدراكاً عاماً لدى جميع القوى الفلسطينية بأن هناك محاولة لاستهداف تمثيل الشعب الفلسطيني عبر تشكيل سلطة جديدة منفصلة عن شعبها وفصائله الشرعية تقوده أمريكا وبعض دول الإقليم.


ويحذّر زكارنة من أن أي محاولة لتشكيل لجنة إدارية لا ترتبط بمنظمة التحرير و بالفصائل الفلسطينية ستُعد بمثابة إلغاء لدور الفصائل، وهو ما يُرفض بشكل قاطع من الجميع. 


ويؤكد زكارنة أن إسرائيل وأمريكا، ومن يقف وراءهما، لن تجد في الساحة الفلسطينية أي "روابط قرى" جديدة أو ميليشيات محلية مثل "جيش لحد" الذي استخدمته إسرائيل في جنوب لبنان خلال فترة احتلالها لتمرير مشاريع خيانية. 


ويشير زكارنة إلى أن الشعب الفلسطيني أصبح موحداً اليوم أمام وحدة الدم النازف ويضع نصب عينيه هدفاً واحداً يتمثل في إنهاء العدوان الإسرائيلي الذي يجب أن يتوج بتحقيق دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.


ويشدد زكارنة على أن خطة بلينكن، أو أي مشروع دولي آخر، لن ينجح إذا لم يقترن بحل سياسي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة. 


ويؤكد زكارنة أن أي محاولات لتمرير الحلول السياسية بعيداً عن القيادة الفلسطينية الشرعية والفصائل الفاعلة، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية، ستكون محكومة بالفشل.

 

عوامل تجعل خطة بلينكن غير قابلة للتنفيذ

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن الخطة التي يجري الحديث عنها حالياً من قبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لا تبدو قابلة للتنفيذ، وذلك لعوامل عدة. 


وبحسب شاهين، فإن أول هذه العوامل هو مستقبل بلينكن نفسه، الذي قد لا يبقى في منصبه بعد الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في أي تشكيلة للإدارة الجديدة بعد الانتخابات، سواء فاز ترامب أم هاريس، ما يجعل من الضروري الانتظار لمعرفة مصيره، خاصةً في ظل الخلافات داخل الحزب الديمقراطي حول كيفية تعامل إدارة بايدن مع أزمة الشرق الأوسط والحرب على غزة.


أما العامل الآخر، يوضح شاهين، فهو وجود فجوات كبيرة بين المواقف الإماراتية والإسرائيلية، وكذلك بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي، وهذه الفجوات تتعلق أساساً بمسألة خط النهاية لهذه الخطة، حيث تتحدث الإمارات والولايات المتحدة عن أفق سياسي يتضمن حل الدولتين، وهو ما ترفضه إسرائيل بوضوح، بل هناك قوانين في الكنيست تمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إضافة إلى ذلك هناك رفض إسرائيلي لإعطاء أي دور للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، ما يُعمّق الفجوة بين الأطراف الثلاثة: الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل، ويجعل من الصعب تجسير هذه الخلافات.


ويوضح شاهين أن الخطة التي يتم طرحها حالياً تشير إلى إقامة كيانين منفصلين: الأول في غزة تحت الحكم العسكري الإسرائيلي المباشر أو غير المباشر، والثاني في الضفة الغربية حيث تسيطر السلطة الفلسطينية على أجزاء منها، لكن نجاح هذه الخطة سيعني فعلياً فصل الضفة عن غزة، وهو ما يتناقض مع حل الدولتين الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة والإمارات، ويخدم المصالح الإسرائيلية التي تسعى لاستمرار احتلال غزة وحتى إحياء الاستيطان في شمال القطاع.


يرى شاهين أيضاً أن هناك عاملاً ثالثاً، وهو العامل الإقليمي الذي يلعب دوراً مهماً، إذ يشكك شاهين في قبول دول مؤثرة في المنطقة، مثل مصر والأردن، لهذه الخطة، وهاتان الدولتان عبّرتا بوضوح عن رفضهما إرسال أي قوات إلى غزة ما لم تُعالج قضايا أساسية، مثل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وتوحيد السلطة الفلسطينية لإدارة كل من غزة والضفة الغربية مع وجود أفق سياسي.


ومن العوامل المهمة الأخرى استبعاد الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية من المشاورات الجارية، وبحسب شاهين فإن محاولة تقرير مصير الفلسطينيين دون إشراكهم في هذه المشاورات ستنتهي بالفشل، مشيراً إلى أن إسرائيل حاولت سابقاً إدارة غزة عبر مبادرات متعددة مثل إدارة شؤون غزة من خلال العائلات، الذي قوبل بالرفض، كما أن العمليات العسكرية الجارية شمال غزة توضح أيضاً استمرار قوة حركة حماس.


وفي هذا السياق، يشير شاهين إلى أن حركتي حماس وفتح كانتا اتفقتا على تشكيل لجنة إدارية لإدارة غزة، لكن خلافات حول طبيعة هذه اللجنة وصلاحياتها ومرجعيتها أفضت إلى طريق مسدود، كما حدث في محادثات القاهرة.


بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة، يرى شاهين أن المشكلة الأساسية هي غياب رؤية فلسطينية واضحة وشاملة للتعامل مع التحديات المتصلة بإدارة شؤون الفلسطينيين في الضفة وغزة، وكذلك التحديات الكبرى الناتجة عن حرب الإبادة، بما في ذلك إعادة الإعمار والإغاثة ووقف إطلاق النار.

 

المطلوب حوار فلسطيني شامل

 

ويؤكد شاهين أن غياب رؤية فلسطينية متماسكة بشأن اليوم التالي للحرب، وكيفية إدارة قطاع غزة كجزء من النظام السياسي الفلسطيني تترك فراغاً سياسياً يتم ملؤه بخطط وأفكار تُطرح من خلف ظهر الفلسطينيين ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا