آخر الأخبار

جريدة القدس || هذا صندل بنتي.. الصوت والصدى!

شارك الخبر
مصدر الصورة

في لجّة الموت الزؤام المزروع في كل مكان، سُمع صوتٌ خفيضٌ ينادي بتفجّع: "هذا صندل بنتي.. وين بنتي؟!".


لم يُجب أحدٌ عن السؤال الملحّ الذي يسري وسط الدماء ونثار الأجساد، دون أن يَعرف أحدٌ مصيرها، وما إذا انتُزع جسدُها الغضّ من الصندل المهترئ ليتوزع أشلاءً في المكان، حيث يجهد الـمُسعفون في البحث عن أترابها ممن كانوا يلهون معها في ساحة المدرسة، التي غرزت الوحوشُ الطائرةُ أنيابَها فيها، قبل أن تستحيل قطعةً من الجحيم، يلفّها السّواد، وتتناثر فيها الأجساد.


ظل صدى السؤال يترددّ في الزحام، بينما الناس أطفالاً ونساءً وشيوخاً يُغالبون دمعهم، وهم يعانقون بعضهم بصمتٍ جليل، ويواسون أوجاع قلوبهم المكلومة بفقد فلذات أكبادهم، الذين قضوا في أحضان الأمهات الثاكلات.


كان هذا واحداً من المشاهد المؤلمة في المجازر المتكررة في مدارس "الأونروا" التي باتت هدفاً للغارات والمدافع، لتتكرر أمس في المجزرة رقم "١٩١" التي كان مسرحها مدرسة أبو حسين الابتدائية، وذهب ضحيتَها عشراتُ الشهداء والمصابين، معظمهم أطفالٌ كانوا في انتظار وجبة الغداء.


في المقاربات القاسية للأسماء، والأمكنة التي تشهد على جريمة العصر، فإن "كفر قاسم" و"الفالوجة" و"دير ياسين" مدارس تحمل أسماء مجازر تَعرّض لها أجداد الضحايا الذين لاذوا إليها، ليُعيد أحفاد مجرمي عصابات "شتيرن" و"ليحي" و"الهاجانا" إنتاج جرائم أجدادهم بحق أحفاد الضحايا، الذين لم يدُر في خلدهم أنهم سيلاقون بعد عقود، ذات المصير الذي حلّ بأجدادهم.


ظلّ الأب المفجوع بفقد فلذة كبده يُغالب ألمه، وهو يحضن ما تبقى من أثرٍ لقلبه، الذي اختفى في زحام الموت، الذي لا تبدو في الأفق المنظور نهايةٌ لفواجعه.


أوقفوا الإبادة الآن، أوقفوا المذبحة..!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا