آخر الأخبار

جريدة القدس || السابع من أكتوبر.. هذا ما خسرناه وما ربحناه!

شارك الخبر
مصدر الصورة

د. أحمد رفيق عوض: إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة من الحرب بل تفاقمت مشكلاتها الداخلية والدولية

‫محمد جرادات: استعادة جزء من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وعزلة إسرائيلية عالمية غير مسبوقة

د. عبد المجيد سويلم: السابع من أكتوبر قلب الطاولة على تحولات خطيرة وترتيبات سياسية كانت تُعَد للمنطقة

محمد مناصرة: الشعب الفلسطيني تعرض لعمليات قتل واسعة وفقد التعاطف من الكثيرين في العالم

فراس ياغي: ميزان الخسائر والأرباح لا يمكن تقييمه إلا بعد انفضاض غبار الحرب وتداعياتها المستمرة

 

في الذكرى السنوية لأحداث السابع من أكتوبر، تبرز تحولاتٌ كبيرةٌ في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تلقت إسرائيل ضربات عسكرية وسياسية كشفت ضعفها الاستراتيجي، بالرغم من الدعم الدولي الذي تتلقاه، فيما تكبد الفلسطينيون خسائر كبيرة في قطاع غزة تحديداً، وعلى رغم ذلك برزت القضية الفلسطينية من جديد على الساحة الدولية، بعد أن كانت مهددة بالتهميش خلال السنوات الأخيرة، ما أعاد تسليط الضوء على أهمية إيجاد حل شامل للصراع.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ " ے "، أن من أبرز تداعيات الأحداث كان الانكشاف الكبير للقدرات العسكرية الإسرائيلية، وتراجع قدرتها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في غزة ولبنان. وبالرغم من تنفيذ بعض العمليات الأمنية والاغتيالات، فإن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهداف الحرب باستعادة المحتجزين أو تحقيق استقرار أمني داخلي، ما أدى إلى تأزم وضعها على الساحتين الدولية والإقليمية، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تنفيذ هجماتها، ما يعكس قدرتها على الصمود، بالرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها الفلسطينيون.


ويشير الكتاب والمحللون إلى أن عزلة إسرائيل الدولية تعمقت، في حين اكتسبت القضية الفلسطينية زخماً دولياً جديداً، وأُعيد ترتيب الأولويات على الساحة الدولية، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، يشير المشهد الحالي إلى أن استقرار المنطقة يعتمد بشكل رئيسي على تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

 

خسائر إسرائيلية كبيرة

 

يستعرض الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض مشهد الخسائر والأرباح التي تكبدتها إسرائيل والشعب الفلسطيني جراء احداث السابع من أكتوبر. 


ويرى عوض أن إسرائيل تعرضت لخسائر كبيرة، أبرزها انكشاف ضعفها العسكري، وكذا السياسي، حيث أظهرت الأحداث أنها لم تعد قادرة على الصمود لولا الدعم الغربي والأمريكي. 


ويشير عوض إلى أن هذا الضعف تجلى في سقوط السرديات التي كانت تروجها إسرائيل بشأن قوتها العسكرية وقوة الردع التي تدعيها، إلى جانب ما وصفه بالتمزقات الداخلية والتآكل الذي أصاب المؤسسات الاجتماعية والسياسية الإسرائيلية.


ومن أبرز الخسائر التي تكبدتها إسرائيل أيضاً، وفقاً لعوض، الحصار الدولي الذي تعيشه، والتراجع الكبير في شرعية الاحتلال الإسرائيلي في أعين المجتمع الدولي، إذ فقدت إسرائيل القدرة على تبرير وجودها وممارساتها أمام العالم، هذا إلى جانب الخسائر البشرية والاقتصادية التي تزايدت بشكل ملحوظ. 


ومع كل هذه المعطيات، يرى عوض أن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة من هذه الحرب، بل تفاقمت مشكلاتها الداخلية والدولية.

 

تراجع ‫السقف السياسي للقضية الفلسطينية

 

في الجانب الفلسطيني، يوضح عوض أن الشعب الفلسطيني تكبد خسائر فادحة على صعيد الأرواح والبنية التحتية، حيث أدى العدوان إلى تدمير واسع في غزة وفصل فعلي بين قطاع غزة والضفة الغربية.


ويؤكد أن السقف السياسي للقضية الفلسطينية قد تراجع بشكل كبير، ما حال دون تحقيق أي تقدم نحو تسوية سلمية أو مصالحات فلسطينية داخلية. 


ويشير عوض إلى أن ضعف قدرة الإقليم على حل القضية الفلسطينية أصبح أكثر وضوحاً بعد السابع من أكتوبر، وأن المجتمع الدولي لم يتمكن بعد من تقديم حل نهائي وجذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.


لكن وبالرغم من هذه الخسائر، يرى عوض أن هناك بعض المكاسب التي تحققت للفلسطينيين، أهمها اتساع نطاق الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية يجب التعامل معها. 


ويوضح عوض أن إسرائيل قد تكشفت أمام العالم، ما جعل قضية فلسطين محور اهتمام دولي لا يمكن تجاهله. 

 

لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون دولة فلسطينية

 

ويؤكد عوض أن السابع من أكتوبر أظهر أن النظام الدولي عقيم وغير قادر على حل النزاعات المستمرة، كما بيّن أن النظام الإقليمي منهك وخاضع للسيطرة الإسرائيلية.


في تحليله للأبعاد الاستراتيجية لأحداث السابع من أكتوبر، يؤكد د. عوض أن هذه الأحداث تطرح فكرة جوهرية، وهي أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ولا حتى لإسرائيل، دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة. 


ويرى عوض أن أحد أبرز تداعيات هذا اليوم هو إظهار الحضور المستمر للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، واستحالة تغييبها، كما أن السابع من أكتوبر يطرح تساؤلات حول نوعية التسوية الممكنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فهل هي تسوية بين عبد وسيد أم بين شركاء متساوين؟ يؤكد عوض أن أي محاولة لتسوية السلام بين عبيد وأسياد سيكون مصيرها الفشل.

 

غياب النظام العربي عن  المشهد الدولي

 

ويشير عوض إلى أن السابع من أكتوبر كشف الغياب الكبير للنظام العربي عن المشهد الدولي، وبيّن مدى الفراغ الاستراتيجي في المنطقة، إذ تظل القوى الإقليمية تتحكم بمصيرها وتؤثر على مجريات الأمور. 


ويرى أن هذه العيوب يجب معالجتها، وكذلك الإصلاحات يجب أن تُجرى بناءً على ما أظهرته أحداث السابع من أكتوبر.


أما بالنسبة لتوقعاته للمرحلة المقبلة، يرى عوض أن الأمور لا تزال في ذروتها، حيث اتسع العدوان الإسرائيلي ليشمل عدة جبهات، وليس فقط الشعب الفلسطيني. 


ويشير عوض إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الحرب إلى إغلاق ملفاتها الاستراتيجية مع أعدائها في غزة ولبنان وإيران وغيرها من الجبهات. 


ويعتقد عوض أن إسرائيل لن تتوقف عن مواصلة الحرب في المستقبل القريب، لكنها تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي. 


ويطرح عوض تساؤلاً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في دعمها إسرائيل بهذه القوة، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.


ويشير عوض إلى أن إسرائيل تعتبر هذه الحرب بمثابة "حرب استقلال ثانية"، معتقداً أن الحرب قد تستمر حتى عام 2026 في إطار سعي إسرائيل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

 

 نقطة تحول في مسار الصراع

 

يتناول الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات تأثيرات السابع من أكتوبر بعد مرور عام على "طوفان الأقصى"، متتبعاً الأرباح والخسائر على كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. 


بحسب جرادات، يعكس هذا الحدث التاريخي تحولات جذرية على المستويين السياسي والعسكري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التركيز على كيفية إحياء القضية الفلسطينية في الساحة الدولية وتأثير ذلك على إسرائيل.


ويشير جرادات إلى أن "طوفان الأقصى" قد أعاد إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت مهددة بالتهميش منذ الربيع العربي، خلال السنوات العشر التي أعقبت الثورات العربية، حيث تراجعت القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية، لكن السابع من أكتوبر نجح في إعادة وهجها إلى الساحة العالمية، ولأول مرة منذ فترة طويلة، أصبحت القضية الفلسطينية محل اهتمام واسع، ليس فقط على المستوى الشعبي بل أيضاً على المستوى السياسي الدولي.


ويوضح جرادات أن ما حدث إثر حرب الإبادة على قطاع غزة أدى إلى اتخاذ عدة قرارات داعمة للقضية الفلسطينية، سواء من قبل مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شهدت هذه الفترة موجة من الاعترافات بفلسطين كدولة، على الرغم من التحديات المرتبطة بهذا الاعتراف. 


بالنسبة لجرادات، تعتبر هذه التطورات مكسباً للفلسطينيين وخسارة لإسرائيل، التي كانت تسعى إلى عزل القضية الفلسطينية سياسياً.

 

صمود فلسطيني.. وتغيّر طريقة التعامل الدولي

 

في السياق ذاته، يستشهد جرادات بالتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، الذي تجلى في مظاهرات واسعة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الجامعات الأمريكية والأوروبية والكندية، وهذه التحركات لم تعد تركز فقط على التسويات السلمية، بل باتت تنظر إلى فلسطين من منظور الحق التاريخي من البحر إلى النهر، ما يعكس تغييرًا كبيراً في طريقة تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية.


أما على مستوى الأوضاع المعيشية، فيؤكد جرادات أن العام الماضي كان عاماً دامياً للفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة الذي تعرض لمجازر وعمليات تدمير واسعة، فقد دُمرت البنية التحتية، وانتشر الجوع وسوء الرعاية الصحية، فيما فقد العمال في الضفة الغربية مصادر رزقهم بسبب القيود الإسرائيلية، ومع ذلك يشير جرادات إلى أن هذا الواقع المرير مؤقت، على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها الفلسطينيون.


من الجانب العسكري، يوضح جرادات أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تحافظ على قدراتها، بالرغم من التضحيات الكبيرة. 


ويشير جرادات إلى أنه بعد  عام من هجوم السابع من أكتوبر، ما زالت المقاومة تواصل هجماتها على تل أبيب ومستعمرات غلاف غزة، وتنفذ عمليات نوعية كما حدث في يوم الذكرى الاولى لطوفان الاقصى، وهي تعكس سيطرتها الميدانية. 


ويؤكد جرادات أن المقاومة صمدت على المستوى السياسي أيضاً، حيث حافظت على تماسكها وعلى وحدتها مع الفصائل الأخرى، مثل حركة الجهاد الإسلامي، رغم محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

 

إسرائيل تواجه تحديات كبيرة

 

على الجانب الإسرائيلي، يرى جرادات أن إسرائيل تعيش عزلة عالمية غير مسبوقة منذ تأسيسها في عام 1948، فبعد عام من طوفان الأقصى، وجدت إسرائيل نفسها تواجه تحديات كبيرة على عدة مستويات، بما في ذلك الاجتماعية والاقتصادية. 


بالرغم من نجاحها في تنفيذ بعض الاغتيالات والعمليات الأمنية، فإن جرادات يؤكد أن الفشل الأمني كان واضحاً لدى إسرائيل، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع صواريخ المقاومة، حيث لم تستطع إسرائيل تحديد مصادر تلك الصواريخ، ما زاد من حالة الارتباك داخل صفوفها الأمنية، لافتاً إلى أن إسرائيل لم تستطع تحقيق أهدافها الاستراتيجية، على الرغم من نجاحاتها بالاغتيالات والتدمير.


من ناحية أخرى، يوضح جرادات انه لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية في غزة، إذ فشلت في استعادة المحتجزين أو إقامة حكومة تابعة لها في القطاع.


وعلى الجبهة اللبنانية، يشير جرادات إلى أن إسرائيل لم تستطع إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم، بل على العكس، زاد عمق النزوح نتيجة التهديدات المستمرة من حزب الله، كما أن قصف إيران لإسرائيل أضاف تحديًا آخر أمام قوة الردع الإسرائيلية، التي تراجعت بشكل ملحوظ.


ويش ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا