آخر الأخبار

جريدة القدس || عام على الطوفان.. القضية الفلسطينية من الظل إلى الواجهة

شارك الخبر
مصدر الصورة

عادل عطية: غياب الأفق السياسي وإفشال حل الدولتين دفعا الشعب الفلسطيني إلى البحث عن خيارات أُخرى

د. محمد بو طالب: طوفان الأقصى ساهم بتقدّم القضية الفلسطينية وإخراجها من الركود إلى الفعل الموجع للخصم

هاني الجمل: أحداث السابع من أكتوبر الماضي أحدثت تغييراً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط

د. رياض العيلة: هذه الحرب فاقت في وحشيتها الحرب العالمية الثانية حيث تواصل إسرائيل التدمير والمجازر 

زياد الحموري: 7 أكتوبر منعطف حاسم أفشل محاولات إبادة الشعب الفلسطيني وخلْط الأوراق السياسية بالعالم

وديع أبو نصار: 7 أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية للواجهة غير أن توسيع دائرة الصراع أدى مجدداً لتحييدها

 

أجمع كتاب ومحللون سياسيون على أن معركة طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي بعد سنوات طويلة من التهميش والتجاهل، بعدما نجحت إسرائيل في تحويل عملية السلام التي بدأتها مع الجانب الفلسطيني إلى متاهة حقيقية، لا يستطيعون الفكاك منها، ودون أي أفق لإقامة دولة فلسطينية في ظل حكومة يمينية متطرفة لا تعترف بأي نوع من الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، وتستكثر عليه حكماً ذاتياً محدوداً.


وأشاروا إلى أن معركة طوفان الأقصى التي دخلت أمس الإثنين عامها الثاني، وبالرغم من الخسائر الفادحة التي لحقت بالشعب الفلسطيني من حيث أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين والمشردين والدمار في المباني والمؤسسات والبنى التحتية وغيرها، أخرجت القضية الفلسطينية من دائرة النسيان، وأعادت رسم معالم المنطقة وحتى العالم، بجعل القضية الفلسطينية نقطة صراع بين محوريين عالميين، محور شر يناصر إسرائيل وجرائهما ويدعمها بالسياسة والسلاح، ومحور يقف إلى جانب الحق الفلسطيني باعتباره قضية إنسانية جمعاء بمقدار ما هي قضية فلسطينية وعربية.

 

غياب الأفق السياسي

 

وقال الدبلوماسي الفلسطيني عادل عطية لـ”ے": إن ما حدث في يوم 7 أكتوبر من العام الماضي جاء نتيجة لغياب الأفق السياسي، وإفشال إسرائيل جميع محاولات تطبيق حل الدولتين، ما دفع الشعب الفلسطيني إلى البحث عن خيارات أخرى، وأدى ذلك إلى العمليات التي قامت بها المقاومة. 


وأوضح عطية أن الوضع السياسي في إسرائيل اليوم لا يؤهلها للقبول بحل الدولتين، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، والرأي العام الإسرائيلي المنحرف نحو أقصى اليمين، يرفضون هذا الحل بشكل قاطع.


وأضاف: إن المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي، لم يظهر أي بوادر تشير إلى تغيير استراتيجيته التقليدية أو تبني نهج أكثر فاعلية نحو تطبيق حل الدولتين.


وبيّن أن الوضع السياسي في أوروبا الآن لا يدعو للتفاؤل، حيث ما زالت دول الاتحاد الأوروبي منقسمة؛ فهناك دول تتبنى السردية الإسرائيلية، وأخرى تدعم السردية الفلسطينية، بينما تقف بعض الدول محايدة دون اتخاذ موقف حاسم.

 

انقسام في مواقف دول الاتحاد الأوروبي

 

وأوضح عطية أن انقسام دول الاتحاد الأوروبي يحد من قدرتها على لعب دور فعّال في الدفع نحو حل الدولتين، على الرغم من امتلاكها الأدوات الكافية لممارسة الضغوط على إسرائيل. 


وأكد أن الاتحاد الأوروبي يفتقد إلى الإرادة السياسية، لاسيما في ظل تغلغل اليمين واليمين المتطرف في المؤسسات الأوروبية، ما يجعله أكثر ميلاً للمواقف الإسرائيلية.


وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي، على مدار ثلاثين عاماً، قدم دعماً مالياً لبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، ولكنه لم يتخذ أي إجراءات حقيقية لإيقاف السياسات الإسرائيلية التي تعرقل إقامة دولة فلسطينية، مثل الاستيطان ومصادرة الأراضي والتطهير العرقي وإقامة الحواجز، وقد اكتفى الاتحاد الأوروبي بإصدار بيانات إدانة لممارسات إسرائيل دون اتخاذ خطوات عملية لوقف تلك السياسات.


وأعرب عطية عن أسفه لابتعاد حل الدولتين عن الواقع في ظل التشكيلات السياسية الحالية في إسرائيل والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الانتخابات الأمريكية المقبلة. وبالرغم من ذلك، أكد عطية أن حل الدولتين ما زال ممكناً إذا تبنى الاتحاد الأوروبي استراتيجية أكثر فاعلية وعملية تجاه تطبيق هذا الحل.

 

تكشُّف وجه إسرائيل البشع ومشروعها المناهض للسلام

 

من جانبه، قال الكاتب والمحلل في علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد نجيب بو طالب لـ"ے": بالرغم من الدمار الذي حصل ورغم الإبادة التي قام بها جيش الاحتلال في غزة فقد تكشف لداعمي إسرائيل عن وجه إسرائيل البشع ومشروعها المناهض للسلام والتعايش مع دولة فلسطينية ممكنة.


 وأضاف: "إن طوفان الأقصى كشف أيضاً للأجيال الجديدة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين عن حقيقة ما درسوه وقرأوه في الكتب وما سمعوا به".


وأكد بو طالب أن ما حدث فجر السابع من أكتوبر الماضي وما تلاه إنما جدد روح المقاومة ودعمها معنوياً، ورفض غالبية الناس للاحتلال المتعنت رغم تمركزه بالقوة على مدار ست وسبعين سنة على أرض فلسطين.


وأوضح المحلل التونسي أن هذا  سوف يؤسس لروح جديدة في المقاومة وفي أساليب النضال الوطني الفلسطيني تجاه قضيته.


وفي الجانب الآخر، أشار بو طالب إلى أن الجبهة السياسية الإسرائيلية تعاني من انقسامات، إلى جانب اهتزاز بنية المجتمع الإسرائيلي الذي قام على الهجرة. 

 

هجرة عكسية من إسرائيل

 

وقال: "نحن الآن إزاء هجرة مضادة وإفراغ لدولة إسرائيل من سكانها الوافدين بتأثير الدعاية الصهيونية والسبب هو السابع من أكتوبر"، مؤكداً أن "ذلك يتم بشكل بطيء ومعتم عليه ولكنه سوف يؤثر في المستقبل، وستكون ذلك مقدمة لتوجهات جديدة أكثر سرعة في بناء الدولة الفلسطينية والاعتراف بها وبشعبها وبسيادتها غصباً وبلا منة لأن الخصم يحسب الحسابات، زد على ذلك أن العالم مهيأ اليوم سياسياً وأخلاقياً لقبول ذلك وتحقيقه عملياً".


واعتبر بو طالب أن هذا الحدث المزعزع قد ساهم في تقدم القضية الفلسطينية وإخراجها من الركود ومن الصفقات الرخيصة إلى واقع الفعل الحقيقي الموجع للخصم المتكبر، وأعادته إلى حقيقته وإظهاره أمام نفسه وأمام العالم أنه كغيره كيان صغير، قوته محكومة بظل من يحميه ويحقق مصالح الغرب في المنطقة بتدمير أي مشروع نهضوي وحدوي فيها.


وأكد أن هذا الإنجاز مرهون بقدرة القيادات الفلسطينية والعربية على استثمار الفرص وتغيير استراتيجيات العمل بعيداً عن التبعية والانقسامات.


وأكد بو طالب أن تحقيق المنجزات التاريخية لا يكون بين ليلة وضحاها، بل يتطلب الصبر والإرادة والعمل المستمر، مشيراً إلى أن تأسيس الدولة الفلسطينية لن يتحقق بالشعارات بل بالعمل الجاد والتضامن الوطني وهذا ما عودنا عليه شعب الجبارين.

 

بروز إيديولوجيات ومشروعات جديدة

 

وقال المحلل السياسي المصري هاني الجمل: إن أحداث 7 أكتوبر من العام الماضي أحدثت تغييراً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط.


وأشار إلى أن المنطقة تشهد الآن بروز إيديولوجيات ومشروعات جديدة، تركز على استهداف المقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة حماس، ومحاولة تقليص نفوذها عن طريق استهداف قادتها وخنقها على مختلف الأصعدة.


وأضاف الجمل لـ"ے": إن إسرائيل تسعى إلى تحويل حركة حماس من حركة مقاومة جهادية إلى حزب سياسي تحت مظلة حركة فتح، مشيراً إلى إمكانية عقد اجتماعات بين الحركتين في المستقبل لتحقيق هذا الهدف، خاصة في ظل القبضة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة ومحاولاتها المستمرة لتدمير البنية التحتية للمقاومة.


وأوضح أن إسرائيل وسّعت عملياتها لتشمل استهداف حلفاء المقاومة في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، وبعض الفصائل المسلحة في سوريا والعراق، والحوثيين في اليمن. 


وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية تهدف إلى خنق جبهات الدعم التي تعتمد عليها المقاومة الفلسطينية.

وعلى صعيد حزب الله، لفت الجمل إلى أن الحزب تعرض لضربات موجعة من قبل إسرائيل نتيجة اختراق أمني واستخباري. 


وأوضح أن هناك توجهات لإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحزب الله وسلاحه، وهو ما قد يعيد رسم موازين القوى في لبنان، ويفتح الباب أمام حل سياسي للصراع في البلاد، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد للبنان.

 

مشروع التطبيع يواجه بعض التحديات

 

وتطرق الجمل في حديثه لمشروع التطبيع في إطار "اتفاقيات إبراهيم"، مؤكداً  أن هذا المشروع يشهد بعض التحديات، حيث تربط بعض الدول العربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين.


 وأضاف: إن أي تقدم في هذا الملف لن يتحقق إلا بضغط عربي قوي على الولايات المتحدة وإسرائيل وأن التطبيع لن يكون مجانياً حتى تحقيق حل الدولتين والذي وفق المجموعة العربية والإسلامية هو الحل الأمثل للمنطقة.


وأشار الجمل إلى أن الولايات المتحدة تبقى اللاعب الرئيسي في هذه التحولات، سواء في ظل إدارة بايدن أو في حال عودة ترامب إلى السلطة.


 وأكد أن مستقبل الشرق الأوسط الجديد يعتمد على التحولات الجيوسياسية التي تجري في المنطقة، بما في ذلك الدور الإيراني المتزايد والتهديدات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية.


وحذر الجمل من أن استمرار التوترات في المنطقة قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة، خاصة مع تزايد التطرف في إسرائيل واحتمالية انهيار الدولة الإسرائيلية والهجرة العكسية بسبب هذه التوترات الداخلية والخارجية، مؤكداً أن المحكمة الجنائية الدولية قد تجد فرصة للتحرك ضد قادة إسرائيليين، مثل بنيامين نتنياهو، لكن يبقى الدور الأمريكي حاسماً في تحديد مسار الأحداث.

 

تغييرات كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية

 

بدوره، قال الدكتور رياض العيلة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر لـ"ے": إن مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر وحرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني أدى إلى تغييرات كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. 


وأوضح أن هذه التغييرات قادتها الشعوب الرافضة للإبادة، من الولايات المتحدة الأمريكية إلى شعوب دول أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى بعض الحكومات الأوروبية التي طالبت بمنح الشعب الفلسطيني حقه في العيش بسلام في دولته المستقلة وعاصمتها القدس.


وقال: إن الدمار الهائل الذي خلفته حرب الإبادة، حيث فقد أكثر من 220 ألف فلسطيني حياتهم أو أُصيبوا أو فُقدوا، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، لم يحرك مشاعر بعض الحكام العرب ولا الإدارة الأمريكية، التي استمرت في تقديم الأسلحة لإسرائيل ودعمها سياسياً من خلال استخدام حق الفيتو لإجهاض القرارات الدولية التي تطالب بوقف الحرب.


وأضاف العيلة: إن هذه الحرب فاقت في وحشيتها حرب الإبادة في الحرب العالمية الثانية، حيث استمرت إسرائيل في تدمير المدن والمخيمات على رؤوس المدنيين ودعم المجازر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.&nb ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا