آخر الأخبار

جريدة القدس || عام الفجيعة والوجيعة!

شارك الخبر
مصدر الصورة

على مدار 365 يوماً، ونحن نُقلّب أوجاعنا ذات اليمين وذات الشِمال، ونُكفكف دمعنا الذي تَحَجّر في مآقينا، ونُبلسمُ جرحاً غائراً في أجسادنا، وفي أعماق أرواحنا الـمُثخنة بتباريح الألم، على امتداد درب الجلجلة الذي لا تلوح له نهاية.


عامٌ من الفجيعة والوجيعة، فقدنا فيه ثمرات القلوب، وحشاشات الروح، وفلذات الأكباد، وهم نائمون على الطوى، في أحضان أُمهاتهم وآبائهم وأجدادهم وجدّاتهم.


عامٌ من الفجيعة، لم يتبقّ خلاله بيتٌ، ولا مدرسة، ولا جامعة، ولا مستشفى، ولا روضة، ولا حتى خيمة، إلا وبها ضربةٌ بسيف، أو طعنةٌ برمح، أو رميةٌ بسهم.


عامٌ من الفجيعة، يُغالب فيه الناجون حتى ساعة كتابة هذه السطور آلامهم وأحزانهم وقهرهم، التي هزّت أعماق أرواحهم من كآبة المنظر، وسوء المنقلب.


عامٌ من الوجيعة، يموت الناس فيه جوعاً وعطشاً وقهراً، مثلما يموتون قتلاً داخل غرف نومهم، وتحت ركام منازلهم، وتذوب أجسادهم، وتتناثر أشلاؤهم على الرمضاء، وتُطمَرُ تحت الرمال من هَول الانفجارات، التي تُخلفها الغارات الـمُحمّلة بأحدث ما تمّ تصنيعه من أسلحةٍ أمريكيةٍ فتاكة، على خيام النزوح وبيوت الصفيح.


عامٌ من الفجيعة والوجيعة، يبحث الآباء فيه عبثاً عن كسرة خبز، أو رضعة حليب، يُقيمون بهما أودَ أبنائهم، الذين ينهشهم الجوع، ويفترسهم البرد في الشتاء، والحر في الصيف، دون أن يتمكنوا من درئها، أو حتى التخفيف من آثارها الموجعة لقلوبهم.


عامٌ من الفجيعة، تتراءى في الذاكرة المحشوّة بالألم مشاهدُ مماثلةٌ قبل نحو ثمانية عقود، حيث يُعيد أحفاد العصابات المجرمة إنتاج ما ارتكبه أجدادهم القتلة، بحق أحفاد الضحايا الذين لاذوا إلى مخيمات لجوءٍ قيل لهم حينها إنها مؤقتة، وإنها محطاتُ انتظار، قبل أن يمارسوا حقهم في العودة.


عامٌ مضى وما زالت الدماءُ غزيرة، والفجيعةُ باقية، مدوّيةً ومتمدّدة.


كفى قتلاً وتدميراً وتشريداً.. أوقفوا حرب الإبادة الآن!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا