آخر الأخبار

جريدة القدس || غزة النازفة.. شهادات مفجعة لناجين من المحرقة

شارك الخبر
مصدر الصورة

إعدام ٧٥٠ معلماً و١٢٠ عالماً ومفكراً واستشهاد ١١٫٦٠٠ طالب

 الدقران: الاحتلال قتل نحو ألف من الطواقم الطبية ودمر 24 مستشفى من أصل 38

الثوابتة: استهداف 15 قطاعاً حيوياً والخسائر بلغت 35 مليار دولار

ناجية: استُشهد زوجي واعتُقل أبنائي الثلاثة ولا أعرف عنهم شيئاً

صحفي: دفعنا الثمن غالياً لكننا مستمرون في نقل معاناة شعبنا

 

"استشهد زوجي واعتقل أبنائي الثلاثة وحتى اللحظة لا أعرف عنهم شيئاً"، هكذا بدأت الحاجة أم يوسف الدحدوح تروي حكايتها التي لا تزال تنخر وجعاً وقهراً في قلبها بعد عام كامل من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.


بدأت مقصلة المأساة لأم يوسف حين نزحت من بيتها في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، إلى أماكن عدة، تحت وابل الصواريخ والقذائف الإسرائيلية. تقول لـ"ے" و"ے" دوت كوم: "نزحت وعائلتي مرات كثيرة، كانت أولاها في مستشفى الشفاء الطبي، وهناك نمت أكثر من شهر داخل سيارة ابني، ثم نزحنا لمدارس إيواء وبيوت الغرباء"، وتصف رحلات النزوح قائلةً: "شاقة ومريرة وقاسية".

 

فقد واعتقال فلذات الأكباد 

 

لكن الذي لم يكن في الحسبان، أن يباغت الجيش الإسرائيلي ويقتحم المكان الذي نزح إليه زوجها وأبناؤها دونها تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والمروحي، ناهيك عن إطلاق النار بشكل عشوائي ودون توقف، وتقول: "اقتحم الجنود الإسرائيليون المكان الساعة الثانية ليلاً، وقاموا بإجبار أبنائي محمود وضياء على نزع ملابسهم والبقاء بشكل عارٍ تماماً، ثم اقتادوهم إلى جهة مجهولة حسب ما أخبرنا أصدقاؤهم".


فماذا عن اللحظة التي أتوا بها إليك بالخبر؟ تجيب باكيةً: "ياريتهم استشهدوا ولا أخدوهم يعذبوهم".


وفي تلك اللحظات رفض زوج أم يوسف الاستسلام والخضوع لهؤلاء الجنود، فقام بالهرب منهم، لكن طائرة استطلاع إسرائيلية لحقت به وألقت عليه صاروخاً حتى ارتقى شهيداً.


تكمل أم يوسف: "تسع أيام وابني علاء يبحث عن والده حتى وجد جثمانه في أحد الشوارع".


لم ينتهِ الوجع عند هذا الحد، بل تجدد الجرح الغائر في قلبها حين نزحت في إحدى المرات إلى بيت في محيط مستشفى الشفاء الطبي، وهناك اقتحم الجيش الإسرائيلي المنطقة تزامناً مع أحزمة نارية وقصف عنيف.


وتضيف: "كنا في شهر رمضان حين حاصرونا خمس أيام متواصلة، بلا طعام أو شراب، بعد ذلك فجروا باب الغرفة وأطلقوا الرصاص بشكل كثيف على الأرض لتخويفنا، وأمرونا بالخروج واعتقلوا ابني علاء وصديقه".


لم يكتفِ الاحتلال بهذا الحد، بل قام بمصادرة هواتفهم الناقلة وأجهزة اللابتوب الخاصة بهم، ناهيك عن قصف منزلهم وتدمير كافة ممتلكاتهم.


تحت النار، أجبر الجنود الإسرائيليون أم يوسف وعائلتها بالنزوح قسراً إلى الجنوب، وتضيف: "مشينا من طريق البحر أكثر من خمس ساعات، أغمي علي حينها ثلاث مرات من شدة الجوع والعطش الذي كان يعصر ببطوننا".

 

العمل تحت النار..

 

صراع كبير عاشه مراسل قناة العربي في قطاع غزة عبد الله مقداد طوال تغطيته الإعلامية لمدة عام في الحرب على القطاع، يقول لـ"ے" و"ے" دوت كوم: "بدأت مهنتي في عام 2005 وغطيت جميع الحروب، لكن هذه الحرب التي نمر بها ليست عادية مقارنةً بالتجارب السابقة"، ويردف: "نحن لم نكن مجرد ناقلين للخبر، بل نحن الخبر ذاته".


ويصف الصحفي مقداد تجربته قائلاً: "صعبة للغاية، والمعاناة كانت مضاعفة بين نقل وجع الناس وبين تأمين احتياجات عائلتي".


فماذا عن الموقف الأصعب في ذاكرتك؟ يستذكر: "حين كنت على الهواء مباشرة وأنقل أخبار أماكن تعرضت للاستهداف، ولم أكن أعلم أن بيت عائلتي منهم والطواقم الطبية تنتشلهم من تحت الأنقاض".


مشاهد جمة بشعة لم يستوعبها الصحفي مقداد خلال تغطيته الحرب، يكمل: "حين كنت أقف على برج في مدينة غزة، وأرى أمام عيني الأبراج والأبنية والشوارع وهي تقصف وتحرق وتشتعل بها النيران"، ويردف: "وأنا الذي أحفظ غزة ولي في كل مكان بها ذكرى جميلة".


تعمد الاحتلال استهداف الصحفيين في تهديد واضح لإسكات صوت الحقيقة، مخاطر كبيرة واجهت الصحفي مقداد، يقول: "حين كنت في مجمع ناصر الطبي أغطي العملية العسكرية على مدينة خانيونس التي استمرت أربعة أشهر، رأيت طائرة الكواد كابتر وهي تطلق النار على الناس، والمدفعية تقصف الأحياء السكنية، لأول مرة أشعر أن الخطر بجانبي والموت قريب مني جداً".


أمانة نقل وجع الناس والمهجرين من بيوتهم وعذابات الأسرى التي يحملها الصحفي عبد الله دفعته لإكمال تغطيته الإعلامية والمواصلة على الطريق ذاته.

 

تعمد الاحتلال تدمير المنظومة الصحية

 

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة خليل الدقران لـ"ے" و"ے" دوت كوم: "دمر الاحتلال 24 مستشفى وأخرجها عن الخدمة من أصل 38، كما أخرج 82 مركزاً صحياً من أصل 90، فيما دمر 133 سيارة إسعاف".


وأكد أن الاحتلال قتل نحو ألف من الطواقم والكوادر الصحية، وأصاب نحو ثلاثة آلاف منهم، فيما لا يزال 310 آخرين رهن الاعتقال.


وأوضح الدقران أن استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر يحرم 30 ألف مريض ومصاب من حقهم في السفر للعلاج بالخارج، منهم حوالي 10 آلاف مريض بالسرطان.


وقال: "استقبلت مستشفيات القطاع نحو مليون و800 ألف حالة مرضية، منهم من أصيب بالأمراض الجلدية ومرض الكبد الوبائي وفايروس شلل الأطفال وغيرهم، بسبب تدمير الاحتلال للبنية التحتية وانتشار الأمراض والأوبئة بين المواطنين".


وحذر الدقران من خروج جميع مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب استمرار الاحتلال منع وصول المولدات والوقود والمعدات اللازمة.

 

استهداف 15 قطاعاً حيوياً وخسائر بلغت 35 مليار دولار

 

بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة لـ"ے" و"ے" دوت كوم: "إن أكثر من 42 ألف شهيد وصلوا إلى مستشفيات القطاع منذ بدء العدوان، فيما لا يزال 10 آلاف شهيد ومفقود تحت الأنقاض"، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 96 ألف جريح ومصاب يقبعون داخل المستشفيات.


وأكد الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 15 قطاعاً من القطاعات الحيوية في القطاع، أهمها القطاع التعليمي حيث دمر 123 مدرسة وجامعة بشكل كلي، فيما دمر 324 بشكل جزئي.


وأضاف: "أعدم الاحتلال 750 من مديري المدارس "المعلمين والهيئات التدريسية"، و120 من العلماء والمفكرين، فيما قتل أكثر من 11 ألف و600 طالب/ة من طلبة المراحل الدراسية".


أما على صعيد الطواقم الصحفية، فقال الثوابتة: "اغتال الاحتلال 175 صحفياً وإعلامياً من أجل تخويفهم وثنيهم عن مواصلة عملهم، وأصاب أكثر من 396 منهم بشكل مباشر، فيما اعتقل 36 آخرين ممن عُرفت أسماؤهم".


وأكد أن الخسائر الفادحة التي لحقت بجميع القطاعات الحيوية بلغت 35 مليار دولار، مشيراً إلى أن الاحتلال تعمد إلحاق الضرر لإحداث المجاعة.


وأكمل: "تهدد المجاعة أكثر من 2 مليون و400 ألف إنسان، منهم 3500 طفل دون سن الخامسة في عداد الأموات بسبب تعرضهم لسوء التغذية"، منوهاً أن الاحتلال يمنع إدخال الحليب الخاص بالأطفال إلى القطاع.

وطالب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة جميع الدول والحكومات العربية بالضغط على الاحتلال والإدارة الأمريكية لوقف الحرب وفتح المعابر والانسحاب الكامل من القطاع.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا