آخر الأخبار

جريدة القدس || غوتيريش هل يلقى مصير همرشولد؟.. عندما تدفع الأمم المتحدة ثمن عجزها

شارك الخبر
مصدر الصورة

نور عودة: خطوة إسرائيل ضد غوتيريش صفعة للمنظومة الدولية بأكملها وامتداد لتاريخ طويل من الإرهاب الدبلوماسي

أكرم عطا الله: إرهاب دبلوماسي موجه ليس فقط ضد غوتيريش كشخص بل ضد أكبر مؤسسة دولية تمثل العالم بأسره

مهند عبد الحميد: إسرائيل بلغت حد الاستخفاف بأهم رمز للشرعية الدولية لأنها اعتادت الإفلات من العقاب والمحاسبة

د. دلال عريقات: خطوة إسرائيل بحق غوتيريش تجسيد لإرهابها الدبلوماسي ضد كل من يفضح جرائمها

فراس ياغي: غوتيريش عرّى إسرائيل وخالف التوقعات الإسرائيلية المعتادة على تخويف مسؤولي المنظمات الدولية والإنسانية

طلال عوكل: اتهامات إسرائيل لغوتيريش ليست الأولى ومن المستبعد أن تقدم على اغتياله خشية خسارة حلفائها

 

 وضع إعلان إسرائيل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "شخصاً غير مرغوب فيه" المنظومة الأممية أمام معضلة كبيرة، وحالة من الانكشاف غير المسبوق لحقيقة ما تمثله المنظمة الدولية، وصدقية المعايير المتبعة في التعامل مع دول العالم. كما كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل التي استمدت "شرعية وجودها" من الأمم المتحدة وليس لأنها صاحبة حق وأرض. كما كشف طبيعة إسرائيل كدولة فوق القانون وفوق كل الاعتبارات ما دامت تستمد شرعية وجودها من مركز القرار الأمريكي وترسانته العسكرية.


تحديات كبيرة لحماية من يدافع عن العدالة اثر تصريحات غوتيريش حول حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، فيما يمكن أن يمثل قرار إسرائيل تدشينا لمرحلة من الاغتيال المعنوي لغوتيريش.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذه الخطوة الإسرائيلية بحق أهم رمزية أممية تعد صفعة قوية للمنظومة الدولية بأكملها، في ظل غياب أي رد فعل حازم من المجتمع الدولي.


وقالوا إن القرار الإسرائيلي وإن كان لا يهدد حياته، لكنه يندرج في إطار "إعدام معنوي" لشخص الأمين العام، حيث تمارس إسرائيل إرهاباً دبلوماسياً ضد كل من يعارضها، ووصل بها الأمر حد الاستخفاف بالشرعية الدولية، متسلحة بالحماية الأمريكية، ما زاد من تجرؤها وجرأتها على اتخاذ مثل هذه الخطوات ضد شخصيات بارزة في المجتمع الدولي.

 

إسرائيل تزدري القوانين والمعايير الدولية

 

ووصفت الكاتبة والمحللة السياسية والمختصة بالشأن الدبلوماسي والعلاقات الدولية نور عودة، تصرف إسرائيل تجاه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالحادثة النادرة التي تعبر عن العنجهية الإسرائيلية وتجاهلها الفاضح للمنظومة الدولية، حيث قررت إسرائيل اعتبار غوتيريش "شخصاً غير مرغوب فيه"، ومنعته من دخولها، في خطوة تمثل ازدراء إسرائيل بالقوانين والمعايير الدولية التي تخضع لها الدول.


وفي مقارنة بين تصرفات الولايات المتحدة وإسرائيل، قالت عودة إنه وبالرغم من المواقف المتشددة لواشنطن تجاه منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك تصنيفها كمنظمة إرهابية ومحاولة منع بعثتها من دخول الأمم المتحدة قبل عملية السلام، إلا أن الولايات المتحدة اضطرت لاحترام القوانين الدولية ودورها كدولة مضيفة، لافتة إلى أن واشنطن فرضت قيوداً على بعثة فلسطين، لكنها لم تصل إلى حد كسر المنظومة الدولية كما تفعل إسرائيل.


وتطرقت عودة إلى محاولة الولايات المتحدة منع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من إلقاء خطاب في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد إعلان الاستقلال الفلسطيني، مشيرة إلى أن الجمعية نقلت مقرها مؤقتاً إلى جنيف لإتاحة الفرصة لعرفات، مؤكدة أن هذا هو الدور الذي يجب أن تلتزم به الأمم المتحدة.

 

تجاهل أمريكي متعمد للخطوة الإسرائيلية

 

وأكدت عودة أن إسرائيل تتجاهل بشكل كامل القوانين الدولية وتتصرف بعنجهية مفرطة، مشيرة إلى أن الخطوة التي اتخذتها ضد غوتيريش هي صفعة للمنظومة الدولية بأكملها. 


وأشارت عودة إلى أن إسرائيل لا تعير اهتماماً لكل المنظومة الدولية وهذا أمر مريع، ومن اللافت أن مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن لم تات على ذكر ما جرى مع غوتيريش حتى تعبر عن دعمها للأمين العام، وهو ما يدلل على ان إسرائيل خارج كل الحسابات.


وترى عودة أن إسرائيل تريد من العالم أن يصفق لها ويغض الطرف عن جرائمها، مؤكدة أنه بالرغم من أن حياة غوتيريش ليست مهددة بشكل مباشر، خاصة أنه في نهاية ولايته، بالرغم من أنها الان تتصرف بلا كوابح وترتكب الإبادة ولا شيء مستبعداً عنها، لكن ما حدث بحق غوتيريش يمثل صفعة سياسية للمنظومة الدولية.


وأوضحت عودة أن إسرائيل سبق أن اتخذت إجراءات عقابية ضد فرق الأمم المتحدة، قبل الحرب، ومنعت تلك الطواقم من دخول فلسطين للقيام بعملها.


وترى عودة أن إسرائيل تتجاهل وتعاقب وتقاطع الدول التي تحاول الدفاع عن المنظومة الدولية والقانون الدولي الذي يعترف بفلسطين، وكذلك المسؤولون الدوليون الذين يصرحون ويتخذون مواقف وفق ما تمليه ضمائرهم، لكن اسرائيل وصلت عنجيتها بأنها تريد من العالم كله أن يصفق لها ولجرائمها ولا أحد ينتقدها.


وتساءلت عودة عن غياب أي رد فعل دولي حازم تجاه هذه الانتهاكات، معتبرة أن الدول تساير إسرائيل بدلاً من اتخاذ خطوات عقابية ضدها، مثل طردها من الأمم المتحدة، ما يؤكد وجود خلل في تعاطي الدول مع هذه العربدة الإسرائيلية.

 

ترهيب المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية

 

وأشارت عودة إلى أن إسرائيل لديها تاريخ طويل من الإرهاب الدبلوماسي، بما في ذلك الترهيب والتجسس على الدبلوماسيين الفلسطينيين والمسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية حتى رؤساء بعض الدول، ومؤخراً صدرت تقارير عن محاولات إسرائيل ترهيب المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية وترهيب المدعي العام الحالي وترهيب الدبلوماسيين الفلسطينيين المسؤولين عن ملف المحكمة والتجسس عليهم.


ولفتت عودة إلى أن بعض الدول أعربت عن دعمها لغوتيريش خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، لكنها شددت على أن هذا الدعم غير كافٍ، وأن هناك حاجة لاتخاذ خطوات دبلوماسية عملية ضد إسرائيل، بما فيها فكرة طرد إسرائيل من الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأنها دولة لا تحترم الميثاق والأمين العام للأمم المتحدة ولا منظمات الأمم المتحدة بما فيها الأونروا وتعاديها وتحاربها وتقتل موظفيها، لذا هناك كثير من الخطوات التي بإمكان الدول أن تتخذها بشكل فردي أو جماعي لمواجهة إسرائيل، والأيام مفصلية أمامها إن كانت هناك شجاعة لاتخاذ خطوات ضد إسرائيل أم لا.


ودعت عودة المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات شجاعة في مواجهة "العربدة السياسية" الإسرائيلية، معتبرة أن استمرار هذه السياسات يعكس خللاً في تعامل الدول مع إسرائيل، ويعزز من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته.

 

"إعدام معنوي" بحق غوتيريش

 

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله إن الهجمة الإسرائيلية على شخص الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأتي في إطار حملة تشهير منظمة وليست عفوية ضده والأمم المتحدة بشكل عام.


ولفت عطا الله إلى أن إسرائيل، في هذا السياق، لم تكتفِ باتهام غوتيريش بأنه غير مرغوب به، بل وصفت الأمم المتحدة في وقت سابق بأنها منظمة إرهابية وغير أخلاقية، في إشارة إلى محاولات سابقة لزعزعة شرعية المنظمة الدولية. 


ويرى عطا الله أن هذه التصرفات من قبل إسرائيل تُعد إرهاباً دبلوماسياً موجهاً ليس فقط ضد الأمين العام، بل ضد أكبر مؤسسة دولية تمثل العالم بأسره.


وقال عطا الله إن هذه الحملة ضد غوتيريش لا تهدف فقط إلى تشويه سمعة غوتيريش بل إلى تنفيذ عملية "إعدام معنوي" بحقه، من خلال تصويره كعدو لإسرائيل ومعادٍ للسامية. 


وشدد عطا الله على أن غوتيريش لا يمكنه أن يتخذ موقفاً آخر، فهو يمثل منظمة أممية تحمي الأعراف والمواثيق الدولية التي انتهكتها إسرائيل، لا سيما في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة.


ويرى عطا الله أيضاً أن هناك تقصيراً عالمياً في دعم غوتيريش والأمم المتحدة، حتى من جانب الولايات المتحدة التي أوقفت في وقت سابق تمويلها لوكالة الأونروا التابعة للامم المتحدة، وضغطت على الدول لعدم التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لصالح قضايا تمسّ إسرائيل.

 

إسرائيل فوق القانون الدولي وبحماية أمريكية

 

بدوره، قال الكاتب الصحفي مهند عبد الحميد إن قرار إسرائيل بحق غوتيريش هو امتداد للموقف الإسرائيلي العدائي من الشرعية الدولية ورموزها، وله صلة بوضع إسرائيل فوق القانون بحماية أمريكية وبتواطؤ معظم الدول الكبرى. 


وأشار عبد الحميد إلى أنه عندما تفلت الدولة الإسرائيلية من العقاب والمساءلة مهما ارتكبت من انتهاكات، فمن المنطقي أن تمعن في انتهاكها للقانون الدولي، إذ إن إسرائيل بلغت حد الاستخفاف بأهم رمز للشرعية الدولية وهو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. 


وحسب عبد الحميد، فإنه لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها  السيد غوتيريش للهجوم والتقريع من قبل المسؤولين الإسرائيليين، فقد تم وصمه بالعداء للسامية لمجرد انه ربط هجوم 7 أكتوبر - طوفان الأقصى- بسياسة الاستيطان وضم الأراضي والتنكر الإسرائيلي للحقوق الفلسطينية المشروعة.


وقال عبد الحميد: إن الصلافة الإسرائيلية بلغت أوجها حين طالب المندوب الإسرائيلي غوتيريش بالاستقالة، بتهمة الدفاع عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والآن تحظر الحكومة الإسرائيلية دخول الأمين العام  لإسرائيل، بمعنى آخر تعاقبه، والعقاب هو طقس إسرائيلي أرعن  ينتمي إلى شريعة الغاب وغطرسة القوة.

 

إسرائيل تعاقب المؤسسات والمنظمات الدولية

 

وأشار عبد الحميد إلى أن إسرائيل تعاقب المؤسسات والمنظمات الدولية: اليونسكو لأنها قبلت عضوية فلسطين، ومحكمة العدل الدولية لأنها طرحت قضية الإبادة، ومحكمة الجنايات لأنها ستصدر مذكرة جلب نتنياهو ووزير حربه غالانت للمساءلة أمام العدالة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وإسرائيل تعاقب مجلس حقوق الانسان وتعاقب منظمة هيومان رايتس ووتش، وتمنع مكتبها من العمل في مدينة القدس بسبب تقرير صادر عن المنظمة يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم الحرب، وإسرائيل تعاقب منظمة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وتحاول منعها من ممارسة دورها الإنساني في إغاثة المهجرين المهددة حياتهم.


ولفت عبد الحميد إلى أن إسرائيل تعاقب الحكومات التي تعترض على الانتهاكات الإسرائيلية، وبخاصة جرائم الحرب وحرب الإبادة، أو التي تعترف بدولة فلسطين وبحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وكان آخر الدول التي تتعرض للعقوبات الإسرائيلية هي النرويج وإسبانيا وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول.


وشدد عبد الحميد على أن إسرائيل ما كانت لتجرؤ على تقويض دور المنظمة الدولية وإفراغه من مضمونه الحقوقي الإنساني، وعلى احتقار القانون الدولي، من دون الحماية الأمريكية وتواطؤ الدول العظمى وسياسة النفاق الدولي والتعامل بمعايير مزدوجة.

 

اغتيال الأمين العام للأمم المتحدة في ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا