آخر الأخبار

جريدة القدس || حسن نصر الله!

شارك الخبر

بحجم حضوره تتبدّى أهمية غيابه، وبقدر رمزيته ودوره وكاريزماتيّته في مشهد الصراع الممتد لعقود، تبرز فداحة الخسارة بفقده، في لحظةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ هي الأكثر خطورةً في تاريخ الصراع، حيث تتشكّل خرائطُ جديدةٌ بالدم والركام، أداتُها ومخلبُ قطها الدولة المارقة الباغية، التي ما كان لها أن تُمعنَ في متوالية التقتيل والتدمير، لولا حصولها على رخصةٍ مفتوحةٍ بالقتل والتوسّع، لتغيير معالم المنطقة في شرق أوسطٍ جديد، كما جاء في تصريحاتٍ متكررةٍ لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو يتوعد أعداءه بالمزيد من الدمار، بنُسخٍ تُعيد إنتاج ما ارتكبه في القطاع من إبادة، بعد أن استحال منطقةً منكوبةً غير قابلةٍ للحياة.


بقدر ما يُشكله اغتيال نصر الله من خسارةٍ فادحةٍ لمحور المقاومة، فإنه يكشف أيضاً حجم الارتجال والضعف والهشاشة في بنية وأداء الحزب الذي تم اصطياد قادته، الواحد تلو الآخر، في شققٍ سكنيةٍ متواجدة في مساحةٍ جغرافيةٍ ضيقة، وبشكلٍ متزامن، ما يطرح أسئلةً حول الخروقات الفادحة في هياكل الحزب الرخوة، التي نفذت منها إسرائيل لتطاول الرأس، بعد أن فَقدَ بضرباتٍ متتاليةٍ أذرعه.


لن يتوقف الذئب عن مواصلة الملاحقة والولوغ في دم الفريسة المرتبكة، والمتروكة وحدها أمام ضرباتٍ مفاجئةٍ وغير مسبوقة، وبأوزانٍ ثقيلة.


مرحلةٌ جديدةٌ تتشكل بعد اغتيال نصر الله، ستتفاقم فيها معاناة اللبنانيين الذين يدفعون اليوم فواتير ضعف الحزب، وتراجع إيران عن شعاراتها وخطوطها الحمراء من دماء أبنائهم، ليواجهوا قدَرهم أمام عدوّ يتربص بهم، ويعيش حالة انتشاءٍ بما حققه من نجاحات، بينما تنفتح شهيته أكثر كلما لامس ضعفاً أكبر، ليصبح لبنان مستباحاً لأنياب الوحوش الطائرة... 


حمى الله لبنان مما تُخبئه له الأيام.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا