آخر الأخبار

جريدة القدس || أولى القبلتين ومسرى النبي مسؤولية عربية وإسلامية.. بن غفير يقرّب شبح التقسيم

شارك الخبر

د. حسن خاطر: الأقصى في خطر أكبر بكثير مما كان عليه من قبل في ظل حكومة اليمين وأمثال بن غفير

د. محمد جاد الله: المسؤولية التي يتحملها الفلسطينيون حالياً باتت مضاعفة بعد تخلي العرب والمسلمين

عبد المالك دهامشة: يجب على العالم الإسلامي بواجبه في حماية الأقصى وعدم الاكتفاء بردود فعل محدودة

د. عبد الرحيم جاموس: فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى بين اليهود والمسلمين جريمة حسب القانون الدولي

جودت مناع: مسؤولية الدفاع تقع على عاتق الأمتين العربية والإسلامية وليس الفلسطينيين وحدهم

فضل طهبوب: المطلوب الآن تنشيط الدبلوماسية الفلسطينية على صعيد الأمتين العربية والإسلامية


ينظر الفلسطينيون ومعهم كل العرب والمسلمين بريبة وبقلقٍ شديدٍ من التحركات المشبوهة التي يقودها غلاة التطرف والعنصرية في إسرائيل وفي مقدمتهم المدعو بن غفير لاقتحام المسجد الأقصى ومحاولاته تكريس وقائع على الأرض تختلف عن كل ما سبق من انتهاكات، واستغلال الحرب الإجرامية على قطاع غزة، وكذلك في الضفة الغربية لحسم مصير المسجد الأقصى بحيث يجري تقسيمه مكانياً وزمانياً على غرار ما فعلته دولة الاحتلال في الحرم الإبراهيمي الشريف عقب المجزرة المروعة الي ارتكبها بحق المصلين المجرم باروخ غولدشتاين في مطلع تسعينيات القرن الماضي.


وإزاء هذه المخاوف الحقيقية من أي خطوة حمقاء قد يقدم عليها اليمين العنصري في إسرائيل يبرز السؤال حول السبل الكفيلة بالتصدي لمثل هذه المخططات والنوايا؟ وهل يستطيع الفلسطينيون وحدهم القيام بهذه المهمة؟ وأليس المسجد الأقصى ملك للأمتين العربية والإسلامية وعليهما تقع مسؤولية كبيرة للوقوف في وجوه الغطرسة الإسرائيلية في انتهاك قدسية المسجد الأقصى، باعتباره قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين.


مقدمات للتقسيم المكاني للأقصى


وقال الدكتور حسن خاطر، مدير مركز القدس الدولي، إنه وفي ظل وجود هذه الحكومة، وعلى وجه التحديد وجود شخصيات من أمثال الوزير بن غفير، فإن المسجد الاقصى المبارك يكون في خطر أكبر بكثير مما كان عليه من قبل، مشيراً إلى إعلان بن غفير بشكل واضح وصريح أنه ينوي بناء كنيس داخل المسجد الاقصى المبارك.


وأضاف: بالرغم من أن هذا الأمر ليس جديداً كمعلومة، فإن الجديد والخطير فيه هو أن هناك مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً تعهد بأنه سينفذ هذه الخطوة، وهو ما اعتبره شروعاً فعلياً في ما يعرف بالتقسيم المكاني أو التقسيم الجغرافي للمسجد الأقصى المبارك، لأن محاولة إيجاد موضع قدم للمستوطنين داخل المسجد الاقصى المبارك هو بداية خطيرة جداً يمكن أن يترتب عليها تخريب كبير للمسجد الأقصى، وتفجير كامل للوضع في الأراضي الفلسطينية، وربما في المنطقة. 


سبل مواجهة المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى


وحول سبل مواجهة هذه المحاولات المكشوفة، قال خاطر: "هناك عده مستويات من المواجهة:

المستوى الأول: يتعلق بالمقدسيين والمواطنين الفلسطينيين عموماً في كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها الأراضي المحتلة عام 48، حيث يتوجب عليهم وعلى كل من يستطيع أن يكثف شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وهذه الخطوة تشكل صمام الأمان الأساسي للمسجد الاقصى، لأن تواجد المصلين في الأقصى هو الرادع الأكبر للمستوطنين عن تنفيذ مثل هذه المخططات، وفراغ المسجد الأقصى من المصلين هو من أكبر المغريات للشروع في مثل هذه المخططات، وموضوع شد الرحال يجب أن يبقى موضوعاً مفتوحاً، وغير مقيد بزمان معين أو مناسبة محددة.


أما المستوى الثاني حسب خاطر، فهو أن يكون هناك تحرك سياسي فلسطيني رسمي على مستوى العالم الإسلامي لاتخاذ تدابير وخطوات عملية تمنع سلطات الاحتلال من المساس بالمسجد الأقصى المبارك وإثارة هذا الموضوع بشكل كبير وواسع من أجل ضمان سلامة المسجد الأقصى وساحاته ومبانيه بشكل دائم، وأن تكون هناك خطوات عملية وملموسة من المستويات السياسية العربية والإسلامية لحماية أولى القبلتين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وثالث الحرمين وهذا ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية، فنحن نمتلك أسطولاً دبلوماسياً، وسفارات كثيره منتشره في كل مكان، ولكنها لا تخدم هذا الموضوع بالطريقة الصحيحة. 


وأضاف: "المستوى الثالث، يتمثل في تحرك المؤسسات الإسلامية كالأزهر، ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي والعلماء المسلمين، وعندما نقول العلماء المسلمين نقصد كل العلماء المشهورين والمعروفين في العالم الإسلامي عليهم أن يتحركوا بشكل واضح وصريح لإبراز مكانة المسجد الأقصى عند الأمة الاسلامية، ولبيان مكانة الأقصى وأهميته في الدين الإسلامي وإنه جزء من عقيدة المسلمين وضرورة الدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة،  والوسائل الإعلامية المختلفة، وهذا التحرك لا يجب أيضا أن يكون مقتصراً فقط على دفع هذا الخطر وحده، لان المخاطر على الأقصى كثيرة جداً ويجب أن يكون هذا التحرك مستمراً ومتواصلاً ما دام الأقصى تحت الاحتلال، لأن غياب الأقصى عن وعي الأمة الإسلامية هو الذي أوصل المسجد الأقصى إلى هذا المستوى من الضياع والإهمال، لذا يجب إعادة مكانة  الأقصى في الوعي الإسلامي بالصورة الصحيحة، وعلى يد العلماء المسلمين حتى يصبح قضية الأمة وليس مجرد شأناً فلسطينياً مرتبطاً بالصراع مع الاحتلال، ومحصوراً بالمقدسيين، كما هو الحال هذه الأيام. 


وأكد  خاطر أن هذه التدابير من وجهه نظري هي بمثابة الاسعافات الأولية والضرورية التي بدونها يمكن أن يسوء حال المسجد الأقصى إلى ما هو أسوأ مما هو عليه اليوم، مشيراً إلى أن العلاج الحقيقي للأقصى هو تحريره من الاحتلال، وحمايته بشكل كامل من دنس هؤلاء المستوطنين والمتطرفين.


استعداد كبير للتضحية دفاعاً عن المسجد الأقصى


بدوره، قال المحلل السياسي المقدسي الدكتور محمد جاد الله إن الفلسطينيين واجهوا على مدى عقود طويلة محاولات التهديد والاعتداءات المستمرة على المقدسات بطرق مبتكرة وفعالة، ما مكّنهم من الوقوف في وجه الاعتداءات والاقتحامات المستمرة للمسجد الاقصى المبارك، مشيراً إلى أن المسؤولية التي يتحملها الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي باتت مضاعفة بعد تخلي العرب والمسلمين عن دورهم في حماية هذه الأماكن.


وأشار إلى أن الفلسطينيين في القدس يظهرون استعداداً كبيراً للتضحية في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، مؤكداً أن هذه المواجهة لن تكون لصالح المعتدين مهما زادت قوتهم.


وأوضح أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكًا بهويته وقوته، مبدعًا في الدفاع عن مقدساته، ولن يسمح بتغيير طابعها العربي أو الفلسطيني أو الإسلامي. 


وأكد جاد الله أنه بالرغم من التحديات الكبيرة، فإن صمود المقدسيين ودفاعهم عن مقدساتهم سيبقى مستمر إلى الأبد.


التقسيم الزماني والمكاني ليس حديثاً


من جانبه، قال المحامي عبد المالك دهامشة النائب السابق عن الحركة الإسلامية ورئيس القائمة العربية الموحدة سابقاً في الداخل، إن التقسيم الزماني والمكاني للمسجد ليس أمراً حديثاً، بل يعود إلى زمن تقسيم الحرم الإبراهيمي في الخليل بعد مذبحة الحرم في شهر رمضان، عندما قام مستوطن بقتل عدد من المصلين، مؤكداً أن العالم الإسلامي لم يقم بواجبه تجاه هذا الموضوع.


وأضاف: "محاولات تقسيم المسجد الأقصى لاقت اعتراضات شديدة من قبل المسلمين، حيث يعتبر المسجد الأقصى ذا أهمية أكبر للمسلمين مقارنة بالحرم الإبراهيمي. موضحاً أن المسلمين في الداخل الفلسطيني يبذلون كل ما في وسعهم لمنع أية محاولات لتغيير الوضع القائم في المسجد".


كما أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تدعي عدم رغبتها في تغيير أي شيء في المسجد الأقصى، في حين أن الوضع على الأرض يشير إلى عكس ذلك، مع حدوث تغييرات تدريجية في الأقصى على مر السنين. ودعا المسلمين حول العالم إلى التحرك ورفع الصوت لوقف هذه التغييرات وحماية المسجد الأقصى.


تحشيد الرأي العام العربي والإسلامي


وشدد على ضرورة تحشيد الرأي العام العربي والإسلامي لمواجهة محاولات تقسيم المسجد ومنع تغيير الوضع القائم فيه. كما دعا الحكومات والجهات الرسمية، بما في ذلك الأوقاف الأردنية، إلى اتخاذ خطوات احتجاجية للضغط على السلطات الإسرائيلية، مشدداً على أهمية أن يقوم العالم الإسلامي بواجبه في حماية الأقصى وعدم الاكتفاء بردود فعل محدودة. 


وأكد دهامشة أن الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع الأطراف في العالم العربي والإسلامي، وحثّ الجميع على العمل من أجل حماية المقدسات الإسلامية، ومنع تقسيمها أو تغيير معالمها بأي شكل من الأشكال.


تحرك دولي ضاغط ومانع لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية


بدوره، ندد د. عبد الرحيم جاموس، عضو المجلس الوطني الفسطيني ورئيس المجلس الإداري للاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين، بالاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف قدسية المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات المتكررة والخطط لفرض سياسات بما يسمى التقسيم الزماني والمكاني للأقصى بين اليهود والمسلمين جريمة من وجهة نظر القانون الدولي.


وقال: "لا يحق لسلطات الاحتلال أن تعبث بالوضع القانوني الذي كان عليه المسجد الأقصى والقدس من حيث الأماكن المقدسة والسكان، أو أن تقوم بأي إجراء أو تغيير يستهدف الوضع السابق والإخلال بالوضع القانوني للمقدسات والمدينة المقدسة بشكل خاص، وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام".


ورأى جاموس أن كل ما يخطط له الاحتلال يتنافى والالتزامات التي ترتبها اتفاقيات جنيف الرابعة على سلطات الاحتلال إزاء الأراضي المحتلة وسكانها، وإزاء هويتها الثقافية والدينية والحضارية والتاريخية.


وشدد على ضرورة التحرك الدولي الضاغط والمانع لمواجهة الإجراءات والخطط الإسرائيلية، وكذلك ضرورة وجود تحرك عربي وإسلامي مساند لنضال شعبنا وصمود أهلنا في مدينة القدس وفي الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية المستهدفة من قبل الاحتلال.


واكد جاموس أن الأمة الإسلامية مطالبة اليوم بوقفة حازمة وجادة على مستوى الشعوب والمستوى الرسمي وأن تفعل قدراتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لكي تحول دون فرض سياسات الاحتلال على المسجد الاقصى، وإسقاط خططه ومشاريعه، لافتاً إلى أنها تملك القدرة في حال اتخذت مواقف فاعلة وقوية بالتنسيق مع القوى الدولية المختلقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة بأنه ستتخذ إجراءات عملية من قبل الدول العربية والإسلامية في مواجهة إسرائيل الدولة المحتلة، وفي مواجهة كل من يساندها في مثل هذه الإجراءات.


الحملة الدولية للدفاع عن القدس


وقال منسق الحملة الدولية للدفاع عن القدس جودت مناع: إن الحملة تنظر بخطورة لمحاولات إسرائيل فرض تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى المبارك، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع ليس على الفلسطينيين فحسب، وإنما على الأمتين العربية والإسلامية لكبح خطوات إسرائيل الرامية لتهويد المسجد الأقصى المبارك وانتهاكها لقرارات الشرعية الدولية حول القدس باعتبارها مدينة محتلة بما فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك اتفاقية أوسلو واتفاقية السلام الأردنية ال ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا