آخر الأخبار

جريدة القدس || أمهات يروين لـ"القدس": كلما هممنا بتعليم أطفالنا تلاحقنا الصواريخ إلى أماكن نزوحنا.. الدراسة في الخيام تحت النار

شارك الخبر

-أم: حتى لو رجع الأطفال إلى مدارسهم فهي مدمرة ولن يتمكنوا من الدراسة 

  • -طفلة: كنت من فرحتي بعودة المدرسة أضع ملابسي بجوار سريري حين أنام
  • - جدة: حياتنا كلها نزوح وتحت القصف.. كيف سيستوعب الطفل الدراسة؟
  • -معلم: مبادرات فردية لتعليم الأطفال المواد الأساسية تحت النار ووسط الركام


"شو ذنب أطفالنا يضيع مستقبلهم وما يتعلموا؟"، بهذه الكلمات عبرت الأم نداء أبو ربيع عن قهرها على مستقبل أطفالها الأربعة بعدما حرمت الحرب الإسرائيلية طلبة قطاع غزة من بدء العام الدراسي الجديد.


اضطرت الأم نداء للنزوح بأطفالها من بيتها في مدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، إلى مدرسة بدير البلح وسط القطاع، تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "أعيش كنازحة في المدرسة التي كان من المفترض أن تستقبل أطفالنا للدراسة ويتعلمون بداخلها".


وتردف: "لم نتوقع يوماً أن تكون المدرسة إيواء لنا لا لتعليم الأطفال".


عامٌ ثانٍ وطلبة غزة بلا تعليم، تستذكر نداء: "كنت أجهز القرطاسية والملابس لأطفالي في هذا الوقت من كل عام، لكن الآن الحال تغيرت كثيراً".


تقول بحسرة وقهر: "هي ثاني سنة تروح على أولادي".


تحاول نداء بكل الطرق تعليم أطفالها حتى لا ينسوا الدراسة، وتكمل: "أطفالي من المتميزين بالمدرسة، الآن أطرح عليهم الأسئلة ولا يعرفون شيئاً، ويخبرونني يا ماما احنا نسينا الدراسة". 


وتتابع: "وحين أخبرهم هيا لنبدأ دراسة يرفضون ويخبرونني بس تخلص الحرب بنرجع ندرس".


يعيش أطفال نداء الأربعة حالة من الخوف والرعب في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع وعمليات النزوح التي يجبرهم عليها الاحتلال كل وقت وحين، تروي: "عايشين أطفالي حياتهم كلها خوف، برفضوا يروحوا يعبوا ميا وبردوا عليا بنخاف يا ماما تصيبنا شظية أو رصاصة ونموت".


وتتساءل وقلبها عاجز: "حتى لو رجعوا على مدارسهم كلها مدمرة كيف بدهم يدرسوا؟ كيف بدي أعلمهم؟".


وفي ساحة المدرسة، كانت تمشي الطفلة مريم الكيلاني (13 عاماً) حاملةً بيديها جالونَي مياه، تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "كنت في مثل هذا الوقت، أقف في طابور المدرسة أردد وزميلاتي النشيد الوطني، وكنا نشعر بالحماس والفرح لبدء العام الدراسي، لكن الآن أقف ساعات طويلة على طوابير المياه والتكيات". تعقب ودموعها على خديها: "كانت المعلمة تخبرنا أن المدرسة بيتنا الثاني لكن الآن أصبحت الأول والثاني والثالث".


تستذكر مريم وقلبها مليء بالوجع: "كنت من شدة فرحتي بعودة المدرسة، أضع ملابسي بجوار سريري حين أنام، وأستيقظ على صوت الطلبة وفرحتهم". 


وتردف: "أستيقظ الآن بشكل مفزع على صوت الصواريخ والقصف، أخاف كثيراً ولا أحد يهمه أمري".


مريم المتفوقة في دراستها، كانت تنافس صديقتها بالفصل على المرتبة الأولى، لكن الذي حدث كسر قلبها وضاعف ألمها.


تروي لـ"ے": "كنت وصديقتي نتفوق بالمرتبة الأولى أو الثانية، وأحياناً نحصل على المعدل ذاته، لم أتخيل أن تستشهد ولا أراها".


وعلى باب الفصل في المدرسة ذاتها، تجلس الجدة محضية أبو حلوب وحولها أحفادها السبعة، تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "زوجات ابني يحاولن كثيراً لتعليم أطفالهم، وأثناء ذلك يحدث قصف فيخاف الطفل ويصرخ مردداً بوجوهنا جميعاً.. (بديش أدرس.. أنا حموت)".


وتضيف متسائلة: "حياتنا كلها نزوح من مدرسة لأخرى وتحت نيران القصف.. فكيف سيستوعب الطفل الدراسة؟".


تعيش الجدة خوفاً كبيراً على مستقبل أحفادها، تروي: "مستقبل أولادنا مجهول، وقاعد بضيع قدام عيونا دون أن نتمكن من فعل شيء".


وتطالب الجدة محضية كباقي الأمهات بتوفير مدارس آمنة لتعليم الأطفال المواد الأساسية حتى لا يضيع عليهم عام آخر من التعليم.


بدوره، قال معلم الجغرافيا محمد حمودة لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "إننا داخل المدرسة شكلنا بجهود شخصية مركزاً لتعليم الأطفال من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية".


يتابع: "نركز في المركز على تعليم الطلبة المواد الأساسية كاللغة العربية والإنجليزية".


وأشار المعلم حمودة إلى أن دوام الطلبة يبدأ من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً، مردفاً: "كل يوم مرحلة، فمثلاً اليوم الابتدائية تليها الاعدادية، وهكذا على مدار الأسبوع".


وأكد أن هناك إقبالاً كبيراً من الطلبة والأهالي، حيث يتراوح عدد الطلبة داخل المركز ما بين 80 -90 طالباً وطالبة.


وبحسب وزارة التربية والتعليم، فإن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حرم أكثر من 630 ألف طالب/ة من حقهم في التعليم، فيما قتل أكثر من 10 آلاف منهم منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا