آخر الأخبار

جريدة القدس || مخيمات صيفيّة!

شارك الخبر

من فرط صيفيّته وحميميّته، يغازل العنوان منازل الحب ومكامن الشّغف التي تتملّك أطفال المخيّمات، وهم يُجهزّون أنفسهم، ويُعدّون أمتعتهم للمشاركة في المخيّمات الصيفيّة، التي تنطلق في جميع أنحاء الوطن مع نهاية كل عام دراسيّ. 


بيد أن الاستخدام الـمُخاتل للاسم الجميل الحميم من قبل سلطات الاحتلال، في عدوانها الهمجيّ المتواصل على مخيّمات شمال الضفة، الذي حمل اسم "المقال العنوان"، إنما يرمي إلى التقليل من مخاطر تلك العملية، قبل أن تتكشّف الحقيقة الدمويّة لاستخدام الاسم الناعم للعملية الوحشيّة التي ذهب ضحيتها أطفالٌ طالهم رصاص القتلة وهم في غرف نومهم، كما الطّفلة الشهيدة بانا  بكر، وغيرها العشرات من الأطفال والشبان والنساء الذين قُتلوا بدوافع الرغبة في القتل والانتقام والتّسلية، بإطلاق النار على نوافذ المنازل وجدرانها في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، والقصف بالطائرات والمسيّرات، كما يجري في غزة منذ أحد عشر شهراً.


كانت المخيّمات، ولا تزال، محطّات انتظارٍ تم تزويدها بكل وسائل الاستمرار، ومتطلّبات التمكين والاستقرار لتُعين اللاجئين على تحمّل أعباء الحياة.


وقد ظلّت القوى الوطنية حريصة، مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، على تقديم كل عونٍ ممكن، للحفاظ على بقاء سكان المخيّمات، وتعليمهم، وتوفير الرّعاية الصحّية لهم.


ما يقوم به الاحتلال ليس مصادفة، ولا هو رد فعل، إنما هو فعل ظلّ يستجدي الذريعة ليدمر المخيّم، وما يحمله من معانٍ ودلالات تغذّي ذاكرة الأجيال المتعاقبة بحق العودة.


أحسبُ أن القوى الوطنية تعرف أهداف الاحتلال على مر سنوات الصراع، وهي تدرك كذلك أن تدمير المخيّمات بدأ منذ اللحظة الأولى التي جرت فيها شيطنة" الأونروا"، وإلصاق تهمة الإرهاب بها.


سلاح المخيّمات الأقوى هو الحياة والبقاء في محطة الانتظار، حتى ينال اللاجئون حقهم في العودة إلى منازلهم وبياراتهم وحقولهم، مهما بلغت التحدّيات وغلت التّضحيات.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا