آخر الأخبار

جريدة القدس || حرب غزة تطوي شهرها الـ١١ دون آفاقٍ لتوقفها.. الولايات المتحدة الوكيل الحصري في الخداع والمماطلة

شارك الخبر

د. حسين الديك: التباين بين واشنطن وحكومة نتنياهو ليس حول هدف الحرب بل حول تكتيكاتها 

محمد مناصرة: أمريكا هي التحدي الأكبر الذي يواجه الشعوب وتحالفها مع إسرائيل عقائدي متجذر

د. سعد نمر: نتنياهو يستغل حالة ضعف إدارة بايدن للاستمرار بالحرب حتى موعد الانتخابات الأمريكية

طلال عوكل: الولايات المتحدة تواصل دعمها لإسرائيل دون اتخاذ خطوات جادة لإنهاء العدوان الإسرائيلي

د. عبد المجيد سويلم: تلكؤ أمريكا في إنهاء الحرب يرتبط برؤيتها حول الصراع وتبعاته السياسية والأمنية

د. محمود الفروخ: الإدارة الأمريكية ضعيفة وتابعة للوبي الصهيوني ونتنياهو يستغلها لتمديد العدوان على غزة

د. رائد أبو بدوية: الإدارة الأمريكية ترفع صوتها عادةً عندما تكون هناك احتجاجات كبيرة داخل إسرائيل نفسها

د. قصي حامد: واشنطن ستتدخل بفاعلية فقط إذا رأت أن استمرار الحرب يهدد مصالحها في الشرق الأوسط



تدير الولايات المتحدة منذ بدء الحرب الإسرائيلية الإجرامية على قطاع غزة عملاً سياسياً يظهرها في موقف الضعيف وغير القادر على إلزام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوقف الحرب، على الرغم من من امتلاكها كل أدوات الضغط الفاعلة، لو أرادت، وفي مقدمتها الدعم العسكري الذي مكن دولة الاحتلال من مواصلة عملياتها الحربية المباشرة، يضاف إليه الدعم الاقتصادي والسياسي والغطاء الدبلوماسي الذي يمنح لإسرائيل حصانة غير مسبوقة في المؤسسات الدولية لا سيما مجلس الأمن والمحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولية.    

وقال كُتاب ومحللون سياسيون وأساتذة جامعات وخبراء، لـ"ے"، إن هناك اعتقاداً بأن التباين بين الولايات المتحدة وحكومة نتنياهو لا يتعلق بأهداف الحرب على قطاع غزة، بل بالطريقة التي تُدار بها، فبينما تسعى واشنطن لحل أزمة المحتجزين، يواصل نتنياهو الضغط العسكري لأسباب سياسية تتعلق برؤية إسرائيل نحو حسم الصراع.

ويرون أن أي تغيير في الموقف الأمريكي قد يحدث فقط إذا واجهت واشنطن ضغوطًا جادة من دول العالم والدول العربية والإسلامية.


التلكؤ سياسة أمريكية ثابتة


ويرى الخبير في الشأن الأمريكي د. حسين الديك أن التلكؤ الذي يظهره الموقف الأمريكي تجاه الحرب على قطاع غزة ليس حالة ضعف أو تردد، بل هو سياسة أمريكية ثابتة. 

وقال الديك: إن الولايات المتحدة، سواء في إدارة بايدن أو داخل الكونغرس وكافة المؤسسات الأمريكية، لا تمتلك إرادة سياسية حقيقية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب. 

وأشار الديك إلى أن التباين بين واشنطن وحكومة بنيامين نتنياهو ليس حول هدف الحرب بل حول التكتيك، حيث ترغب واشنطن في إنهاء أزمة المحتجزين، بينما يسعى نتنياهو إلى الاستمرار في الضغط العسكري، لاعتبارات حزبية ورؤية الدولة العميقة في إسرائيل أن الفرصة أتيحت لحسم الصراع مع الفلسطينيين.

ولفت الديك إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي اللامحدود، وهناك اعتقاد لدى التقدميين في الحزب الديموقراطي، ومن يناصرون الشعب الفلسطيني بأن "الحرب على قطاع غزة هي حرب أمريكية تُدار بأدوات إسرائيلية". 

وعزا الديك ذلك إلى النفوذ الكبير للوبي الصهيوني في المؤسسات الأمريكية، إضافة إلى تيار ديني عقائدي يدعم إسرائيل داخل الولايات المتحدة.


إدارة بايدن عاجزة عن الضغط على نتنياهو


وحول إمكانية ممارسة الولايات المتحدة ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لإنهاء الحرب، قال الديك: إن إدارة بايدن، التي تقترب من نهاية ولايتها، غير قادرة على اتخاذ خطوات مؤثرة أو حازمة تجاه نتنياهو. 

وأضاف: حتى في حال فوز الحزب الديمقراطي وتولت كامالا هاريس الرئاسة، فإن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل لن تشهد تغييرات كبيرة، نظراً لوجود توجه ثابت لدى الحزب الديمقراطي لدعم إسرائيل. 

وإذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن الديك يرى أن ذلك قد يمثل فرصة ذهبية لإسرائيل للحصول على دعم غير مسبوق، ما يعزز موقف نتنياهو ويزيد من احتمالات استمرار الحرب.

وأشار إلى أن أي تغيير في الموقف الأمريكي بشأن الحرب على غزة لن يحدث إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. 

وقال الديك: إن المؤشرات الحالية لا توحي بأن إسرائيل تعتزم إنهاء الحرب قريباً أو الانسحاب من قطاع غزة، لكن تطورات ما بعد الانتخابات الأمريكية ربما تؤدي إلى تحولات في السياسة، إلا انه من الصعب التنبؤ بأن الحرب ستنتهي في المدى القريب مع إصرار إسرائيل على احتلال قطاع غزة.


أمريكا شريك وراعٍ للجريمة 


ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد مناصرة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التحدي الأكبر الذي يواجه الشعوب في العالم، وخاصة الشعب الفلسطيني. 

ووصف مناصرة موقفها من الحرب الجارية ضد الفلسطينيين وجرائم الإبادة المرتكبة بأنه موقف شريك وراعٍ  للجريمة، ما يجعل من الولايات المتحدة غير مؤهلة لأن تكون وسيطاً في النزاع، مهما حاولت وسائل الإعلام تسويقها.

وانتقد مناصرة المحللين والبرامج التلفزيونية التي تتناول ما وصفه بـ"الخلافات المزعومة" بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحاً أن تلك التحليلات لا تعكس الواقع، حيث إن إسرائيل ليست دولة منفصلة عن الولايات المتحدة في قراراتها.

واعتبر مناصرة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب متجذرة، وأن أمريكا تدير النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بنفس النهج الذي استخدمته في مفاوضاتها مع مصر بعد حرب 1973، ما أدى إلى توقيع اتفاقيات كامب ديفيد.



الولايات المتحدة تستطيع وقف الحرب لكنها لا تريد


وشدد مناصرة على أن "الولايات المتحدة تستطيع وقف الحرب والإبادة، لكنها ترفض القيام بذلك، لأنها، حسب قوله، هي نفسها إسرائيل، وتتبنى سياسات تخدم المسيحية الصهيونية التي يعدها أخطر من الصهيونية اليهودية". 

وأشار مناصرة إلى أن جميع السياسات الأمريكية تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية، وتصفية القضية الفلسطينية تماماً، مشيراً إلى أن الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل هو جزء من عقيدة إيمانية توراتية للمسيحية الصهيونية التي تهيمن على القرارات الأمريكية.

وُبيّن مناصرة أن النفوذ المسيحي الصهيوني واليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة امتد منذ السبعينيات إلى تمرير تشريعات قانونية في الكونغرس تضمن استمرار دعم إسرائيل، بحيث أصبحت مصالح إسرائيل أولوية تتفوق على مصالح الولايات الأمريكية نفسها. 


كسر الهيمنة الأمريكية على القضية الفلسطينية ممكن


ويرى مناصرة أن هذه التشريعات تجعل من الصعب على أي إدارة أمريكية مستقبلية اتخاذ مواقف تتعارض مع مصالح إسرائيل، ما لم تُسَن قوانين مضادة تعيد توجيه السياسة الأمريكية.

ورغم اعترافه بصعوبة تغيير هذه السياسة، قال مناصرة إن كسر الهيمنة الأمريكية على القضية الفلسطينية ممكن عبر تحركات من الدول العربية، مؤكداً أن الفلسطينيين أنفسهم غالباً ما يقدمون "هدايا مجانية" لأمريكا وإسرائيل نتيجة الأخطاء التي ترتكبها منظماتهم وأحزابهم. 

وعبر عن أسفه لعدم وجود أي محاولات جدية من قبل هذه المنظمات لتقييم أخطائها والنظر في سبل تحسين استراتيجياتها النضالية.

وأكد مناصرة أن مفتاح تصحيح الاتجاهات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية ليس بيد الفلسطينيين وحدهم، بل هو بيد الدول العربية التي لم تقرر بعد اتخاذ الخطوات اللازمة لتغيير موقف واشنطن وتحقيق تحول حقيقي في سياستها تجاه الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.


نتنياهو يستغل ضعف إدارة بايدن قبيل الانتخابات الأمريكية


من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د.سعد نمر: إن الإدارة الأمريكية الحالية تحت قيادة الرئيس جو بايدن تمر بحالة من الضعف الشديد، وهو ما يدركه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويستغله في تأجيل إنهاء الحرب على قطاع غزة حتى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وحسب نمر، فإن نتنياهو يراهن على فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، معتقدًا أن فوزه سيساعده في الحفاظ على ائتلافه الحكومي واستمراره في منصب رئيس الوزراء.

ولفت نمر إلى أن نتنياهو يستفيد من هذا الضعف في الإدارة الأمريكية، حيث يرفض الاستجابة لمطالب إدارة بايدن بتمرير صفقة وقف إطلاق النار. 

وأوضح نمر أن أسباب هذا الضعف تعود إلى حساسية الوضع السياسي داخل الحزب الديمقراطي الحاكم، حيث تتجنب نائبة الرئيس كامالا هاريس الضغط المباشر على إسرائيل، نظرًا لأهمية دعم اللوبي الصهيوني واليهود للحزب، وفي الوقت ذاته، تواجه الإدارة معارضة متزايدة من الناخبين العرب والشباب الذين يتظاهرون ضد الحرب على غزة في الولايات المتحدة، ولذا فإن هاريس تسعى للموازنة لإرضاء الناخبين.


تعديلات متكررة لمقترحات بايدن 


وأشار نمر إلى أن بايدن يحاول الدفع باتجاه إبرام صفقة لوقف إطلاق النار، لكن ضعفه السياسي وعجزه عن ممارسة الضغوط الفعالة على نتنياهو يجعل إدارته تغيّر المبادرات المطروحة عدة مرات، في محاولة لإرضاء الطرف الإسرائيلي. 

وقال: "بالرغم من أن حركة حماس قد وافقت على مقترحات بايدن للصفقة، فإن الإدارة الأمريكية تواصل تعديلها بما يتماشى مع ما يريده نتنياهو، ما يعكس حالة التخبط والضعف في سياستها، وأن من يعطل الصفقة نتنياهو".

وأشار نمر إلى أن "بايدن يدرك أن تأثيره السياسي سيتراجع بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يجعله أقل اهتمامًا بممارسة ضغوط قوية على نتنياهو". 

ولفت نمر إلى أن الحزب الديمقراطي هو الذي يقود حاليًا سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل، مشيرًا إلى أن الوضع لن يتغير إلا إذا اتخذ الحزب قرارًا حاسمًا، سواء بالضغط على نتنياهو أو تحميل حماس مسؤولية فشل الصفقة.

وفي ما يتعلق بالتظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية، أوضح نمر أنها بدأت تتصاعد مع بداية العام الدراسي الجديد، لكنها لا تملك القدرة على تغيير السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، نظرًا للعلاقات الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي.


شراكة بين واشنطن وتل أبيب


يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن التردد والتلكؤ الأمريكي في إيقاف الحرب على قطاع غزة يعكسان الشراكة والسياسة اللتين تتبعهما واشنطن مع تل أبيب، حيث تواصل الولايات المتحدة دعمها إسرائيل دون اتخاذ خطوات جادة لإنهاء العدوان. 

وأوضح عوكل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُصعّد من فرض نهجه في إدارة الحرب على قطاع غزة ورفض الصفقة، مستفيدًا من حاجة الحزب الديمقراطي لأصوات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وهو ما يضعف موقف إدارة الرئيس جو بايدن.

وأشار عوكل إلى أن بايدن يسعى للتوازن بين عدم إغضاب "اللوبي الصهيوني" من جهة، ومن جهة أُخرى إرضاء المتضامنين مع القضية الفلسطينية.

وكل ذلك، بحسب عوكل، يدفع بايدن إلى انتهاج سياسة حذرة في التعامل مع الأحداث. وأضاف: من غير المرجح أن تتغير هذه السياسة الأمريكية إلا إذا حدث تطور جذري في الموقف العربي.

ويرى عوكل أنه في حال توسعت الحرب رغماً عن رغبة الإدارة الديمقراطية، فإن الموقف الأمريكي سيظل متمسكاً بسياساته التقليدية، مكتفياً بتقديم وعود خيالية فارغة وتصريحات دعائية للفلسطينيين وحلفائهم، دون اتخاذ خطوات عملية تؤدي إلى تحقيق أي تغييرات ملموسة.


حتى لا تظهر إسرائيل كأنه ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا