آخر الأخبار

جريدة القدس || في حديث خاص لــ"القدس".. زكي: الاحتلال يعمل لتحويل الأراضي الفلسطينية بيئة طاردة لأبنائها لدفعهم إلى الهجرة من وطنهم

شارك الخبر

إجماع داخل "المركزية" على ترتيب البيت الداخلي ولم الشمل الفتحاوي كشرط للوحدة الوطنية
"يهودية الدولة" خطوة باتجاه تنفيذ الحلم الصهيوني بتحويل الضفة الغربية إلى "يهودا والسامرة"
قرارات القمم العربية بالنسبة لفلسطين حبر على ورق وهذا فتح شهية التطرّف الإسرائيلي
هناك اختبار حقيقي للعالمين الإسلامي والمسيحي لمواجهة الأخطار التي تتهدد القدس
المؤتمرات والقمم العربية بشأن القدس لا تساوي متبرعاً يهودياً واحداً في أمريكا
منظمة التحرير غير قابلة للاختطاف أو الانهيار ومطلوب تفعيلها وتعظيم دورها كمرجعية عليا
على الجميع أن يعترف بأن إسرائيل أنهت حلم الدولتين بقانون "يهودية الدولة"
الحرب على قطاع غزة ليست أمنية بالكامل بل لها أهداف اقتصادية كبئر الغاز
العرب بمقدورهم فعل الكثير ولديهم من التاريخ والقيم والمُثُل الروحية العليا

أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، أن هناك إجماعاً داخل اللجنة المركزية على ضرورة لم الشمل الفتحاوي، وترتيب البيت الداخلي للحركة؛ كشرط أساسي لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة.


وقال زكي في حديث خاص لصحيفة "القدس"، إن حركة فتح تعمل بِجدّ في المرحلة الحالية على إعادة الاعتبار لذاتها، من خلال الالتزام ببرنامج سياسي تفرضه، وبكل عنف الحرب الوجودية التي أعلنها الاحتلال علينا بالضم والإعدام، والتزاماً بالنظام الداخلي، وتعزيز القيادة الجماعية وتفعيل آليات المحاسبة على قاعدة قانون الرقابة الحركية لمواجهة المرحلة الاستثنائية.


وشدد زكي على أن الوحدة الفتحاوية تُعد المدخل الأساس لتجميع أبناء الحركة، وإعادة الثقة المتبادلة لمن كرّسوا بكفاحهم مدرسة ثقافة المقاومة، وصنعوا من أصغر جغرافيا أكبر قضية تشغل العالم، بل والرقم الصعب في معادلة الصراع في الشرق الأوسط.


وأوضح زكي أن "ترجمة إعلان بكين"، الذي يحمل في طياته دعوة للنهوض، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، يبدأ بالتنظيم الدقيق لحركة فتح في مختلف مجالات مهامها، ورفع قدرات مُنتسبيها كطليعة أمة، إضافة لكونها حركة تحرر وطني ينعكس انتصارها على حياة أمتنا من المحيط إلى الخليج، وتوفير الشروط التي تتيح لها الانطلاق بقوة نحو تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة، باعتبارها العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، ليكون بمقدورها مواجهة التحديات الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، بل والحفاظ على المنجزات التي تحققت على كل صعيد.


وقال زكي: "إن من يريد تحقيق وحدة وطنية حقيقية، يجب عليه أولاً، ترتيب البيت الداخلي ليكون بمستوى لائق ونموذجي، يمثل مغناطيساً جاذباً وليس طارداً في هذا الزمن الرديء، الأمر الذي يفرض نفسه أولاً كشرط للاستمرار، وهذا ما تحاول قيادة فتح في المركزية ومجلسها الثوري ومجلسها الاستشاري، أن تقوم به في هذه المرحلة قبل فوات الأوان".

المخاطر التي تواجه القدس

وفي سياق آخر، تطرق زكي إلى المخاطر التي تواجه القدس في ظل المخططات الإسرائيلية عبر العبرنة والتهويد لطمس معالمها العربية والإسلامية، مؤكدًا أن هناك إجماعاً إسرائيلياً على اعتبار القدس عاصمة أبدية وموحدة لدولة الاحتلال، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون بالإجماع وبالجملة والتفاصيل وغير قابل للنقاش.


وأضاف: إن قرار "يهودية الدولة" يُعد خطوة باتجاه تنفيذ الحلم الصهيوني المزعوم بتحويل الضفة الغربية إلى "يهودا والسامرة" و"أرض الميعاد"، وهو ينص على أنه لا يحق لغير اليهود حق تقرير المصير على أرض فلسطين التي اختزلوها حسب زعمهم بـ "يهودا والسامرة".


ولفت زكي إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صاحب صفقة العصر مهد الطريق لوصول حكومة "الضم والإعدام"، وهي الحكومة السادسة لنتنياهو عام 2021، والتي سميت بحكومة حسم الصراع بالرؤيا الصهيونية للحل، وذلك بمنح القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارته الى القدس.

حسم الصراع بالرؤية الإسرائيلية

وأشار زكي إلى قرار قمتيّ العرب في دمشق وبغداد عاميّ 1980 و1990 بأن تقطع الدول العربية علاقاتها مع كل دولة تنقل سفارة بلادها إلى مدينة القدس، ولم يقطع أحد من العرب علاقته بأمريكا، وكأن قرارات القمم العربية بالنسبة لفلسطين حبر على ورق، ما فتح شهية التطرّف الإسرائيلي بأن الوقت مناسب لإتمام المخطط على قاعدة الضم للأرض والإعدام للفلسطينيين، وحسم الصراع بالرؤية الإسرائيلية للحل، وما يجري في غزة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، في ظل خذلان عربي واضح.


وأكد زكي أن القدس هي أقدس مكان على وجه الأرض بالنسبة للمسلمين والمسيحيين كمكانة روحية، وأن هناك اختبارًا حقيقيًا للأمة الإسلامية والمسيحية لمواجهة الأخطار التي تتهدد المدينة المقدسة.


وانتقد زكي نتائج المؤتمرات والقمم التي عقدت خلال السنوات الماضية بشأن القدس، والتي لا تساوي بمجموعها متبرعاً يهودياً واحداً في أمريكا في منح المليارات لتهويد القدس، معتبرًا أنها لم تفعل شيئًا يذكر لحماية القدس، مشدداً على أن القدس ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي قضية تعني الجميع، وعلى العالم العربي والإسلامي أن يدرك أن القدس في خطر وبخذلانها يتعارضون مع عواطف وعقائد شعوبهم التي لها الكلمة الفصل مهما طال أمد الاستبداد.


ودعا زكي كل الأوفياء لفلسطين، للعروبة، للعقيدة والدين دعم صمود أهل القدس وبمقدورهم فعل ذلك بعيداً عن القرارات التي تفتقر إلى التطبيق، حيث الموقف مع القدس عقيدة لأي عربي مسلم أو مسيحي في العالم وغير قابل أن يقف على الحياد.

صمود في غزة رغم الإبادة والكارثة الإنسانية

وأشار زكي إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول تحويل الأراضي الفلسطينية إلى بيئة طاردة للفلسطينيين، لدفعهم على الهجرة من وطنهم وهذا مخطط ينسجم وأركان الحركة الصهيونية (احتلال، وإسكان، وإجلاء، وتوسّع)، وهو قانون يعملون عليه، ولم يتغير، وجاءت مرحلته الأخيرة، في ظل نظام عالمي مهزوز لا احترام فيه لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان ويستخدم ازدواجية المعايير.


وأكد زكي أن الشعب الفلسطيني، رغم كل المصاعب والمجازر، لا يزال صامدًا، خصوصًا في قطاع غزة الذي صمد رغم الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ألهبت مشاعر الأحرار في العالم بحراك ينتصر لفلسطين وبخاصة في حاضنات إسرائيل وأهمها الجامعات الامريكية – الأوروبية معمل التكنولوجيا للأسلحة الفتاكة لإسرائيل.


ودعا زكي الفلسطينيين إلى انتهاج سياسة واستراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل تكرر مقدمات النكبة الكبرى عام 1948، حينما رفع بن غوريون شعار لننتصر بالرعب فأطلق يد العصابات "شتيرين، وليحي، وآرغون، والهاغانا" باقتراف أكثر من خمسين مذبحة من الدوايمة ودير ياسين حتى مذبحة الطنطورة وما بينهما.

معركة وجود

وأكد زكي على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعب الجبارين، وغير قابلة للاختطاف أو الانهيار، فمطلوب فوراً تفعيلها، وتعظيم دورها كمرجعية عُلّيا، لمتابعة كل ما يجري في المنطقة والإقليم والعالم، باعتبار أننا نخوض معركة تثبت الوجود في ظل هذا النوع من التطرف والانحياز للاحتلال والانقلاب القيمي والأخلاقي على أقدس قضايا العصر.


وأكد زكي على ضرورة تكامل العمل السياسي والدبلوماسي والشعبي في هذه المرحلة الحساسة، مشيرًا إلى أن "إعلان بكين" جاء تتويجاً للجهود المخلصة لرأب الصدع وترتيب البيت الفلسطيني، وأن المشكلة لم تعد في النصوص بل تحتاج إلى التصميم والإرادة لتحقيق أهم مركزات القوة التي تكمن في الوحدة وسد الثغرات.


ودعا زكي إلى اتفاق شامل وميثاق شرف بين كافة أطياف وتيارات الشعب الفلسطيني على أن التناقض الأساسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وما تبقى هي خلافات ثانوية وإشغالنا بها يخدم مخططات الاحتلال الذي اعتمد على فرّق تسُد "بريطانيا بقيادة الاستعمار الأوروبي وتقسيم المقسم "بقيادة أمريكا سيدة الإرهاب في العالم.

الرؤيا الصهيونية للحل

في سياق آخر، أكد زكي أنه على الجميع أن يقرّ ويعترف بأن إسرائيل أنهت حلم الدولتين بقانون الكنيست عام 2018 يهودية الدولة التي لا يحق لغير اليهود حق تقرير المصير على أرضها، وسمّوها يهودا والسامرة، وحسم الصراع مع الفلسطينيين بالرؤيا الصهيونية للحل كما أعلنت حكومة التطرف إسقاط حل الدولتين وحتى التنكُّر للفلسطينيين كشعب.


ووفق زكي، جاء السابع من أكتوبر ليخلط الأوراق والخطط الترتيبات التي تجاوزت فلسطين إلى الإقليم، ثم إلى العالم الذي وقف عاجزاً أمام محارق نازية غير مسبوقة بقيادة الناتو، حيث فتحت دول الناتو مخازن أسلحتها لذبح شعبنا الفلسطيني، لتصعيد أرواح عشرات آلاف الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، ولم تعُد قوة الأمم المتحدة قادرة على وقف هذه الكارثة الإنسانية في غزة العزة والضفة الغربية بما فيها القدس ذات المكانة العالية بوابة الأرض إلى السماء، وأن ما يجري في القدس والضفة الغربية والقطاع المنكوب باعتبارها حرباً أيدولوجية والتعامل مع الفلسطينيين كوحوش آدمية.


وأكد زكي أن إسرائيل تسعى لحسم الصراع وتفريغ الأرض من أصحابها الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الهدف من الحرب على قطاع غزة ليس أمنيًا، بل يتعدى ذلك ليشمل أهدافًا اقتصادية كبئر الغاز المكتشف شمال غرب غزة.


وقال زكي: "إنهم واهمون هذه المرة أن ينتصروا علينا بالرعب، كما انتصر بن غوريون قبل ستة وسبعين عاماً، إننا منغرسون في أرضنا كالزعتر والزيتون.

شعب فلسطيني غير قابل للاستسلام أو تكرار اللجوء

وأضاف زكي، "شعب فلسطين الذي تجاوز السبعة ملايين فلسطيني على الأرض الفلسطينية، وسبعة ملايين في المنافي والشتات، ويصمد في وجه المستعمرين القدامى والجدد على مدار أكثر من مئة عام منذ وعد بلفور المشؤوم غير قابل لرفع الأيدي والاستسلام أو الاكتواء مرة أخرى بنار اللجوء والمنافي والاضطهاد".


ويرى زكي أنها معركة صعبة وشاقة وطويلة الأمد والمتغيرات العميقة في المجتمعات التي كانت حاضنة لإسرائيل، تهتف اليوم بتحرير فلسطين، وأول الغيث قطرة، مهما كان حجم العربدة لمن تجردوا من الأخلاق وتجاوزوا قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.


وقال زكي: "ليس قدر أمريكا العظمى رؤساء يتنافسون على دعم دولة الإرهاب الصهيوني، ستدخل أمريكا مرحلة جديدة مهما كان التقدم بطيء فلن تبقى رهينة اللوبي الصهيوني في (الايباك)، ولن نبقى أوروبا مجرورة بالقاطرة الصهيونية لنيل رضا أمريكا بل ستواجه متغيرات".


وتساءل زكي، أليس الاعتراف من خمس دول أوروبية بدولة فلسطين إنجازاً ودليلاً، أليس سقوط المحافظين في بريطانيا وصعود العمال إنجازاً، أليس انحدار شولتز في ألمانيا التي اكتوت بنار الحصار، أليس المزيد من اعترافات 147 دولة بفلسطين إنجازاً، فالتغيير قادم وأمريكا ليست قَدَر.

مطلوب قيادة فلسطينية موحدة وعمل جماهيري فاعل

وأكد زكي أن التصدي لمخططات الاحتلال يتطلب قيادة فلسطين ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا