آخر الأخبار

جريدة القدس || فيلادلفيا.. الممر الـمُعبّد بالذرائع ...عقدة نتنياهو وعقيدته

شارك الخبر

كمال طربيه: حكومة نتنياهو تسعى للذهاب بعيداً في تهجير سكان القطاع والسيطرة عليه في ظل غياب  ضغط دولي

هاني الجمل: إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا إلا بعد تفاهمات  قائمة على المراقبة الدقيقة من أقرب نقطة فيه

عزيز العصا: حكومة نتنياهو تتبع استراتيجية واضحة تقوم على القتل والتهجير ولا أرى نهاية للحرب في عهدها

البروفيسور عبد الوهاب العوج: الحل يكمن في إشراك السلطة الفلسطينية ومراقبين مصريين وقوات دولية وربما وجود إسرائيليين في فيلادلفيا


معين عودة: الانتظار سوف يكون سيد الموقف لفترة في غزة ونتنياهو يُعد للانتقال إلى المرحلة الرابعة من الحرب 

أسامة نزال: نتنياهو يستخدم محور فيلادلفيا وتهريب السلاح لاستدامة احتلال قطاع غزة وسط دعم أمريكي

توفيق طعمة: نتنياهو لا يريد وقف النار حتى يرى الانتخابات الأمريكية على أمل فوز ترامب



يرى كُتاب ومحللون في أحاديث منفصلة لـ"ے" أن حكومة الاحتلال المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو ليس في جعبتها سوى ترجمة استراتيجيتها القائمة على المزيد من الإبادة والدمار والمضي في مساعيها لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، الذي تحاول الإبقاء على احتلاله والسيطرة عليه، متخذةً من محوري فيلالفيا ونتساريم ذريعةً من أجل ذلك، ولإفشال أي محاولة لإبرام صفقة تنهي الحرب على غزة.

أطماع نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا تناقض اتفاق كامب ديفيد الموقع مع مصر، والذي ينص على أنه لا يحق لأيٍّ من الطرفين الوجود العسكري في المحور، وهو ما ترفضه الحكومة المصرية، ولكن في ظل غياب ضغط دولي حقيقي على نتنياهو، يبقى السؤال قائماً بشأن إمكانية إبرام صفقة أو حل يدفعان نتنياهو إلى سحب قواته من القطاع ومحور فيلادلفيا، بدلاً من المضي في حربه التي يعمل على توسيعها لتشمل الضفة الغربية، وكذلك على الجبهة الشمالية حيث الحدود مع لبنان.



أكد الإعلامي اللبناني والباحث في الشؤون العربية والأوروبية كمال طربيه لـ"ے" أن المشكلة الحالية في غزة لا تتعلق بمحوري فيلادلفيا أو نيتساريم، أو أيّ من التفاصيل الأخرى التي تروج لها حكومة بنيامين نتنياهو، معتبراً أن السؤال الجوهري هو: هل تسعى الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بالفعل إلى وقف الحرب في غزة، والانسحاب من القطاع، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر؟

وأضاف طربيه: "إن حكومة نتنياهو تهدف إلى الذهاب بعيداً في مسألة تهجير سكان غزة، والسيطرة على القطاع تحت الإدارة العسكرية الإسرائيلية المباشرة، ويرى نتنياهو أن تحقيق هذا الأمر ممكن في ظل غياب الضغط الدولي الحقيقي، خاصة من الجانب الأمريكي، لمنعه من تنفيذ هذه الخطة".

وأشار إلى أن نتنياهو يستفيد من الوضع السياسي في الولايات المتحدة، التي تستعد لخوض الانتخابات الرئاسية خلال شهرين أو ثلاثة، موضحاً أن "إدارة الرئيس بايدن غير قادرة على ممارسة ضغوط جدية على حكومة نتنياهو بسبب الانتخابات، والحاجة لدعم أصوات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ولهذا يرى نتنياهو في هذه الفترة "فترة سماح" قد تمتد حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر أو بداية كانون الأول/ ديسمبر المقبل، لتنفيذ مخططه بتهجير أكبر عدد ممكن من سكان غزة وتصعيد العنف ضد الفلسطينيين، وربما الانتقال لاحقاً لتنفيذ مخطط أوسع يهدف إلى ضم الضفة الغربية بشكل كامل إلى إسرائيل".

وفي سياق متصل، أوضح طربيه أن معبر فلادلفيا يُعد تفصيلاً صغيراً في خطة حكومة نتنياهو، مؤكداً أن المعبر يخضع لتسوية تم التوصل إليها بين إسرائيل ومصر، التي تواجه صعوبات اقتصادية وتحتاج للمساعدات المالية الأمريكية والغربية، ما يجعلها غير قادرة على مواجهة مخطط نتنياهو بشكل مباشر.

ويرى أن حكومة نتنياهو تستفيد من غض النظر الأمريكي أو عدم قدرة الإدارة الأمريكية الحالية على ممارسة ضغط فعال في ظل الظروف السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.


انسحاب إسرائيل لن يتم إلا تحت ضغط مصر والجهات الأمنية


بدوره، أكد رئيس وحدة البحوث والدراسات الدولية في مركز العرب في القاهرة هاني الجمل لـ"ے" أن "إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا إلا بعد الوصول إلى تفاهمات وتفاوضات قائمة على المراقبة الدقيقة من أقرب نقطة في هذا المحور"، موضحاً في الوقت ذاته أن "التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية يهدف إلى تقليص أدوات السلطة الفلسطينية، ما يثير الشكوك حول استمراريتها في ظل أصوات تنادي بتغييرها".

وأضاف الجمل: إن انسحاب إسرائيل لن يتم إلا تحت ضغط الوساطة المصرية والجهات الأمنية، مؤكداً أن هناك شكوكاً حول وجود قوات دولية في المنطقة، نظراً لأن الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تسمح بذلك. 

كما شدد على أن مصر سترفض أي وجود لقوات دولية أو عربية، مشيراً إلى أن الاتفاق كان يقتصر على نشر قوات محدودة على محور نتساريم لمراقبة العودة إلى شمال غزة.

كما أشار إلى أن الفلسطينيين يواجهون ضغوطاً كبيرة من الدول الكبرى التي دعمت إسرائيل، سواء من خلال استخدام الفيتو أو توريد الأسلحة، ما أدى إلى تفاقم الوضع واستهداف المدنيين، مضيفاً أن هذا الاستهداف يُعد جريمة إبادة كاملة في ظل الصمت الدولي.

ورأى الجمل أن الحل بيد الولايات المتحدة التي وصفها بأنها تمتلك العصا السحرية، وقال: إن لم تكن هناك ضغوط من الإدارة الأمريكية، سواء من بايدن أو الرئيس المقبل، فلن تكون هناك قوة دولية لإنهاء الصراع وحماية المدنيين وإقامة الدولتين.


دعوات صريحة للقتل والتهجير


وأكد الباحث في الشان المقدسي عزيز العصا، لـ"ے"، أنه لا يرى نهاية للحرب أو نزيف الدماء طالما بقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في السلطة، موضحاً أن هذه الحكومة تتبع استراتيجية واضحة تقوم على القتل، مشيراً إلى أن الجرائم التي ترتكب في شمال الضفة الغربية تعكس هذه السياسة.

وأشار العصا إلى أن تصريحات أعضاء الحكومة الإسرائيلية، مثل سموتريتش وبن غفير، تدعو بشكل صريح إلى التهجير والقتل، مع استخدام مفرط للقوة ضد المدنيين، وبشكل خاص الأطفال والنساء، إضافة إلى تدمير منهجي للبنية التحتية الفلسطينية، لافتاً إلى أن هذه الحكومة تسعى إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وبالرغم من ذلك، أكد العصا أن "الصمود الفلسطيني والفهم الدقيق للمواطنين الفلسطينيين سيحبطان هذه المخططات مهما كانت كبيرة". 

وأضاف العصا: إن نتنياهو غير معني بإطلاق سراح الأسرى أو عقد صفقات تبادل، وإنه سيستمر في تقديم مطالب غير قابلة للتنفيذ لإطالة أمد الحرب.


نتنياهو يتذرع بمحور فيلادلفيا لمواصلة الحرب


من جانبه، أكد البروفيسور عبد الوهاب العوج، المحلل السياسي والأكاديمي في جامعة تعز في اليمن، أن محور فيلادلفيا أو ما يعرف بصلاح الدين يشكل عقبة أمام حل حقيقي للاجتياح الإسرائيلي وتدمير قطاع غزة. 

ويرى العوج أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم هذا المحور كذريعة لتبرير استمرار العمليات العسكرية في غزة، معتبراً أن هناك تسليحاً لحركة حماس وجماعات أخرى في القطاع، متجاهلاً الاتفاقات المبرمة مع الحكومة المصرية.

وأوضح المحلل اليمني لـ"ے" أن "الحل يمكن أن يأتي من خلال وجود قوات دولية أو أوروبية على طول محور فيلادلفيا، مشيراً إلى أنه يمكن لإسرائيل أن تطلب من هذه القوات منع إنشاء أي أنفاق بين رفح المصرية والفلسطينية".

 وأكد أن تذرع إسرائيل بهذا المحور هو مجرد أعذار من نتنياهو الذي يشعر بالضغط من الداخل الإسرائيلي، ويخشى أن يؤدي توقف الحرب إلى محاسبته على العديد من الأخطاء، منها الهجوم الفلسطيني في 7 أكتوبر.

وأضاف أن المجتمع الدولي والإقليمي يدعم مصر في مطالبها بالعودة إلى الاتفاقات السابقة المتعلقة بمحور فيلادلفيا، وأن القوات المصرية كانت تعمل على تدمير الأنفاق التي كانت تُستخدم لإيصال الغذاء والدواء لقطاع غزة المحاصر.

واعتبر العوج أن الحل النهائي يكمن في إشراك قوات دولية أو قوات مصرية مع إمكانية إشراك مراقبين إسرائيليين، مشيراً إلى أن نتنياهو يستخدم هذه القضية كذريعة للبقاء في السلطة.

كما أشار إلى أن توقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة سيؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو وسقوط اليمين المتطرف في أي انتخابات مقبلة، ما سيفتح المجال أمام أحزاب أخرى للعمل على حل سياسي. 

وأكد أن ما يحدث الآن من تدمير شامل لقطاع غزة واستهداف المدنيين لا يقبله إنسان أو قانون دولي، واصفاً إياه بأنه "تجريف للمجتمع الفلسطيني".

وختم العوج بالقول: إن نتنياهو لا يسعى لتحقيق سلام حقيقي، وإنما يستخدم الصراع للبقاء في السلطة دون أن يكترث لمصير الرهائن الإسرائيليين أو تدمير الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مؤكداً أن الحل يكمن في إشراك السلطة الفلسطينية والمراقبين المصريين وقوات دولية وربما وجود إسرائيليين في محور فيلادلفيا، مع انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.


نتنياهو مصرّ  على أن المحور "صخرة وجود" إسرائيل


وقال المحامي المختص في القانون الدولي معين عودة، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية لـ"ے" إنه حسب الأخبار المتداولة، فإن السيطرة على محور فيلادلفيا هو العقبة الرئيسية أمام إبرام اتفاق هدنة وتبادل أسرى بين اسرائيل وحماس، مشيراً إلى أن نتنياهو أصرّ في آخر خطاب عام على أن المحور هو "صخرة وجود" إسرائيل، وهو تصريح يثبت مدى رفضه الانسحاب من المحور.

واضاف عودة أنه من الناحية العسكرية، من الصعب تحديد قيمة المحور لإسرائيل، خصوصاً بعد الخلافات العلنية بين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت حول إمكانية الانسحاب وإعادة الاحتلال إذا لزم الأمر.

وأكد عودة أن نتنياهو يستعمل المحور كمبرر أمام الإدارة الأمريكية والجمهور الإسرائيلي في عدم التوصل الى اتفاق، لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستتماشى الإدارة الأمريكية مع هذا الأمر من جهة، وإلى أي مدى يُعد المحور حقاً مهماً عسكرياً لإسرائيل.

وبخصوص تواجد السلطة وبعثة اوروبية، أكد عودة أن إسرائيل رفضت إلى الآن أي سيطرة للسلطة على المعابر، خصوصاً أنها تدعي أن تهريب الأسلحة يحدث تحت الأرض (وهو ما رفضته مصر بالكامل)، ومن غير الواضح أيضاً موقف حماس من سيطرة السلطة على المحور، لافتاً إلى أنه لا تبدو هناك فرص كبيرة للتوصل إلى وقف إطلاق نار، بل على العكس يبدو أن إسرائيل تستعد لتوسعة حربها مع حزب الله، مع عمل تغييرات في طريقة حربها على غزة، والانتقال إلى المرحلة الرابعة من هذه الحرب.

ورأى عودة أنه "من دون ضغط دولي وأمريكي حقيقي على نتنياهو وحكومته، سيكون من الصعب جداً التوصل إلى وقف إطلاق نار". وقال: "نتنياهو من ناحيته، سيرغب في انتظار نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية قبل اتخاذ قرار نهائي بالموضوع، خصوصاً أنه لن يرغب بمنح بايدن وهاريس إنجازاً سياسياً في المرحلة الحالية".

ومن ناحية قانونية، قال عودة: "للأسف يبدو أن قرارات محكمة العدل الدولية بشأن إنهاء الاحتلال الاسرائيلي في أسرع وقت، وكذلك الدعوة إلى إصدار أوامر اعتقال من محكمة الجنايات الدولية بحق نتنياهو وغالانت لم تنجح بكبح جماح الحكوم ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا