آخر الأخبار

جريدة القدس || قتل عائشة نور على جبل بيتا.. أُطفئت الشمعة لكن دمها سيضيء الجبل

شارك الخبر



شعوان جبارين: قتل عائشة كان متعمداً ورسالة ترهيب واضحة للمتضامنين الأجانب مع الفلسطينيين

محمود برهم: استشهاد عائشة و14 فلسطينياً بينهم طلاب وأطباء وعمال منذ بداية الأحداث على الجبل

د. عمر رحال: رد الفعل الأمريكي جاء باهتاً وهناك إمكانية لرفع دعوى قضائية أمام القضاء الأمريكي لمحاسبة القتلة

عبد الله أبو رحمة: الاحتلال يعلم تماماً أن المشاركات في المسيرات السلمية ناشطات إسرائيليات أو دوليات

د. مصطفى البرغوثي: إسرائيل ستواصل ارتكاب جرائمها طالما أنها تفلت من المحاسبة ولا تواجه عقوبات حقيقية

نور عودة: اسرائيل تستخدم استراتيجية طويلة الأمد لمنع وجود أي شهود على جرائمها من خارج فلسطين

د. احمد رفيق عوض: الحادثة يجب أن تفتح الباب أمام محاكمة إسرائيل على جميع الجرائم التي ترتكبها ضد الإنسانية

فراس ياغي: سياسة متعمدة تهدف إلى ترهيب المتضامنين الدوليين ويجب اتخاذ خطوات قانونية دولية لمحاسبة إسرائيل




شجعت الحصانة التي تتمتع بها دولة الاحتلال الإسرائيلي ، وإفلاتها الدائم من العقاب جيشها على التحلل من أي ضوابط أو قوانين في تعامله مع الشعب الفلسطيني وكل من يتضامن معه، وارتكاب الجريمة تلو الأخرى دون أن يحرك العالم ساكناً، كما حصل في قطاع غزة على مدار أحد عشر شهراً. غير أن ما يثير الاستهجان هو سياسية المعايير المزدوجة التي تمارسها الولايات المتحدة في تعاملها مع حليفتها إٍسرائيل حتى لو كان الضحية مواطناً أمريكياً.


وفي هذا السياق جاءت الجريمة التي اقترفها جنود الاحتلال عصر الجمعة عن سبق إصرار وترصد بحق المتضامنة الأمريكية من أصل تركي عائشة نور إيجي واغتيالها بدم بارد أثناء مشاركتها أهالي قرية بيتا جنوب نابلس مسيرة تحتج على إقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح، بما يعيد إلى الأذهان جريمة قتل الشابة الأمريكية أيضاً راشيل كوري في العام 2003 خلال تصديها لعمليات هدم المنازل الفلسطينية في رفح.


وقال خبراء حقوقيون وكتاب ونشطاء ومصادر محلية، في أحاديث منفصلة لـ "ے"، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، حيث يشكل الجميع أهدافاً له، مشددين على ضرورة أن تقوم عائلة الشهيدة عائشة بملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة قضائياً في الولايات المتحدة، في ظل تراخي الجهات الرسمية الأمريكية عن محاسبة إسرائيل على ارتكابها جريمة قتل بحق مواطن أمريكي.


المسيرة التي استشهدت خلالها عائشة تُنظم بشكل أسبوعي منذ أكثر من ثلاث سنوات للاحتجاج إقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح، وكانت المسيرة سلمية تماماً، ومع ذلك تم استهداف المتضامنة عائشة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بدء الأحداث على جبل صبيح إلى 15 شخصاً، بينهم عائشة، إضافة إلى إصابة الآلاف.


جريمة قتل عن سبق إصرار وترصد


بدوره، أكد المدير العام لمؤسسة "الحق" لحقوق الإنسان شعوان جبارين أن قتل المتضامنة الأمريكية عائشة نور إيجي على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا جريمة قتل عمد، استناداً إلى الأدلة التي وثقها باحثو المؤسسة في الميدان. 

وأوضح جبارين أن عائشة كانت تقف على مسافة نحو 250 متراً بعيداً عن منطقة المواجهات في بلدة بيتا، ولم تشكل أي خطر على جنود الاحتلال، ومع ذلك أطلقت جنود الاحتلال الإسرائيلي رصاصتين، إحداهما أصابت عائشة في الرأس مباشرة، والأخرى أصابت شاباً في فخذه، لافتاً إلى أن المعطيات تشير إلى أن عملية الاستهداف كانت متعمدة وليست عن طريق الخطأ. 

واعتبر جبارين أن هذه الجريمة تشكل رسالة واضحة بترهيب المجموعات الأجنبية المتضامنة مع الفلسطينيين.

وأشار جبارين إلى أن الاحتلال لا يفرق بين الفلسطينيين والمتضامنين معهم، فالكل مستهدف، وأن الاحتلال يحرم على المتضامنين حقهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني. 

ويرى جبارين أن ما يحدث هو جزء من سياسة دولة منظمة تستهدف المدنيين، بما فيهم الأطفال، وأن من يرتكب هذه الجرائم لا يمتلك أي حدود أخلاقية.


لا ردود فعل أمريكية متوقعة


ويعتقد جبارين أن ردود الفعل الأمريكية على قتل المتضامنة الأمريكية عائشة نور إيجي ستكون غائبة كما حدث في حالات سابقة، مشيراً إلى أنه لو كانت الضحية أمريكية ومن دولة غير إسرائيل، لكانت الإدارة الأمريكية اتخذت خطوات عقابية سريعة وصارمة، ولكن حينما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الإدارة الأمريكية تلتزم الصمت ولا تتخذ أي إجراءات ضد الجنود أو الحكومة الإسرائيلية.

وأكد جبارين أن المتضامنين الأجانب الذين يدخلون إلى فلسطين يفعلون ذلك بشكل قانوني، وأنه لا توجد قيود على حياتهم أو حركتهم، إلا أن الاحتلال لا يتوانى عن استهدافهم.

ولفت جبارين إلى أن إسرائيل تتعامل مع الضفة الغربية على أنها منطقة مغلقة منذ احتلالها، وأنها ترتكب فيها جرائم حرب بحق المدنيين دون رادع.

وفي ما يتعلق بالفتوى الاستشارية لمحكمة العدل الدولية، التي اعتبرت الاحتلال غير شرعي، شدد جبارين على أن الفتوى تؤكد أن ما تقوم به سلطات الاحتلال لا يستند إلى أي أساس قانوني، وأن جريمة قتل عائشة نور تندرج ضمن إطار جرائم الحرب. 

وأوضح جبارين أن بإمكان عائلة عائشة نور ملاحقة جنود الاحتلال قضائياً في المحاكم الأمريكية، مشيراً إلى إمكانية استخدام "قانون ليهي" الذي ينص على وقف الدعم الأمريكي لوحدات عسكرية ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثل تلك التي ارتكبها الجنود في حالة عائشة.



مسيرة أسبوعية سلمية منذ 3 أعوام


من جانبه، أوضح رئيس بلدية بيتا، محمود برهم، أن المسيرة الأسبوعية في بلدة بيتا، والتي تُنظم منذ أكثر من ثلاث سنوات احتجاجاً على إقامة بؤرة استيطانية على أراضي جبل صبيح، هي مسيرة سلمية، ويشارك فيها أهالي البلدة وأحياناً عدد من المتضامنين الأجانب. 

ولفت برهم إلى أن المسيرة الأخيرة التي نُظمت يوم الجمعة الماضي، شهدت اعتداءً جديداً من قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلقت الرصاص الحي تجاه المتضامنة الأمريكية عائشة نور إيجي، التي أصيبت برصاصة مباشرة في الرأس، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة منذ اللحظة الأولى. 

وأشار برهم إلى أن المتضامنة عائشة نور إيجي، البالغة من العمر 27 عاماً والمولودة في تركيا، تحمل الجنسية الأمريكية، وتعد هذه مشاركتها الأولى في مسيرات جبل صبيح، ضمن فرقة من المتضامنين الدوليين الذين يساندون حقوق الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال والاستيطان. 

ولفت برهم إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المشاركين بالمسيرة السلمية في جبل صبيح، حيث استشهد 14 مواطناً فلسطينياً منذ بداية الأحداث على الجبل، بينهم طلاب، وأطباء، وعمال، مشيراً إلى أن عائشة نور إيجي هي أول فتاة ومتضامنة أجنبية تُقتل برصاص قوات الاحتلال على الجبل.

وحسب رئيس بلدية بيتا، فإن إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة تُضاف إلى سجل جرائمها المتواصلة في المنطقة، والتي قد تفجر الأوضاع، وأن إقامة البؤرة الاستيطانية "أفيتار" على أراضي جبل صبيح قد أدت إلى استشهاد 15 شخصاً حتى الآن، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 5000 شخص بجروح متفاوتة خلال معركة الدفاع عن الجبل.

ودعا برهم الإدارة الأمريكية إلى التحرك والضغط بشكل جدي على إسرائيل من أجل إزالة البؤرة الاستيطانية التي أقامها مجموعة من المستوطنين على أراضٍ تعود ملكيتها إلى مواطنين فلسطينيين.


رسالة دموية إلى المتضامنين مع الشعب الفلسطيني


وقال مدير مركز "شمس" لحقوق الإنسان، د.عمر رحال: إن إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على قتل المتضامنة الأمريكية من أصول تركية "عائشة نور" ايجي، الجمعة، أثناء مسيرة سلمية في بلدة بيتا جنوب نابلس، هي رسالة دموية إلى المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، باستهدافهم وترهيبهم وتخويفهم، وذلك لثنيهم عن مجرد التفكير في زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأنه لا أمان لكم.

وندد رحال بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة قتل المتضامنة الأمريكية الأخيرة، مؤكداً أن استهدافها من قبل جنود الاحتلال هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، ولقانون حقوق الإنسان وفي مقدمة ذلك الحق في الحياة، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتجاهل بشكل صارخ مدونات السلوك المتفق عليها في استخدام الأسلحة وإطلاق النار.

وأوضح رحال أنه وفقاً لمعايير الأمم المتحدة ومدونات السلوك المعتمدة، فإنه في حال شعرت القوات بخطر من شخص ما، يجب تحذيره بلغة يفهمها، وإن لم يستجب، يكون إطلاق النار في الهواء هو الخيار الأول، ثم إذا استمر التهديد، يمكن استهداف الأرجل لشل الحركة، غير أن التعليمات الصادرة لجنود الاحتلال الإسرائيلي هي إطلاق النار بقصد القتل مباشرة، حيث أن ذلك يأتي بناءً على توجيهات من المستوى السياسي والعسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتمد على الإفلات من العقاب كسياسة راسخة.

وأشار رحال إلى أن غياب المحاسبة هو الذي شجع الاحتلال على ارتكاب جريمة قتل متضامنة لم تكن تشكل أي خطر على جنود الاحتلال الذين كانوا مجهزين بالكامل، معتبراً أن هذه الجريمة هي رسالة تهدف إلى ترهيب المتضامنين الأجانب الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن نية قتل المتضامنين كانت واضحة ومخطط لها مسبقاً.

وبخصوص رد فعل الولايات المتحدة، أعرب رحال عن تشاؤمه، قائلاً: "إن الإدارة الأمريكية لا تهتم بمواطنيها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل".

ولفت رحال إلى أن الموقف الأمريكي تجاه مقتل المتضامنة الأخيرة "عائشة نور" ايجي جاء باهتاً وغير متناسب مع حجم الجريمة، حيث أن الإدارة الأمريكية تساوم على دماء الأبرياء، بمن فيهم مواطنيها، لتحقيق مكاسب انتخابية.

وفي هذا السياق، شدد رحال على أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مواطنين أمريكيين من قبل قوات الاحتلال، مذكراً بحادثة مقتل المتضامنة الأمريكية راشيل كوري التي دهستها جرافة إسرائيلية في غزة قبل أكثر من عشرين عاماً، دون أن تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء جاد للرد على تلك الجريمة. 

وأشار رحال إلى أن الولايات المتحدة، في حالات أخرى، تتعامل بحزم مع مرتكبي الجرائم داخل أراضيها أو خارجها، حيث يمكن أن يُحكم بالإعدام على قاتل أمريكي، بينما تتسامح مع الجرائم الإسرائيلية ضد الأمريكيين.

وتطرق رحال إلى أن هناك إمكانية لرفع دعوى قضائية أمام القضاء الأمريكي ضد إسرائيل، بما يتعلق بقتل المتضامنة الأمريكية ايجي وأيضاً تقديم القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جريمة حرب ضد المدنيين. 

ولفت رحال إلى أن التحقيقات التي قد تجريها إسرائيل ومعاقبة الجندي المتورط قد تعفيها من المسؤولية أمام المحكمة الجنائية الدولية، لكن يمكن محاسبتها أمام القضاء الأمريكي.

وشدد رحال على أن القانون الدولي يوجب على الدولة المضيفة حماية زوارها، وعدم الاعتداء عليهم، بموجب الاتفاقات الدولية، مشيراً إلى أن جواز السفر الأمريكي يتضمن عبارات تطالب بتوفير الحماية لحامله، بينما في هذه الحالة، لم تقدم إسرائيل أي حماية بل ارتكبت جريمة القتل المتعمدة، ما يعبر ع ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا