آخر الأخبار

جريدة القدس || لقاء أبو علي مصطفى.. نافذة على تاريخ النضال واستلهام الدروس والعبر للأجيال

شارك الخبر

محمد مناصرة: مساهمة كبيرة في تبصير الجيل الجديد بتاريخ النضال الوطني ومراحل تطوره

أيهم أبو غوش: شهادة تاريخية مهمة عن مرحلة حاسمة وإعادة نشر المقابلة بعد ٢٣ عاماً لفتة ذكية

سماح خليفة: اللقاء فرصة لإعادة النظر في بعض الأفكار الراسخة لدى حركات المقاومة

عماد موسى: يعيد ربط الأجيال الجديدة بتاريخ النضال الفلسطيني ويقدم رؤية واضحة عن مرحلة مهمة

وصال أبو عليا: اللقاء بمثابة نافذة حيوية للتعمق في الذاكرة الفلسطينية وإعادة إحياء السردية الوطنية

كامل جبيل: هذا النوع من المحتوى يجب أن يُحفَظ ويُؤرشَف لأهمية ما ورد فيه ولتوثيقه لمرحلة مفصلية

عبد السلام العطاري: سردية وطنية ووثيقة تاريخية جعلت منها جريدة ے مرجعاً تاريخياً للدارسين والباحثين

عدنان الصباح: اللقاء يحمل طابعاً فكرياً نقدياً نادراً في الساحتين الفلسطينية والعربية ومن الضروري تعميمه


في توقيت حساس تشهده القضية الفلسطينية، تمت إعادة بث ونشر مقابلة نادرة مع الشهيد القائد أبو علي مصطفى، الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على "تلفزيون ے" وجريدة ے وكافة منصاتها، أجراها قبل 23 عامًا الإعلامي إبراهيم ملحم، رئيس تحرير صحيفة "القدس" ومنصاتها الرقمية.


ويرى كتاب ومثقفون، في أحاديث منفصلة لـ "ے"، أن هذه المقابلة تسلط الضوء على فكر وإرث قائد فلسطيني بارز كان له دور محوري في مسيرة النضال الوطني، وتعيد فتح صفحات مهمة من تاريخ المقاومة الفلسطينية ما زالت ذات صلة بتحديات اليوم.


ويُعد نشر المقابلة، وفق الكتاب والمثقفين، الذين التقتهم "ے"، فرصة لتثقيف الأجيال الشابة حول مراحل النضال الفلسطيني وتطوير الحركات السياسية، مع التركيز على الدروس المستفادة من تجارب الماضي، كما توفر المقابلة مادة ثقافية وتاريخية غنية تمكّن المهتمين بالقضية الفلسطينية من فهمٍ أعمق لتاريخ الكفاح، علاوة على تسليط الضوء على التحديات التي واجهتها القيادات الفلسطينية في الماضي.


ويشيرون إلى أنه من خلال هذه المقابلة يتم استحضار أحداث مفصلية في التاريخ الفلسطيني، إلى جانب فتح المجال لإعادة النظر في بعض الاستراتيجيات التي تبنتها الحركات المقاومة.


مقالة ناجحة وموفقة بكل المقاييس

يؤكد الكاتب الصحفي محمد موسى مناصرة أن المقابلة التي أجراها الإعلامي إبراهيم ملحم مع الشهيد القائد أبو علي مصطفى كانت ناجحة وموفقة بكل المقاييس، فمن جهة، التزم ملحم بالمعايير المهنية وأخلاقيات الصحافة، ومن جهة أخرى، قدمت المقابلة سيرة كفاحية لقائد فلسطيني بارز، يعكس كفاح الشعب الفلسطيني نفسه.


 ويشير مناصرة إلى أهمية اللقاء مع شخصية قائد كالشهيد أبو علي مصطفى الذي شغل مناصب مهمة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، منها نائب الأمين العام لأكثر من ثلاثة عقود، وصولاً إلى منصب الأمين العام، قبل أن يغتاله الاحتلال الإسرائيلي في عملية غادرة، كما كان له دور بارز في المؤسسات الفلسطينية التمثيلية، مثل منظمة التحرير.


ويعتبر مناصرة أن توقيت نشر المقابلة كان مناسباً للغاية، خاصةً في ظل الوضع الراهن الذي يثير تساؤلات حول مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته، وطبيعة النضال المستقبلي، كما أن هذا اللقاء يمثل مادة ثقافية مهمة، خاصة للأجيال الجديدة التي التحقت بالثورة الفلسطينية، والتي تحتاج لفهم التاريخ وتجارب النضال السابقة.

ويشير الكاتب مناصرة إلى أن الشهيد أبو علي مصطفى تحدث بشجاعة وشفافية في المقابلة، منتقداً ذاته ومُقوماً مسيرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.


هذا النوع من المكاشفة والتقييم، بحسب مناصرة، هو ما يحتاجه الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة الحرجة التي يواجه فيها تحديات غير مسبوقة، وصفها بأنها أخطر من نكبة 1948.


ويعبّر مناصرة عن قلقه من أن "الجيل الجديد من الثوار يعتقد أن الثورة بدأت فقط مع مشاركتهم فيها، متجاهلين تاريخ طويل من الكفاح والدروس المستفادة، ولذلك فإن هذا اللقاء يمثل مساهمة كبيرة في تبصير هذا الجيل بتاريخ النضال الوطني ومراحل تطوره.


الحاجة لإعادة قراءة المرحلة التي أعقبت النكبة


لكن مناصرة يشير إلى نقطة مهمة في حديث الشهيد أبو علي مصطفى عندما تطرق بشكل مقتضب إلى النكبة وقرار التقسيم، موضحاً أن هناك حاجة ماسة لإعادة قراءة تلك المرحلة بشكل أكثر دقة.


ويلفت مناصرة إلى أن القيادات الفلسطينية في تلك الحقبة كانت أسيرة للفكر غير الثوري والرجعي، والمتأثر بالأنظمة العربية آنذاك، كما أن الكتابات السائدة حول تلك الفترة تعكس ما تم تعميمه من قبل الحكام العرب، وتم التعامل معها كحقائق لا تقبل النقاش، بالرغم من أنها كانت مليئة بالمغالطات.


ويشير مناصرة إلى الفشل الفلسطيني في التعامل مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مذكّراً بأن الحاج أمين الحسيني رفض عرض القضية الفلسطينية على الجمعية العامة، ما أتاح للأعداء سرد روايتهم فقط، فيما يوضح مناصرة أن التاريخ الذي كُتب حول تلك المرحلة ما زال غير دقيق، ويتطلب مراجعة شاملة حتى يتمكن الفلسطينيون من الاستفادة من الدروس السابقة.


ويشدد مناصرة على أهمية مثل هذه المقابلات في تسليط الضوء على التاريخ الفلسطيني، داعياً إلى الاستفادة من تلك الدروس والخبرات، لضمان استمرار الكفاح من أجل تحقيق حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان حق العودة، كما وجه شكره للزميل إبراهيم ملحم ولروح الشهيد أبو علي مصطفى، متمنيًا له السكينة والسلام.


خطوة ذكية وغير مألوفة في الصحافة الفلسطينية


يرى الصحفي أيهم أبو غوش أن نشر مقابلة أجريت قبل 23 عامًا يُعد خطوة غير مألوفة في الصحافة الفلسطينية، لكنه يعتبرها لفتة ذكية من الصحفي إبراهيم ملحم الذي أعدها، والذي أخرج من أرشيفه عملاً صحفياً فريداً يعكس العمق والمعرفة والذكاء المهني.


ووفق أبو غوش، فإن هذه المقابلة التي أُجريت مع الشهيد الراحل أبو علي مصطفى، تُعد فرصة ثمينة لإعادة قراءة شخصية مناضلة تركت بصمة كبيرة في مسيرة الشعب الفلسطيني، ومن خلالها يمكن الاطلاع على فكر أبو علي مصطفى وكيف كان يخطط ويرى توجهات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية.


ويلفت أبو غوش إلى أن المقابلة أجريت في فترة حساسة من تاريخ النضال الفلسطيني، خلال انتفاضة الأقصى، وهي مرحلة تشبه الظروف الحالية من حيث المأزق السياسي والتوتر الذي يعانيه الفلسطينيون، وإن كانت هناك فروقات كبيرة على المستويين السياسي والاجتماعي، كما يُظهر نشر المقابلة في هذا التوقيت نظرة ثاقبة لإبراز إرث الشهيد أبو علي مصطفى بعد استشهاده، ولفت الانتباه إلى فكره ورؤيته للأوضاع السياسية والاجتماعية في تلك الفترة.


وبالرغم من نشر المقابلة بعد 23 عاماً، فإن أبو غوش يرى أن نشرها في هذا الوقت يزيل الستار عن عمل إعلامي مهم ظل مجهولاً سنوات، ويساهم في تقديم فائدة كبيرة للجمهور، خصوصاً للشباب الذين لم يعيشوا تلك الفترة ولم يعرفوا هذا القيادي عن قرب.


يعتبر أبو غوش أن نشر هذه المقابلة يوفر ثلاثة أهداف رئيسية: أولًا، تسليط الضوء على فكر وإرث الشهيد أبو علي مصطفى؛ وثانيًا، تقديم شهادة تاريخية عن مرحلة حاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني؛ وثالثًا، توثيق وتحليل فترة مليئة بالتحديات والإيجابيات والسلبيات، والتي شكلت نقطة تحول مهمة في مسار النضال الفلسطيني.


دروس مهمة يجب استخلاصها وفهمها بعمق


تؤكد الكاتبة والمحللة السياسية سماح خليفة الأهمية البالغة لهذا اللقاء مع الشهيد أبو علي مصطفى، مشيرة إلى أنه قد يحمل العديد من الدروس المهمة التي يجب استخلاصها وفهمها بعمق.


بالنسبة لخليفة، يشكل اللقاء فرصة لإعادة النظر في بعض الأفكار الراسخة لدى الحركات الفلسطينية المقاومة، خاصة في ما يتعلق بعدم التعويل على الدعم العربي.


وتلفت إلى أن اللقاء أظهر تاريخ الحالة الفلسطينية كونه مليئاً بمحطات الانقسام التي برزت بعد هزيمة حزيران 1967، حيث اتجهت الدول العربية إلى بناء أقاليم مستقلة بدلاً من الوحدة، مع استمرار حركات قومية مثل "حركة القوميين العرب" التي أسسها جورج حبش حتى عام 1973، فيما تشير إلى أن ما أظهره اللقاء من مسار الفشل الذي مرت به بعض الحركات المقاومة حال دون نجاحها.


وتشدد خليفة على ضرورة أن يستفيد الشعب الفلسطيني وقياداته من هذا اللقاء في تعزيز وعي الجماهير والمقاومة، والتعلم من التجارب السابقة التي لم تحقق النجاح في تبنيها استراتيجية المقاومة ذاتها.


وتشير خليفة، أيضاً، إلى أن اللقاء استحضر مسار الفشل الذي مرت به بعض الحركات المقاومة، لافتةً إلى حركة فتح التي كررت الأخطاء نفسها عندما أسست معسكر تدريب في قباطية، متجاهلة خصوصية المنطقة الجغرافية، وأن تلك الأخطاء لا تزال تُكرر حتى اليوم في جنين ومناطق الضفة الغربية، ما يؤدي إلى خسائر في الأرواح والبنية التحتية، حيث تستمر المقاومة في تبني نماذج مستعارة من تجارب أخرى، مثل التجربة الفيتنامية والصينية، دون مراعاة الاختلافات الجغرافية والمجتمعية، ما يُسهل على العدو تتبعها وملاحقتها والقضاء عليها.


وترى خليفة أن اللقاء لفت النظر إلى أن جذور النجاح الحقيقي جاء من غزة في عام 1973، حيث تأسست وحدات سرية بقيادة شخصيات مثل أبو النصر وجيفارا غزة، ولأن تلك الوحدات اعتمدت على استراتيجية حرب العصابات البرية والاختفاء بين الجماهير فقط، لذلك لم يكتب لهذا النهج أن يحقق النجاح المرجو.


في هذا السياق، تعتبر خليفة أن حركة حماس قدمت نموذجاً مختلفاً للمقاومة، إذ استفادت من تجارب الحركات السابقة، وتجنبت تكرار أخطائها، خاصة في فهم طبيعة الأرض والعمق الاستراتيجي، فلجأت إلى استراتيجية المقاومة من تحت الأرض باللجوء إلى أنفاق تشكل عنصر مفاجأة للعدو تشتته وتربك مخططاته.


وتؤكد أن إضاعة الوقت في المقاومة البرية التي تعتمد على النموذج القديم، كما هي الحال في الضفة الغربية، تؤدي فقط إلى خسائر في الأرواح والبنية التحتية.


إضاءة على مراحل تاريخية قد تكون غير معروفة لدى الكثيرين


بدره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى أن اللقاء الذي أُجري مع القائد المناضل أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يمثل إضاءة مهمة على مراحل تاريخية قد تكون غير معروفة لدى الكثيرين، خاصة من الأجيال الشابة.


ويشير موسى إلى أن هذا اللقاء يدخل في نطاق التثقيف الفكري وتطور الحركات السياسية الفلسطينية، ويقدم رؤية واضحة حول العلاقات التنظيمية بين الفصائل الفلسطينية، وكذلك العلاقات مع المجتمع الدولي، ما يكشف مدى تطور الكوادر الفلسطينية وقدرتها على تحمل المسؤولية.


ويعتبر موسى أن بث اللقاء في المرحلة الحالية يعد محاولة لإعادة ربط الأجيال الجديدة بتاريخ النضال الفلسطيني، الذي قد يكون غائبًا عنهم إما بقصد أو بدون قصد.


ويعزز اللقاء، وفق موسى، الفهم العميق لهذه الصفحات المهمة من التاريخ الفلسطيني من خلال تقديمها من شخصيات كان لها دور بارز وبصمة واضحة في كتابة هذا التاريخ.


ويشير إلى أن أي لقاء يُجرى مع ش ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا