آخر الأخبار

جريدة القدس || وقائع موتٍ معلن

شارك الخبر

في رابعة النهار، ومن على قمة جبلٍ بات رمزاً للحرية والنضال ضد الظلم والقهر والاستيطان والاحتلال، وقف متربصاً قناصٌ تستبد به شهوة القتل المستمدة من عقيدة المحو والحرق والإبادة.


أطلق رصاصتين استقرتا في رأس عائشة، تلك الصبية الأمريكية من أصول تركية، التي جاءت مدفوعةً بمشاعرها الإنسانية للتضامن مع الشعب الضحية الذي تنزف جراحه بغزارة، منذ أحد عشر شهراً، دون أن يحرك العالم ساكناً.


قتلُ عائشة كما قَتلُ مواطنتها راشيل كوري، إنما ينطلق من تلك العقيدة التي تصوغ سلوك القتلة وفكرهم، ويستبطن رسالةً إلى كل من يفكّر بتقديم العون والمؤازرة، أو بالتعبير عن مشاعر التضامن مع الضحية بأن مصيره سيكون مثل مصيرهم.


وقائع القتل المعلن، الذي ذهبت ضحيته هذه المرة المناضلة الأممية عائشة، تتطلب موقفاً دولياً، وقبله أمريكياً، يتجاوز حدود الشجب والاستنكار، والتعبير عن مشاعر القلق والحزن على الفقيدة، إلى إجراءاتٍ عمليةٍ تضع حداً للجريمة المتواصلة، وتقدم الجناة إلى العدالة.


اغتيال عائشة نتيجة طبيعية للتغطية الأمريكية على الجناة، ومساعدتهم على الإفلات من العقاب.. قُتلت عائشة يوم قُتلت راشيل وشيرين... حينما كانت ردود الفعل الأمريكية الرخوة بمثابة رسالةٍ للقتلة كي يواصلوا المقتلة.


نتقدم من عائلة الفقيدة بأحرّ مشاعر الألم والحزن، فدمها الزكي اختلط بدماء أطفالنا ونسائنا، وباتت واحدةً منا.


وتكريماً لها ولدمها ونضالها، أضع صورتها اليوم مكان صورتي.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا