آخر الأخبار

جريدة القدس || في الذكرى العاشرة لوفاته سميح القاسم.. حديث لم يُنشر

شارك الخبر

الشعب الفلسطيني لم يبع أرضه وجسده صحيح لم تدنسه بثور الخيانة

أرفض أن يؤخذ شعبٌ أو طائفةٌ بجريرة قلةٍ زائلةٍ ستذهب أدراج الرياح

لا تصدقوا فرية "حلف الدم".. فقد سقطت تاريخياً وفي يوم الأرض


لم تنشأ قيادة مركزية للطائفة الدرزية في فلسطين على غرار سوريا ولبنان

قضية التجنيد الإجباري مؤامرة تصدى لها قادة الطائفة الدرزية وكبار شيوخها 


مخطط "فرّق تسُد" بدأه بن غوريون بتوجهه للتجنيد من الطوائف الصغيرة 

هناك مجندون دروز بالقوة.. وآلاف دخلوا السجون بسبب رفضهم التجنيد 


ولكن حسب ما هو معروف فإن الدروز يساندون إسرائيل؟

 هذا كلام غير صحيح، وافتراء صهيوني من بعض عملاء إسرائيل داخل الطائفة.


هناك العديد من أبناء الطائفة عملوا حكامًا إداريين ومحققين في السجون، أنت تمردت ولم تخضع لهذه الخيارات، لماذا لم تصبح حاكمًا إداريًّا وصرت شاعرًا عربيًا ملأ الدنيا وشغل الناس؟


هناك مخطط صهيوني اسمه «فرِّق تَسُد»، وهذا المخطط بدأه بن غوريون بإعلانه الرغبة في تجنيد المواطنين العرب. حسب الوثائق الصهيونية، تدفق قرابة 50 ألف مواطن عربي للتجنيد في الجيش الإسرائيلي بعد 1948 مباشرة، فخاف بن غوريون أن يصبح جزء كبير من الجيش الإسرائيلي من العرب، وقال لنذهب إلى الطوائف الصغيرة، فالدروز عددهم 15 ألفًا، والشركس عددهم قرابة الألف، والمسيحيون الكاثوليك قلة كذلك، ثم توجَّه نحو البدو، ثم فتح الباب للتطوع للسنة والأرثوذكس... إن قضية التجنيد الإجباري هي مؤامرة صهيونية تصدَّى لها القادة وكبار شيوخ الطائفة العربية الدرزية، ورفضوا التجنيد الإلزامي في الكرمل، ولكن الحكم العسكري وطغيان بن غوريون هما ما فرض هذا القانون، بهدف التفرقة. إن الأغلبية الساحقة من أبناء الطائفة الدرزية لا يصوتون لحزبي الليكود والعمل، فهناك الأحزاب العربية، والجبهة الديمقراطية وأحزاب اليسار، وحصتها من أصوات الطائفة الدرزية أشبه بحصتها من أصوات الطوائف الأخرى.


لا تصدقوا فرية حلف الدم، هذه فرية صهيونية سافلة، تبناها بعض الخونة والعملاء والمتعاونين، ولكنها فرية ساقطة، سقطت تاريخيًا وسقطت في يوم الأرض، حين صعد عدد من المجندين الدروز إلى سطوح منازلهم بالبنادق الإسرائيلية بانتظار زحف قوى الأمن الإسرائيلية.


ووجود ضابط هنا أو هناك في هذا الإطار لا يعني أكثر من وجود ضابط عربي في الجيش الفرنسي أو البريطاني. لا أقبل أن تمر الفرية الإسرائيلية وأن تنجح في خلق حاجز من الشك، لا أتكلم عن كراهية، لا توجد كراهية بين أبناء الشعب الواحد. أرفض أن تنجح الصهيونية في بذر الشكوك بين الأخ وأخيه. هناك مجندون دروز بالقوة، وهناك آلاف دخلوا السجون لرفضهم الخدمة العسكرية، وهناك متطوعون من الطوائف الأخرى.


أنا أرفض أن يقال إن الدروز يُجَنَّدون عنوة، والسنة يتطوَّعون، لأنها مسائل فردية، هناك متطوعون لغياب الوعي القومي والوطني، لكني أرفض مشروع تجزئة الشعب الفلسطيني إلى طوائف، وتجزئة الأمة العربية بين طوائف ومذاهب وعشائر، أمة عربية واحدة، المسلم فيها أخٌ للمسيحي العربي، أمة تتقاسم الهم والحلم. وأما مَن شق عصا الطاعة وخان الجماعة فإنا آخذون على يده، ناهيك بحسابه أمام الله، ولكن هؤلاء لا يمثلون سوى قلة هامشية ستذهب جفاء ويمكث في الأرض المخلصون.


أنت ابن هذه الطائفة، وكان من الممكن أن تنجرف مع هذا البعض، هل الشعر، أم الإرادة أم الوعي السياسي هو الذي منعك من أن تسلك مسلك البعض من طائفتك؟


هذا البعض ليست لديه قيمة دينية أو اجتماعية تجعله قدوة للآخرين؛ فلم تنشأ قيادة مركزية في الطائفة العربية الدرزية في فلسطين، على عكس ما نرى في سوريا، ففيها آل الأطرش وآل عامر وبعض العائلات ذات النفوذ الشامل، ونجد في لبنان آل أرسلان وآل جنبلاط. لم تنشأ هذه الظاهرة في فلسطين إطلاقًا، في كل قرية هناك زعامة محلية، ولم يكن من حق أيٍّ كان أن يُدلي برأيه لا في الماضي ولا اليوم ولا غدًا.


هناك مجلس ديني، يتكلم رئيسه باسمه، ولا يتكلم باسم الطائفة الدرزية، عضو الكنيست هو عضو عن حزبه، فعضو الكنيست من حزب العمل يستطيع أن يتكلم باسم حزب العمل وعن طائفته. لا يوجد حزب سني ولا درزي ولا مسيحي.

لم تنشأ قيادة يتمثلها الناس، وفي كل بلدة وقرية، كانت هناك قيادة. شيوخ عائلتي كانوا قادةً في قريتهم، لم يتلقوا التوجيهات، ويرفضون أي توجيهات من خارج قريتهم.


هناك مئات من الشبان العرب الدروز، الذين رفضوا هذه المؤامرة، ودخلوا السجون، لكن الإعلام الصهيوني ركز على الوجوه التي تعاملوا معها، ونسبتهم لا تتجاوز واحدًا أو اثنين بالمئة من أبناء الطائفة. لا بد من دحض هذا الوهم. وبهذه المناسبة أريد أن أرد على أي عربيٍ يزعم بأن الشعب الفلسطيني باع أرضه، فأقول إننا نعلم أن سلام وسرسق وغيرهما من الذين باعوا الأرض في فلسطين، لا ينتمون إلى فلسطين، ولا يمثلون الشعب الفلسطيني


الشعب الفلسطيني لم يبع أرضه، وليست لدينا طائفة عميلة ولها حلف دم مع الوحش الصهيوني، والجسد الفلسطيني صحيح لم تدنسه بثور الخيانة، وأرفض القول الذي يتكرر الآن في نقاشنا مع جماعة أنطوان لحد، الذين يقولون إنه يوجد 50 ألف فلسطيني يتعاونون مع إسرائيل، وحتى لو صحَّ هذا، فهناك 10 ملايين فلسطيني يرفضون الاحتلال والتعاون معه. أرفض أن يؤخذ شعب أو طائفة أو عائلة أو عشيرة بجريرة قلةٍ زائلةٍ ستذهب أدراج رياح التاريخ.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا