آخر الأخبار

جريدة القدس || هل يمكن للقمة أن تُنقذ غزة؟ لا تستطيع أُمةٌ أُصيب جميع أعضائها بالسهر والحمى وقف الحرب

شارك الخبر




د. رفعت سيد أحمد: لا جدوى من القمة العربية في حال انعقادها وأستبعد أن تكون قمة كاملة

د. منذر حوارات: القمة العربية تُمثل حالة إجماع عربي وستكون مفيدة للقضية الفلسطينية في هذا الوقت

د. خلود العبيدي: انقسامات واضطرابات تتصاعد في إسرائيل واستبعاد أن تكون التهدئة والسلام خياراً تسعى إليه

د. عبد الوهاب القصاب: الجامعة العربية حملت عامل ضعفها الأخطر وهو وجوب الإجماع لتحقيق الإلزام بتنفيذ القرارات

د.محمد نجيب بو طالب: لم يعد للعرب دور اليوم بعد أن سلموا كل أوراقهم وبعد أن فقدت معاجمهم كلمة "لا"

حاتم عبد القادر: لا أعتقد أن قمة عربية يمكن أن تفعل شيئاً في ظل المواقف العربية التي تتسم باللامبالاة



تبدو الدعوة إلى عقد قمة عربية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية، وما يعلَن من مخططاتٍ يقودها اليمين لحسم الصراع بالقوة، والتي تقوم على تخيير الفلسطينيين بين الخنوع أو القتل أو التهجير، غير واردة في أذهان الجمهور الفلسطيني الذي خبر وعرف حالة العجر التي تتسم بها الجامعة العربية، والتي عقدت قمتها "الطارئة" الأخيرة في 16 مايو/ أيار 2024، أي بعد أكثر من ستة أشهر من المجازر وحرب الإبادة في قطاع غزة.

ولا يقتصر الأمر على تأخر انعقاد القمة العربية السابقة، بالرغم من خطورة الوضع الذي يمر به الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، بل تعداه إلى القرارات التي اتخذتها القمة، والتي كان أبرزها تأمين وصول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. ولكن حتى هذا القرار، الذي هو أقل بكثير من المأمول، لم تستطع الدول العربية أن تضعه موضع التنفيذ بسبب الفيتو الإسرائيلي الأمريكي.

ويجمع محللون وأكاديميون في أحاديث لـ"ے" على أن عقد قمة عربية عديم القيمة، ولن تصدر عنها في أحسن الأحوال أي قرارات تتعدى التنديد والاستنكار، مناشدة الدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، التدخل من أجل وضع حد للانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية.


العرب متفرقون ومحسوبون على أمريكا


وقال الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجي المصري، لـ"ے"، إنه يشكك في جدوى القمة العربية القادمة في حال انعقادها، موضحاً أن انعقاد القمة قد يكون جزئياً بمشاركة بعض ممثلي الدول العربية، وليست قمة كاملة.

وأضاف: "العرب متفرقون، وأصبحوا محسوبين على أمريكا أكثر من أمريكا نفسها"، مشيراً إلى أن "عقد القمة سيكون بشكل أساسي في خدمة المصالح الأمريكية، بهدف الضغط على المقاومة الفلسطينية وليس لتحريك الجيوش العربية نحو فلسطين".

وأكد أحمد أن انعقاد القمة لن تكون له قيمة حقيقية على أرض الواقع، وإذا عُقدت فستكون شكلية وصورية.

وأضاف: "في حال عدم انعقاد القمة، فإن الأمل يكمن في محور المقاومة واستمراريتها في فلسطين، وفي الجبهات الأخرى مثل جنوب لبنان والحوثيين والحشد الشعبي في العراق.

وختم حديثه بالتأكيد على أن القمة العربية، إن عُقدت، ستكون مجرد منظر ومظهر دون تأثير فعلي على الأرض.


أهمية عقد قمة عربية لتحقيق موقف عربي موحد


من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي الأردني د. منذر حوارات في حديث لـ"ے" على أهمية عقد قمة عربية في الفترة المقبلة لتحقيق موقف عربي موحد تجاه ما تقوم به إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا الموقف يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، بالرغم من فقدان الكثيرين الأمل بالقمم العربية.

وأوضح حوارات أن أي حالة إجماع عربي في هذه اللحظة ستكون مفيدة للقضية الفلسطينية.

وأشار إلى وجود بوادر لتحركات جادة لخلق حالة من الإجماع العربي، مع تزايد الاتصالات بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأيضاً بين وزيري الخارجية الأردني والسعودي، ما يعكس جهوداً لتعزيز التنسيق العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها إسرائيل.

وأوضح حوارات أن الاستجابة العربية لأي تطورات تمس القدس والقضية الفلسطينية يمكن أن تكون موضع ترحيب، لكن تأثير أي اجتماع عربي يعتمد على مواقف الدول المختلفة.

وأشار إلى أن هناك دولاً ترى أن ما يحدث هو محاولة لتصفية حركة حماس، فيما تشعر دول أُخرى، مثل الأردن، بخطر حقيقي على فرص السلام وحقوق الفلسطينيين، إلى جانب تهديد الأمن الوطني الأردني.

وأضاف: "الأردن سيسعى جاهداً لجمع الدول العربية لدعم موقفه وموقف الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل".

وختم حديثه قائلاً: إذا دُعي لقمة عربية، فمن الممكن أن تلقى الدعوة استجابة، ولكن ربما لن تكون بالسرعة الكافية".


تطورات خطيرة في الضفة الغربية


وقالت الدكتورة خلود العبيدي، المختصة في العلوم السياسية والقانون الدولي من العراق، لـ"ے": "الأسبوع الماضي شهد تطورات خطيرة في الحرب الدائرة منذ أكثر من عشرة أشهر في غزة. الحملات العسكرية استهدفت شمال الضفة، وسط تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بضم الضفه، في انتهاك لأحكام محكمة العدل الدولية والقرارات الدولية باعتبار الضفة الغربية أرضاً محتلة".

وأضافت: "الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتهجير سكان الضفة في المخيمات وترحيلهم إلى الاردن. وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي صرح بأن الاردن لن يقف صامتاً أمام احتمال تهجير فلسطيني الضفة".

وأكدت العبيدي أن الأزمة الحالية تتلخص في:

أولاً: عدم احترام إسرائيل الاتفاقات التي أبرمتها، سواء مع الأردن عام 1994، أو اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، وحتى اتفاق كامب ديفيد مع مصر اخترقته إسرائيل فيما يعُرف بأزمه معبر رفح.

ثانياً: أزمة الاحتلال الإسرائيلي أنه يشعر بنهايته، فالاضطرابات تتصاعد داخل إسرائيل، وهناك انقسامات وتوتر، ما يعني استبعاد أن تكون التهدئة والسلام خياراً تسعى إليه إسرائيل.


اليمين الإسرائيلي مرعوب من الوجود الفلسطيني


ثالثاً: اليمين الإسرائيلي الذي تسيطر عليه فكرة الرعب من الوجود الفلسطيني، أفكار جابوتنسكي الصهيوني الذي دعا إلى السيطرة على كامل فلسطين وإن أمكن على الأردن، وعبروا عن هلعهم بسبب زيادة عدد الفلسطينيين، والسبيل لإبادة الفلسطينيين.

رابعاً: جامعة الدول العربية أدانت عملية الإبادة الموسعة في الضفة الغربية، حيث قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، إن إسرائيل تخوض حرب إبادة ضد الفلسطينيين، والعملية في الضفة الغربية تهدف إلى جعل حياة الفلسطينيين مستحيلة.

وأشارت العبيدي إلى أنه "إزاء التطور الخطير والأزمة الحالية، طرح عقد مؤتمر قمة عربية لمناقشة هذه التداعيات. التهديد يطول دول الطوق، والتصعيد العسكري يزداد وقد تستجيب الدول العربية لعقد مؤتمر عربي طارئ"، لافتة إلى أن "مؤتمر القمة العربية الطارئ، حتى إذا حصل، ليس هناك أمل في إجراء جذري، خاصه أن مؤتمر القمة الثالثة والثلاثين الأخير الذي عقد في أيار/ مايو 2024 في المنامة طالب بوقف الحرب، ونشر قوات حماية وحفظ سلام أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا الاقتراح مرهون بجهد دبلوماسي في الأمم المتحدة، وإصدار قرار من مجلس الأمن، وكما نعلم فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستسيء استخدام ما يُعرف بحق النقض. الحكومة الأمريكية الحالية متورطة بشكل كامل مع إسرائيل، ولو تغيرت الحكومة، فترامب أعلن أنه يريد أن يوسع مساحة إسرائيل".


بحاجة لقرارات تتناسب مع اعتداءات الاحتلال


وأكدت أن مؤتمر القمه العربية يحتاج إلى إصدار قرارات تتناسب مع الاعتداءات الإسرائيلية وعدم احترامها المعاهدات الدولية، موضحة أن القرار يجب أن يتضمن قطع العلاقات مع إسرائيل، فإسرائيل وبشكل واضح تهدد الأمن القومي العربي.

ورأت العبيدي أن "مؤتمرات القمة، سواء التي عقدت في المنامة أو المؤتمرات السابقه، أكدت جميعها حقوق الشعب الفلسطيني، لكن الموقف المطلوب هو أن تتخذ الدول العربية إجراءات فعالة تتوازى مع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي. أولها أن الاحتلال لا يمكن التعايش معه، ويجب مواجهته وقطع العلاقات معه، ودعم المقاومة والتعاون مع الدول الإسلامية والصديقة في المجتمع الدولي لعزل الاحتلال ومعاقبته.


الجامعة العربية توأم الأمم المتحدة


من جانبه، قال الدكتور عبد الوهاب القصاب، زميل زائر في المركز العربي في واشنطن، وعضو مؤسس في المعهد العالمي للتجديد العربي، لـ"ے" إنه "منذ أن تشكلت الجامعة العربية وهي توأم الأمم المتحدة، حيث حملت في بذرة تأسيسها عامل ضعفها الأول والأخطر وهو وجوب الإجماع لتحقيق الإلزام بتنفيذ القرارات".

وأضاف: "لعل من أوائل قراراتها المصيرية والملزمة كان قرار دخول الجيوش العربية إلى فلسطين عام ١٩٤٨، الذي نفذته دول معينة بقواتها، ودعمت دول أُخرى بالمال والسلاح، لكن حتى في هذه الحالة فشلت الدول في تشكيل قيادة موحدة، وفقد التشاور بين هذه الدول، سواء على صعيد القيادات الميدانية أو العملياتية أو الاستراتيجية، ناهيك عن التنسيق والتشاور بين قادة البلدان السبعة الأعضاء في الجامعة".

وتابع: "نتج عن هذا إخفاق شامل في تحقيق الحفاظ على حدود التقسيم الذي رفضته الجامعة العربية، فقد خسرنا الجليل الغربي واللد والرملة وأسدود وعسقلان التي كان يمسكهما الفيلق الغربي (الجيش الأردني) وقد احتلها الصهاينة، وأما الجيش المصري فقد حاصرته عصابات الهاغانا بعد أن تم فرض الهدنة الأولى في حزيران ١٩٤٨، وكانت الجيوش العربية بوضع أفضل".


النكبة ثمرة أول جهد للجامعة العربية


وأضاف: "لا أريد أن أخوض في التاريخ الدامي كثيراً، ولكني ألقيت ضوءاً على دور قامت به الجامعة العربية في أوائل تأسيسها، وخرجنا من تلك المجابهة التي ندعوها النكبة، ومعنا القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة".

وأشار القصاب إلى أن "الجامعة العربية شكلت في ستينيات القرن المنصرم القيادة العسكرية الغربية الموحدة، وتم التوافق على إناطة قيادتها لمصر التي كانت لا تزال تدعى الجمهورية العربية المتحدة، وبدأت محاولات إجهاض نية إسرائيل لتحويل نهر الأردن، ثم توترت العلاقات حتى حصلت النكبة الثانية التي فقدنا فيها ما تبقى من فلسطين وهضبة الجولان السورية، فضلاً عن سيناء. لقد كانت النكبة الثانية (هزيمة حزيران ١٩٦٧) أعنف آثاراً من النكبة الأولى، ولعل الإنجاز الوحيد الذي حققه العرب هو تشبث الفلسطينيين بإرثهم، وعدم النزوح كما جرى عام ١٩٤٧/١٩٤٨".

وتابع: "حتى في أكتوبر ١٩٧٣، بالرغم من الإنجاز الاستراتيجي المهم بتحقيق المباغتة الاستراتيجية وعبور القناة واستعادة السوريين للجولان ونزولهم إلى ضفاف بحيرة طبرية، فإن ختام هذه المنازلة كان سلبياً هو الآخر، فقد عبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي قناة السويس لأول مرة، وحاصرت الجيش الثالث المصري واستعاد الاحتلال الجولان، بل هدد دمشق لولا وصول الجيش العراقي في الوقت المناسب".


ضرورة وحدة الإرادة السياسية/ الاستراتيجية


وأضاف القصاب: "من هذا السرد التاريخي نستنبط درساً مهماً، مفاده أن لا أمل في الجامعة العربية، وهي بحالها هذه تتقاذفها الأهواء، وقد شل عملها نتيجة التشرذم والصراع البيني".

وأكد قائلاً: "لكي تكون هذه الجامعة فاعلة وتكون مؤتمرات القمة التي تعقدها مجزية، لا بد من تأمين وحدة الإرادة السياسية/ الاستراتيجية لكافة دول الجامعة، وبناء قوة ردع عربية حقيقية تثبت وجودها على الأرض، كما هو حلف الناتو، وهذا لن يتحقق أبداً، وحالة التشرذم قائمة كما نراها وغياب الوعي ثم الإرادة هو الحاكم".

وختم القصاب بالقول: "لعل الأمل المشرق الوحيد الذي نعيشه هو صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري ومقاومته العدوان منذ أحد عشر شهراً بالضبط، ولعل هذا م ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا