آخر الأخبار

جريدة القدس || الاحتجاجات المتصاعدة لاستعجال توقيع الصفقة.. ماذا يعني نزول "الهستدروت" إلى الشارع؟

شارك الخبر

أنطوان شلحت: الاحتجاجات الإسرائيلية تشهد تصاعداً ملحوظاً وتعكس كذلك موقف المؤسسة الأمنية الداعي لوقف الحرب

هاني أبو السباع: نتنياهو كلما تعرض لمأزق داخلي يلجأ لتوجيه ضربات كبيرة أو اغتيال شخصيات بارزة

فايز عباس: فرص إبرام صفقة لاستعادة المحتجزين تبقى ضئيلة طالما أن نتنياهو في الحكم

محمد أبو علان دراغمة: تأثير تدخّل الهستدروت محدود لأنه جاء متأخراً والإضراب مدته 24 ساعة فقط


أثار مقتل ستة محتجَزين إسرائيليين في قطاع غزة استياءً إسرائيلياً واسعاً، ما دفع باتحاد نقابات العمال الإسرائيليين "الهستدروت" إلى الانضمام إلى الاحتجاجات والتظاهرات التي تملأ الشوارع الإسرائيلية بالدعوة إلى الإضراب الشامل لمدة يوم واحد أمس الإثنين، في إطار الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإنجاز صفقة التبادل.


وقال محللون مختصون في الشأن الإسرائيلي، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، إن نتنياهو يواجه انتقادات حادة من وسائل الإعلام والرأي العام، حيث يتم تحميله المسؤولية عن مقتل المحتجزين الإسرائيليين، بعد إفشاله مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.


وبالرغم من قوة هذه التحركات والاحتجاجات، فإن المحللين المختصين يُشككون في مدى تأثيرها على نتنياهو، الذي يبدو أنه مصمم على مواصلة سياساته الحالية، ومصرّ على عدم إبرام الصفقة.


ووفق هؤلاء المحللين، فإن إضراب الهستدروت يعكس تصاعد الاستياء الشعبي حول عدم إبرام الصفقة لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين، لكن تأثيره على سياسة نتنياهو لا يزال محل شك، خاصة في ظل الانتقادات التي تواجه الهستدروت بسبب تأخره في الانضمام إلى الاحتجاجات، ما أضعف من دوره وفعاليته في التأثير على الحكومة الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع اتهامات نتنياهو وائتلافه الحكومي للهستدروت بأن إضرابه سياسي وليس نقابياً، وأنه يخدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.


الإسرائيليون يُحمّلون نتنياهو مسؤولية مقتل المحتجَزين الستة


وقال الكاتب والمحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت: إن الاحتجاجات في إسرائيل تشهد تصاعدًا ملحوظًا بعد مقتل المحتجزين الإسرائيليين الستة في قطاع غزة.


وأوضح شلحت أن السردية السائدة في الإعلام والرأي العام الإسرائيلي تُحمّل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية هذا الفشل، حيث يعتبرون أن تخريبه مفاوضات صفقة التبادل هو السبب الرئيس في عدم التوصل إلى اتفاق، ما أدى إلى مقتل المحتجزين الإسرائيليين، ويذهب البعض إلى اعتبار نتنياهو ضحى بهم بشكل متعمد.


وشدد على أن "إضراب الهستدروت يعكس بوضوح هذا التصاعد في الاحتجاجات، وأن الهدف الرئيس منه هو الضغط على الحكومة الإسرائيلية للمضي قدمًا في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار".


دخول الهستدروت على خط الاحتجاج

ولفت شلحت إلى أن الهستدروت تعرض في الماضي لضغوط لإعلان مثل هذا الإضراب، ولكن التجاوب مع هذه الضغوط في الوقت الحالي يعكس تحولًا يشفّ عن تطورات الحرب على غزة، حيث يسعى المحتجون للضغط على الحكومة التي، من وجهة نظرهم، لم تقم بما يلزم للتوصل إلى اتفاق تبادل وإنهاء الحرب.


وأشار إلى أن "المشاركة الواسعة في التظاهرات التي نشهدها الآن تعد الأكبر منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما يشير إلى تزايد الاستياء الشعبي من موقف الحكومة الإسرائيلية ورئيسها تجاه استمرار الحرب".


وحسب شلحت، فإن هذه التظاهرات والاحتجاجات تعكس أيضًا موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي بدأت بدورها تدعو إلى وقف الحرب لتجنب تحولها إلى حرب متعددة الساحات وإقليمية.


ويرى شلحت أن احتمالية وقف الحرب أصبحت أكبر بفضل هذه التطورات، لكن هذه الاحتمالية تعتمد بشكل كبير على ما ستشهده الفترة المقبلة من تطورات سياسية وميدانية، وكذلك تطورات على مستوى الداخل الإسرائيلي.


الإضراب يأتي في مرحلة بالغة الحساسية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي هاني أبو السباع أن إضراب الهستدروت يُعد خطوة كبيرة جدًا في سياق الاحتجاجات المتواصلة ضد حكومة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن هذا الإضراب يأتي في مرحلة بالغة الحساسية، ويعكس تعمق الانقسام الداخلي في إسرائيل، وزيادة الضغط على الحكومة.


وأشار أبو السباع إلى أن العثور على جثث ستة إسرائيليين محتجزين في غزة، بينهم ثلاثة كانوا مدرجين ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل المقترحة، قد زاد من تعقيد الأمور، موضحاً أن أحد القتلى يحمل الجنسية الأمريكية، وكان الرئيس الأمريكي تدخل شخصيًا في هذا الشأن.


ولفت أبو السباع إلى أن الإضراب والاحتجاجات الأخيرة تأتي بالتزامن مع مشاركة كبيرة في التظاهرات، التي امتدت إلى 80 موقعًا في إسرائيل، مسجلةً أكبر حشد منذ أكثر من عشرة أشهر.


ووفق أبو السباع، تأتي هذه التظاهرات وسط تقديرات أمنية إسرائيلية بأن الوضع الداخلي حساس للغاية، وأن استمرار الحرب قد يؤدي إلى وقوع أحداث كبيرة.


إضراب رغم تهديدات الحكومة بالخصم

وأضاف: أصر المتظاهرون والمضربون الإسرائيليون على تنفيذ الإضراب، بالرغم من تهديدات الحكومة بخصم الأجور عن كل يوم غياب، ما تسبب في شلل كبير في الاقتصاد الإسرائيلي، خاصة في قطاعات مثل المطاعم والمطارات والخدمات العامة.


وأوضح أبو السباع أن المشاركة الواسعة في التظاهرات قد شهدت انضمام شخصيات بارزة تظهر لأول مرة في هذه الاحتجاجات، بينهم رؤساء وزراء سابقون مثل: إيهود باراك، وإيهود أولمرت، ويائير لابيد.


وأشار إلى أن رقعة التظاهرات توسعت جغرافيًا، حيث انتقلت من الجنوب إلى الوسط والشمال، على الرغم من التحذيرات الأمنية من التجمعات الكبيرة.


وقال: "إن المعارضة تعتقد أن سياسات نتنياهو تقود إسرائيل نحو الدمار، وتضع مشروع الدولة الديمقراطية والعلمانية في خطر، ما أدى إلى تعميق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بشكل كبير".


وأكد أبو السباع أن نتنياهو الآن أمام ثلاثة خيارات رئيسية، الأول، هو الموافقة على صفقة التبادل، وهو ما يعتبر خسارة وانكسارًا له شخصيًا، ما يجعله يميل إلى المماطلة. أما الخيار الثاني، فهو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وهو احتمال وارد بقوة. والخيار الثالث هو الإبقاء على الوضع الحالي واستمرار الحرب، كحرب استنزاف طويلة الأمد.


نتنياهو وسياسة تحويل انتباه الرأي العام

وأوضح أبو السباع أن نتنياهو يعتمد على استراتيجية متكررة عندما يواجه أزمات داخلية، حيث إن تجربته السياسية تُظهر أنه كلما تعرض لمأزق داخلي كبير، يلجأ إلى تنفيذ عملية عسكرية نوعية، مثل اغتيال شخصية بارزة، لتحويل انتباه الرأي العام وصرف الأنظار عن الاحتجاجات المتصاعدة ضده.


ويرى أبو السباع أن الهدف من هذه العمليات هو إقناع الإسرائيليين بأن هناك تهديداً خارجياً يستدعي التوحد خلف القيادة، ما يساعد نتنياهو في تخفيف الضغوط الداخلية وتعزيز موقفه السياسي.


وبيّن أبو السباع أن هذه الاستراتيجية تستند إلى استغلال المخاوف الأمنية لدى الجمهور الإسرائيلي، وهو تكتيك استخدمه نتنياهو في عدة مناسبات سابقة عندما كانت شعبيته مهددة أو كان يواجه أزمات سياسية كبيرة.


وأشار إلى أن هذه الاحتجاجات شكلت ضغطًا كبيرًا على نتنياهو، ما جعله في موقف صعب قد يجبره على التفكير بجدية في إيقاف الحرب.


ومع ذلك، لم يستبعد أبو السباع إمكانية أن يلجأ نتنياهو إلى المراوغة أو استخدام أساليب أُخرى للتمسك باستمرار الحرب.


وأشار أبو السباع إلى أن الاحتجاجات المتزايدة في إسرائيل قد تفرض على الحكومة التوصل إلى صيغة معينة لإبرام اتفاق أو صفقة، لكن تحقيق هذا الهدف قد لا يكون ممكنًا في المستقبل القريب.


نتنياهو يكيل الاتهامات لكل من يعارضه

بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي فايز عباس: إن انضمام "الهستدروت" للاحتجاجات جاء بالأساس للمطالبة بإبرام صفقة لاستعادة المحتجزين، إلا أنه استبعد أن يؤثر ذلك على مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


وأشار عباس إلى أن نتنياهو لا يزال مصراً على موقفه تجاه هذه القضية، لدرجة أنه انتقد الهستدروت، واعتبر أن مواقفه تمنح دعماً لزعيم حركة حماس يحيى السنوار، مشيراً إلى أن نتنياهو يتهم كل من يعارضه في قضية الصفقة.


ولفت إلى أن محكمة العمل الإسرائيلية أصدرت قراراً بوقف الإضراب الذي بدأه الهستدروت عند الساعة 2:30 من ظهر أمس الإثنين، واعتبرت المحكمة أن الإضراب ذو طابع سياسي وليس نقابياً، وهو ما يُعد إنجازاً لحكومة نتنياهو.


وفي ما يتعلق بالتظاهرات، أشار عباس إلى أنها "ليست مرتبطة بالسياسة بشكل عام، بل تهدف للضغط على نتنياهو من أجل إبرام الصفقة لاستعادة المحتجزين"، لكنه شدد على أن "نتنياهو غير متأثر بأي شيء ما دام ائتلافه الحكومي قائماً".


مخاوف إسرائيلية على حياة باقي المحتجزين

وأعرب عباس عن اعتقاده أن فرص إبرام صفقة لاستعادة المحتجزين تبقى ضئيلة طالما أن نتنياهو في الحكم، وهو سيبذل كل جهده لإحباط أي صفقة محتملة.


وأشار عباس إلى أن هناك إجماعاً إعلامياً إسرائيليا على أن نتنياهو مسؤول عن قتل المحتجزين الستة، بسبب رفضه الدخول في مفاوضات لإبرام الصفقة، وأن الضغط العسكري لم يحقق نتائجه، وأن هناك تخوفاً من أن يؤدي هذا النهج إلى مقتل جميع المحتجزين، كما يعتقد أهاليهم.


وفي ما يتعلق بالحرب على غزة، أوضح عباس أن هناك إجماعاً داخل إسرائيل على استمرار الحرب، مع وجود أغلبية تدعم استعادة المحتجزين، لكن الخلاف الرئيسي يتركز حول بقاء نتنياهو في السلطة، حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 50% من الإسرائيليين يرغبون في رحيل نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة، ومع ذلك يُصر نتنياهو على البقاء في منصبه حتى العام 2026.


التأثير الأكبر للائتلاف الحكومي وليس للهستدروت

ويرى المدون والكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان دراغمة أن إضراب "الهستدروت" قد يكون له تأثير محدود على سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة في ما يتعلق بقضية المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.


وأشار دراغمة إلى عدة أسباب تُضعف تأثير الإضراب، أولها التأخر في تدخل "الهستدروت" في احتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، ما يعكس ضعفًا في دوره ويقلل من تأثيره.


السبب الثاني، حسب دراغمة، هو أن التأثير الأكبر هو للائتلاف الحكومي نفسه وليس للهستدروت، وقد بدأت الحكومة في شن هجوم مضاد على الإضراب من خلال وصفه بأنه ذو دوافع سياسية تهدف إلى خدمة حركة حماس ورئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، ما قد يُضعف موقف "الهستدروت" باعتباره نقابة عمالية.


وأضاف: "يُعتبر إعلان "الهستدروت" عن إضراب لمدة أقل من 24 ساعة نقطة ضعف، وهذا ما أشارت إليه وانتقدته عائلات المحتجزين الإسرائيليين"، مشيراً إلى أن "الهستدروت" أعلن إضرابه فقط للاندماج بالتظاهرات بعد العثور على جثث الإسرائيليين، وليس سياسة له.


تصعيد التظاهرات مؤقت

وفي ما يتعلق بالاحتجاجات، أكد دراغمة أن التصعيد ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا