آخر الأخبار

جريدة القدس || القدس بمساجدها وأسواقها وشوارعها العتيقة.. 57 عاماً من العزلة

شارك الخبر

كمال عبيدات: الكثير من المحال التجارية خاصة في البلدة القديمة أغلقت بسبب تدهور الوضع الاقتصادي

رائد سعادة: غياب نصف مليون سائح يكلف القطاع السياحي في القدس خسارة تصل إلى ٧٥٠ مليون دولار

مازن سنقرط: القدس معزولة عن امتدادها الطبيعي وهو الضفة الغربية بسبب الجدار والحواجز الإسرائيلية

جواد أبو عمر: معظم سكان البلدة القديمة يضطرون للعمل في البلدات والمدن المجاورة مثل بيت حنينا ورام الله

منتصر ادكيدك: عملنا على تعزيز صمود التجار بتدريبهم على البيع الإلكتروني واستخدام المنصات العالمية

يزيد جابر: ننظم جولات ومبادرات تسوق خلال العام يشارك فيها الآلاف من الداخل الفلسطيني


تعاني مدينة القدس، لا سيما بلدتها القديمة منذ زمن طويل بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، غير أن هذا الوضع شهد انتكاسة وتراجعاً غير مسبوقين إثر حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال في غزة، والممارسات العنصرية المتصاعدة التي يقودها غلاة التطرف والعنصرية في إسرائيل في إطار مخطط رسمي يستهدف المدينة، بشكل عام، والمسجد الأقصى، بشكل خاص.


مسؤولون وتجار تحدثوا لـ"ے" دقوا ناقوس الخطر لما تعانيه القدس وبلدتها القديمة من ركود غير مسبوق في الحركة التجارية وكذلك السياحية التي كانت تعج بالسياح الأجانب، ودعوا الأمتين العربية والإسلامية للمسارعة إلى مد يد العون لتجار المدينة وقطاعاتها الاقتصادية المختفة بما يعزز صمودهم في المدينة المقدسة ويفشل مخططات التهويد والطرد التي تسعى إليها دولة الاحتلال.


وأشادوا بالدور الذي يلعبه أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي 1948، الذين لم ينقطعوا عن زيارات المدينة المقدسة، سواء للصلاة في المسجد الأقصى وإعماره، أو التسوق من أسواق البلدة القديمة، بحيث يُبقي الحركة التجارية على قيد الحياة.



الاقتصاد المقدسي رهينة للسياسات الإسرائيلية


وقال كمال عبيدات مدير الغرفة التجارية في القدس لـ"ے": "إن الاقتصاد المقدسي يبقى رهينة للسياسات الإسرائيلية والوضع الأمني السائد، مضيفاً: "إن كافة القطاعات الاقتصادية في المدينة تأثرت بسبب الحرب على غزة".


وأشار إلى قطاع السياحة الذي تضرر بشكل كبير، بحيث إن كل القطاعات المرتبطة به من فنادق ومطاعم ونقل قد تضررت. كما تضرر قطاع التجزئة، إذ إنه معتمد على الوافدين من الضفة الغربية، ومن مناطق وقرى الداخل، إضافة لقطاع الإنشاءات بسبب عدم قدرة العمال من مناطق الضفة القدوم إلى مدينة القدس، ما أثر بشكل سلبي على تكلفة البناء والعمالة المؤهلة وغير المؤهلة.


وأوضح عبيدات أن تجار القدس ما كادوا يتعافون من جائحة الكورونا حتى جاءت الحرب على غزة، بحيث أثرت عليهم بشكل عميق، مشيراً إلى أن الكثير من المحال التجارية، خاصة في البلدة القديمة أغلقت بسبب تدهور الوضع الاقتصادي.


تأثير الجدار العنصري على أسواق القدس


بدوره، تحدث رائد سعادة رئيس التجمع السياحي في القدس حول تداعيات الحرب على الاقتصاد المقدسي مؤكداً أن استمرار إلغاء العديد من الرحلات إلى مطار اللد له الأثر الأكبر على الاقتصاد المقدسي.


وقال: إذا افترضنا من خلال المجموعات أن كل رزمة سياحية تكلف ١٥٠٠ دولار بالمعدل، فإن غياب أكثر من نصف مليون سائح للإقامة في الفنادق الفلسطينية، يكلف القطاع السياحي خسارة بما لا يقل عن ٧٥٠ مليون دولار.


وأشار سعادة إلى أن جدار الفصل العنصري استمر في حرمان القدس من أسواقها الطبيعية وهذا الأمر له أكبر الأثر على قدرة المدينة على الحفاظ على مؤسساتها الاقتصادية والسياحية، وأن أكثر من ثلث محال البلدة القديمة قد أُغلقت بشكل نهائي.


وذكر سعادة أن خطة البلدية في توسيع الاستثمار في المناطق المحيطة في القدس، مثل بيت حنينا وشعفاط والمكبر وغيرها، قد ساهم في تقليص نسبة التوجه إلى البلدة القديمة ومحيطها الأمر الذي ترك هذه البلدة بالذات للمستوطنين، على حساب أهل المدينة.


أهالي الداخل يساهمون في دعم اقتصاد المدينة


وأشاد بأهالي الداخل الذين يواظبون على المجيء إلى مدينة القدس، خاصة البلدة القديمة، وإن كانت أعدادهم محدودة، ولكن مساهمتهم ضرورية وأصيلة في دعم الاقتصاد المقدسي التجاري والسياحي.


ورأى أن توجه أهل المدينة لاستخدام المرافق المحلية لتنظيم مناسباتهم الاجتماعية، بالرغم من تواضعها بسبب الأوضاع، قد ساهم في دعم المؤسسات السياحية في المدينة.


ولفت إلى استمرار قدوم بعض الوفود السياحية والبديلة عن طريق الأردن أيضاً ما ساهم في دعم الاقتصاد المقدسي بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام.


وأوضح سعادة أنه "بالرغم مما سبق، فإن نسبة الإشغال العامة لفنادق القدس لا تتعدى ٢٠٪، الأمر الذي يهدد استمرار الفنادق الفلسطينية، وبالتالي إمكانية إغلاقها بشكل كامل".


وأشار سعادة إلى عدم وجود أي دعم حقيقي يصب في الحفاظ على المؤسسة الفلسطينية في القدس، ويمنعها من الإغلاق، الأمر الذي له تاثير كبير على الحفاظ على قيمة المدينة كمدينة فلسطينية، ويساهم في تذويب هويتها.


القدس مقسمة إلى ثلاث مناطق جغرافية


وقال رجل الأعمال المقدسي مازن سنقرط: إن القدس اليوم مقسمة إلى ثلاث مناطق جغرافية، البلدة القديمة أقل من كيلومتر مربع ويسكن فيها 42 ألف نسمة، وفيها 1400 محل، 400 منها مغلق بسبب تدهور الوضع الاقتصادي.


وأضاف سنقرط: "خارج البلدة القديمة وداخل جدار الفصل العنصري هي الجغرافيا الثانية، وتتميز بمحدودية البناء سواء الإسكان أو الاقتصاد، ولا توجد فيها أي مناطق صناعية منظمة. والجغرافيا الثالثة، خارج جدار الفصل والضم العنصري وهي داخل محافظة القدس".


وأكد أن القدس معزولة عن الجسم الطبيعي، وهي الضفة الغربية بسبب القيود والحواجز الاسرائيلية، وتمارس عليها كافة أنواع الضرائب التي لا تقل عن 12 نوعاً، وبالتالي هذه فاتورة عالية وباهظة سواء على المستثمر من ناحية، أو على المقيم من ناحية ثانية.


بحاجة لنحو 25 ألف شقة سكنية


وأشار سنقرط إلى أن هذه المدينة بحاجة لما لا يقل عن 25 ألف شقة سكنية، وتحديدا للأزواج الشابة، وهي بحاجة أيضاً لنحو 6 آلاف غرفة فندقية إضافية، وكذلك إلى تشغيل الشباب، وبالتحديد الإناث، لأن تشغيل المرأة في القدس الشرقية أقل من 8 % وهي النسبة الأقل في العالم.


وأوضح سنقرط أن السياحة تشكل اليوم 40% من الناتج المحلي لاقتصاد القدس، وفي قطاع الخدمات سيد الموقف، وللأسف بدأت تعتمد العمالة على السوق الاسرائيلية لأن فرص التشغيل في القدس الشرقية محدودة جداً، والاهتمام فيها للأسف من جانب السلطة الفلسطينية أو المجتمع الدولي أو المجتمع العربي والإسلامي لدعم صمود أهل القدس، لا يذكر صراحة، وبالتالي هي بحاجة إلى دعم وتمكين وتشغيل وإعطاء أمل للمواطنين للعيش بكرامة.


القدس عاصمة العالم الثقافية

من جهته، قال التاجر المقدسي مصطفى أبو زهرة: "إن المدينة المقدسة، التي تعتبر عاصمة العالم الثقافية، تعتمد بشكل رئيسي على السياحة كمصدر رئيسي لاقتصادها، ولكن، في ظل الحرب والإغلاقات الحالية، فإن السياحة الأجنبية والسياحة الإسلامية، بالإضافة إلى الزوار ورواد المسجد الأقصى من أهلنا في فلسطين من الضفة الغربية وغيرها، محرومون من الوصول إلى المسجد الأقصى، وإلى القدس بسبب الحواجز الاسرائيلية".


وأشار أبو زهرة إلى أن "الوضع الاقتصادي في القدس هو في حالة تدهور شديد، وخصوصاً في قطاع السياحة والمرافق المرتبطة بها، حيث نرى في البلدة القديمة الإجراءات الإسرائيلية حول المسجد الأقصى وأسوار المدينة تمنع الشباب والزوار من الدخول والتمتع بالزيارة، ونتيجة لذلك، فإن الأسواق أصبحت خاوية والحركة التجارية في حالة انكماش كبير".


وأضاف أبو زهرة: "إن العديد من الوظائف والعاملين فقدوا وظائفهم بسبب الحرب، ما أدى إلى ضعف القوة الشرائية بشكل كبير"، لافتاً إلى أن "الاقتصاد في القدس في حالة انكماش وضعف، ما يتطلب اهتماماً عاجلاً وحلولاً فعالة لدعم المدينة ومواطنيها في هذه الظروف الصعبة".


انهيار بنسبة 90%

وتحدث جواد أبو عمر، وهو تاجر مقدسي من البلدة القديمة، عن الوضع الاقتصادي المتردي في أسواق القدس، مؤكداً أن الوضع الحالي يشهد انهياراً يصل إلى 90% في البلدة القديمة.


وأضاف أبو عمر: إن الإجراءات الاسرائيلية من طرق وحواجز وقيود على دخول الزوار إلى المسجد الأقصى أدت إلى تدهور كبير في الحركة التجارية والسياحية، التي تعد مصدراً أساسياً لدخل التجار.


وأشار أبو عمر إلى أن معظم سكان البلدة القديمة لا يعملون في المنطقة، ويضطرون للانتقال إلى البلدات والمدن المجاورة مثل بيت حنينا ورام الله.


وأضاف: "الحواجز والتفتيشات تسببت في خوف الكثيرين من دخول البلدة القديمة، ما أثر سلباً على الحركة التجارية".


تجار القدس بحاجة لدعم العرب والمسلمين


من جهته، أكد محمد الهشلمون، وهو تاجر آخر من القدس، أن الوضع الاقتصادي في المدينة منهار جداً.


 وأضاف: لا يوجد سياح ولا زوار، ووضع البلد تعبان جداً جداً".


وأوضح أن تجار القدس، الذين يعتبرون أعمدة المسجد الأقصى، بحاجة إلى الدعم والمساندة، داعياً الأمة والعالم لدعم فلسطين في هذه الأوقات الصعبة.


وأشاد الهشلمون بـ"الدعم المقدم من بعض الإخوة من الداخل الفلسطيني"، مؤكداً أهمية استمرار هذا الدعم، وعدم ترك التجار وحدهم في مواجهة الظروف الراهنة.


تدريب ١٥ تاجراً في المرحلة الأولى


وقال منتصر ادكيدك المدير التنفيذي لجمعية برج اللقلق: "خلال الأشهر الستة الأخيرة عملنا بجهد مع تجار البلدة القديمة ضمن مشروع تعزيز صمود تجار البلدة القديمة بالإمكانيات المتوفرة بين أيدينا والتي اختصت في تدريب التجار على آليات البيع الإلكتروني، وكيفية استخدام المنصات العالمية لتسوق سلعهم وبيعها".


وأضاف: "كما تم تدريبهم على كيفية تصوير المنتجات وعرضها وتحميل هذه الصور".


وأوضح: "هذا المشروع نفذ بشكل مشترك مع مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، وبالتعاون مع الغرفة التجارية، وبتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني undp، حيث استهدفنا ١٥ تاجراً في المرحلة الأولى، وحالياً يتم تدريب ١٢ تاجراً آخرين على نفس التدريبات".


وأكد ادكيدك أن التجار الذين أتموا التدريب الأول، سيحصل كل تاجر على منحة وهي مجموعة من الأدوات التي تساعده في التصوير، ونشر المنتجات على المنصات التسويقية العالمية.


وحول آليات اختيار التجار، قال ادكيدك تم نشر إعلان في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم استهداف جميع التجار الذين سجلوا في الدورات، ومن استمر والتزم حصل على المنحة.


مبادرات تسوق تقوم عليها جمعية الأقصى

وقال يزيد جابر، مدير جمعية الأقصى في أراضي 1948: إن جمعية الأقصى تدعم الاقتصاد المقدسي، وتساند وتقف إلى جانب تجار مدينة القدس، والبلدة القديمة على مدار العام، وذلك من خلال القوافل والحافلات التي يتم تسييرها من كافة مدن وقرى الداخل الفلسطيني التي تُقل المصلين والمعتكفي ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا