آخر الأخبار

جريدة القدس || مدير برنامج الصحة في "الأونروا" لـ"القدس": وفّرنا مليوناً ومئتي ألف جرعة.. أطفال غزة يتلقون اللقاح تحت النار

شارك الخبر

-عائلات الأطفال: ننام على الرمل والنايلون ومن السهل دخول الحشرات والفئران علينا

- نحاول قدر الإمكان أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لنحمي أطفالنا

- أجرينا لابننا عملية فتح جمجمة وجئنا به وستة أحفاد آخرين ليتلقوا التطعيم


"يعني ما يموتوا أطفالنا من القصف، يموتوا من مرض شلل الأطفال"، هكذا عبّرت أم الطفلة مها حجاج (سنتان) عن مخاوفها الكبيرة في ظل اكتشاف حالةٍ وحيدةٍ مصابةٍ بمرض شلل الأطفال في قطاع غزة.

تقف أم الطفلة مها على طابور داخل أحد مراكز الرعاية الصحية والطبية في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، منتظرةً دورها لتطعيم طفلتها، تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "أول ما سمعت في حملة تطعيم سارعت للمجيء".


وتردف: "خوف كبير يرادوني كل يوم من أن تصاب طفلتي بالأذى".


الظروف البيئية والصحية التي تعيشها الطفلة مها وعائلتها لها دور كبير في انتشار الأمراض والأوبئة، خاصةً بعدما أجبر الاحتلال الإسرائيلي أهالي قطاع غزة بالكامل على النزوح مرات عدة، ولا يزال كل حين وآخر يأمر بعض المناطق بالإخلاء دون أي ذريعة.


نزوح عائلة الطفلة مها أكثر من خمس مرات من بيتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى مدينة النصيرات، حرمها العيش في بيئة صحية، وأُصيبت إثر ذلك بالأمراض الجلدية.


تروي والدتها لـ"ے": "أعيش وعائلتي داخل خيمة، الحياة بداخلها معدومة، ننام على الرمل، وعلى نايلون أسهل ما يكون دخول الحشرات والفئران والصراصير علينا أثناء النوم".


ومنذ إعلان وزارة الصحة اكتشاف وجود حالة وحيدة مصابة بالمرض في قطاع غزة، وأهالي القطاع يعيشون مخاوف كبيرة إلى جانب آلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة لأكثر من ثلاثمئة يوم.


تروي والدة الطفلة مها: "لا نعرف النوم من شدة القصف العنيف، والخوف الكبير الذي يعتري أطفالي ومحاولتي في تهدئتهم"، وتقول متسائلة: "وين نروح بأطفالنا؟".


في الطابور ذاته، يقف جد الطفل حسن أبو ليلة منتظراً أيضاً دوره لتطعيم حفيده، يقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "عشت خوفاً كبيراً على حفيدي من أن يُصاب بالمرض، جئت من الصباح الباكر لأطعمه، خاصةً أن مرض شلل الأطفال يظهر فجأة، وليست له أعراض".


يردف: "يفقد الطفل بشكل مفاجئ قدرته على الحركة، لذلك جئت قبل أن يصل لا سمح الله إلى هذه المرحلة".


عشرات الأهالي في المنطقة الوسطى يتهافتون إلى المراكز الطبية والصحية لتطعيم أطفالهم، يقول جد الطفل حسن: "هذا التطعيم مهم جداً لأطفالنا، ونحن نحاول قدر الإمكان أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لنحميهم من الفايروس".


إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر نحو أربعة أشهر ضاعف من معاناة أطفال غزة، خاصةً بعد إصابة الكثير منهم بالأمراض الجلدية، وليس آخرها اكتشاف مرض شلل الأطفال.


يقول جد الطفل حسن: "انتشار الفايروس، في ظل عدم وجود منظفات ومنع الاحتلال إدخال الأدوية والعلاج، زاد من مخاوفنا كأهالي، فإذا أصيب طفلنا فإنه سيموت أمام أعيننا دون أن نتمكن من فعل شيء".


خوف يصارع عائلة الطفل سامر الهور كل يوم، خاصةً بعدما أجرى عملية جراحية في جمجمته وأصبحت مناعته ضعيفة لا تتحمل أي مرض.


تقول جدته لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "أجرينا له عملية فتح جمجمة ولا يزال يعاني منها، جئت به وستة أحفاد آخرين ليتلقوا التطعيم".


وتضيف: "النزوح والعيش في خيمة أثرا على أحفادي بشكل كبير، حيث لا نستطيع التحكم في تصرفاتهم ومنعهم من اللعب في مياه الصرف الصحي التي تغزو المخيم".


وتعقب: "كل ما نريده لحل هذه المشكلة إيقاف الحرب والعودة إلى بيوتنا والعيش في بيئة نظيفة خالية من الأمراض".


ويطالب جميع أهالي أطفال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية بتقديم بيئة صحية نظيفة خالية من الأمراض لأطفالهم وعيش حياة كريمة بعيدة عن حياة الحرب والقصف والدمار.


بدء حملة التطعيم لأكثر من 600 ألف طفل


بدوره، قال رئيس برنامج الصحة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" أكيهيرو سيتا لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "بدأنا حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال أمس الأحد لأكثر من 600 ألف طفل".


فماذا عن كيفية اكتشاف المرض؟ يجيب: "نجري في الأونروا فحوصات بشكل روتيني للمياه العادمة والأتربة لاكتشاف الأمراض والفيروسات، اكتشفنا مرض شلل الأطفال من النوع الثاني في المياه العادمة في إحدى مناطق القطاع".


ويردف: "سارعنا بتوفير مليون ومئتي ألف جرعة تطعيم جرى إدخالها عن طريق منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع اليونيسف".


وأكد مدير الصحة في "الأونروا" أن حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال مهمة جداً لأطفال غزة، وذلك للوقاية من المرض والحد من انتشاره.

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا