آخر الأخبار

طوفان الضفة ورعب المخيمات.. ذعر أمني ممتد من غزة إلى الضفة

شارك الخبر

العملية العسكرية في شمال الضفة امتداد للحرب على غزة وترجمة لمخططات الاستيطان في الضفة

مخطط إسرائيلي لاغتيال مخيمات الضفة التي تعتبر شاهدة على النكبة ومركزا للمقاومة

ذعر أمني ممتد من غزة إلى الضفة

المقاومة "تغلي" في الضفة بسبب الدعم الذي تحظى به شعبيا وتنظيميا

 

خاص الحدث

تخوض المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، معارك واشتباكات وتفجير عبوات ناسفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قررت بدء عملية عسكرية في شمال الضفة نهاية آب / أغسطس 2024، بهدف القضاء على تشكيلات المقاومة المسلحة التي فشلت في احتوائها في السنوات الأخيرة، خاصة في المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة مثل مخيم نور شمس في طولكرم ومخيم جنين ومخيم الفارعة في طوباس، التي استخدمت فيها قوات الاحتلال القصف من الجو بصورة مكثفة لاستهداف المقاومين والمدنيين على حدّ سواء.

هذه العملية العسكرية الواسعة، دمرت خلالها قوات الاحتلال البنية التحتية في المخيمات الثلاثة، التي عمدت فيها على القتل والتدمير والاعتقال، وطالت العشرات من الفلسطينيين، وسط حصار للمستشفيات ومنع الطواقم الطبية من الوصول للمصابين.

وفي ذات السياق؛ فإن عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية تضاعفت خلال العام 2023 مقارنة بالأعوام السابقة، إذ سجل الاحتلال في العام 2021 ما يقارب 50 عملية إطلاق نار، في حين سجل 350 عملية إطلاق نار خلال عام 2023، فقد نفذ المقاومون 687 عملية إطلاق نارٍ واشتباكٍ مسلح في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي وحتى الثاني من أغسطس/ آب 2024,

وتشير التقديرات، إلى أنه أمام تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات الضفة الغربية، فإن الاحتلال مقبل على خسائر وخيبات جديدة وكذلك تعميق أزمته وذعره الأمني الممتد من غزة إلى الضفة والساحات المنخرطة في معركة طوفان الأقصى.

وتأتي العملية العسكرية الإسرائيلية التي أعلنها جيش الاحتلال في شمال الضفة الغربية المحتلة، عقب تصاعد العمل المسلح في هذه المناطق، وكذلك عقب إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن عودة العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل عام 48، ما يشير إلى تغييرات حقيقية في طبيعة العمل المسلح وسط الإجرام الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال يوميا في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتعد العملية العسكرية الواسعة؛ امتدادا للحرب المتواصلة على قطاع غزة، وترجمة للمخططات الهادفة لتسريع ضم الأراضي الفلسطينية والتهويد وتوسيع الاستيطان.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف محاولة كسر أي شكل من أشكال المقاومة، إلى جانب تسهيل توسع الاستيطان وتسريع عملية الضم والتهويد، مؤكدا وجود مشروع إسرائيلي واحد لمنع قيام أي دولة فلسطينية وقال: فما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في الضفة الغربية وفي القدس، ونفس البطش والقمع الذي يمارس في غزة يتكرر الآن بالضفة.

وهذه العملية العسكرية، وفقا للبرغوثي؛ تستهدف الكل الفلسطيني لا فصيلا أو منطقة معينة، لافتا إلى أن دولة الاحتلال تقودها حكومة فاشية ترتكز على المستوطنين الذين يريدون نسف أي بنيان فلسطيني وخلق ظروف لدفع الفلسطينيين لترك أراضيهم.

وحذر البرغوثي، من خطورة ما يتعرض له الفلسطينيون في جنين وطولكرم، مؤكدا أن ما يجري يمكن أن يتكرر في كل مناطق فلسطين، وأن لا أحد بمنأى عن هذه المخططات الإسرائيلية. وقال إن التوغل الإسرائيلي في الضفة الغربية كشف عن ممارسة إسرائيل لنفس السلوك القمعي الذي مارسته في غزة، ولكن لهدف أكبر يتمثل في ضم الضفة بأكملها، وهو ما يشكل أكبر خطر يواجه الشعب الفلسطيني منذ النكبة الأولى.

ولفت إلى أن ما يجري حاليا لا يتم على يد حكومة صهيونية فحسب، بل على يد حكومة فاشية بالمعنى الحرفي، لا تتورع عن ارتكاب أي جريمة في سبيل تحقيق أهدافها. وعزا البرغوثي تشجع نتنياهو على تصعيد وحشيته إلى 3 عوامل؛ أولها رد الفعل الدولي المحدود وتواطؤ بعض الأطراف الدولية مع جرائم إسرائيل، وثانيها ضعف الموقف الرسمي العربي والإسلامي وتوجه بعض الحكومات نحو التطبيع مع إسرائيل، وثالثها استمرار حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني وعدم تشكيل قيادة وطنية موحدة.

وأكد أنه ليس أمام الفلسطينيين اليوم إلا الصمود والثبات على أرضهم لإفشال المخططات الإسرائيلية، وأن المقاومة هي السلاح الوحيد الذي يملكونه، داعيا في ذات الوقت إلى تصعيد العمل الشعبي الدولي لفرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل.

ويشير محللون سياسيون، إلى أن الضفة الغربية المحتلة تتعرض لانتهاكات ممنهجة من قبل المستوطنين، وهذا نابع من تصريحات إسرائيلية تقول إنه يجب فصل الضفة لـ3 أقسام (شمال، وسط، جنوب) ومن ثم يمكن البدء بقضمها واستئصالها تدريجيا.

ورأوا، أن أهداف إسرائيل الاستراتيجية تلتقي مع أهداف المستوطنين، حيث تخطط تل أبيب لاغتيال مخيمات الضفة في حين يستفرد المستوطنون بأراضي (ج)، بالإضافة إلى وجود هدف وراء العملية العسكرية في الضفة الغربية يقضي منع هذه المنطقة من أن تتحول إلى جبهة فاعلة خلال الفترة المقبلة وأن تعيد تجربة قطاع غزة.

وذكر نشطاء من مخيم نور شمس وجنين والفارعة، أن اقتحام هذه المخيمات أمر متوقع في كل لحظة؛ فالاحتلال يعتبر أن هناك مقاومين يرفضون تسليم أنفسهم ويصعدون من العمل المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتبر المخيمات بؤرا فاعلة للمقاومة المسلحة، وبالتالي فإن محاولة اعتقال أو اغتيال المطاردين هي هدف رئيسي لهذه العملية العسكرية.

وعادة تكون اقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي مصحوبة بعمليات تخريب وتدمير للبنية التحتية وترهيب المدنيين، والهدف محاولة ردع الفلسطينيين الذين يشكون حاضنة شعبية للمقاومة التي فشل الاحتلال في تقويضها.

فيما أكد محللون سياسيون، أن الاحتلال يفشل في تحقيق هذا الهدف حتى وإن تعرض لحياة اللاجئ المحملة بالهموم الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، ففطرة الناس السليمة تتجه للمقاومة، وهي في ظل الظروف السياسية التي نعيشها فقدت أمل العودة، ولم يعد لديها ما تخسره.

وقال المحلل السياسي محمد القيق، إن الاحتلال الإسرائيلي فشل بشكل واضح في عزل الساحات عن بعضها لأنه أراد أن يثبت أن غزة فقط وحدها، ويحاول كسر وحدة الساحات، ولكن ما جرى ويجري في الضفة الغربية يؤكد على معادلة وحدة الساحات، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الحروب لتوسيع الاستيطان، وإفراغ المخيمات من سكانها من أجل إلغاء فكرة اللاجئ المتمسك بأرضه والذاكرة الفلسطينية.

لماذا تستهدف المخيمات؟

منذ قيام الاحتلال؛ يستهدف الاحتلال المخيمات الفلسطينية بشكل ممنهج بسبب كونها بؤرا نشطة للمقاومة وتحاول على الدوام تطوير أسلحتها في مواجهة جيش الاحتلال وتحاول استنساخ تجربة غزة، وتأوي كذلك مطاردين من خارج المخيم نفسه، وتجد قوات الاحتلال صعوبة في اقتحام المخيمات، بفعل تصدي المقاومين، ما جعلها تلجأ لاستخدام القصف الحربي والقصف من خلال طائرات مسيرة لأهداف يعتقد جيش الاحتلال أن بها مقاومون.

وتحاول قوات الاحتلال في العامين الأخيرين، التركيز في جهودها على كسر المقاومة ومحاولة القضاء على التشكيلات المسلحة، متجاهلة فكرة أنه كلما انتهت مجموعة مسلحة تخرج واحدة أخرى ربما أشد وأقسى.

وباتت المخيمات تشكل حاضنة للمقاومة، وهو ما جعلها هدفا للاحتلال، خاصة وأن المقاومة تحصنت في المخيمات وباتت تشكل معاقل لها وخلايا عسكرية شبه منظمة ابتعدت عن العمليات الفردية، وما زالت تتطور وتتوسع، وباتت هناك مخاوف إسرائيلية حقيقية من امتداد هذه الظاهرة من داخل المخيمات إلى عمق الضفة والمستوطنات.

وفي الأشهر الأخيرة وعقب طوفان الأقصى، أصبح واضحا أن المقاومين طوروا قدراتهم العسكرية وكذلك تكتيكات التخفي ورصد ومتابعة القوات الخاصة الإسرائيلية وتطوير العبوات الناسفة التي تؤرق الاحتلال وتصيب أهدافه، وأمام هذا الواقع يحاول الاحتلال تعزيز قواته بآليات محصنة كالجرافات والآليات العسكرية المصفحة والطيران الحربي.

وتشن قوات الاحتلال حربا ممنهجة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتزامن، حيث تعتبر شاهدة على النكبة ومركزا للمقاومة الفلسطينية.

ويؤكد جيش الاحتلال من خلال استخدام الأسلحة والطائرات لاستهداف المقاومين في المخيمات؛ على وجود تطور في أساليب المقاومة داخل هذه المخيمات، التي كبدت الاحتلال خسائر في القوة البش ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الحدث المصدر: الحدث
شارك الخبر

إقرأ أيضا