آخر الأخبار

جريدة القدس || الصمت المدوّي في أربعة أرجاء الكون!!

شارك الخبر

ليس ثمّة ما هو أكثر ألماً، ولا أشد وجعاً من القنابل المتساقطة كالمطر على منازل وخيام النازحين، أهلنا في غزة، منذ أحد عشر شهراً دون توقف، غير الصمت المدوّي في العالَمِين، عرباً وعجماً ومسلمين، والذي يتدثّر بثوب العجز تارة، والتواطؤ طوراً، بينما دماء الأطفال والنساء تستصرخ الضمائر، لإنقاذهم من المحرقة المستعِرة بلا هوادة.


لقد بات تعداد الشهداء من الأطفال والنساء مجرد أرقام بكماء، يلوكها المذيعون في الفضائيات، وتتسابق عليها الصحف ووسائل التواصل بأيقونات البكاء، دون عناء التّعليقات، ما يعكس تبلّد مشاعر المجتمعات في رصد المعاناة التي تخرّ تحت وطأتها الجبالُ الراسيات.


 لليوم الثلاثين بعد الثلاثمئة، تتوالى المأساة فصولاً دموية، ويودّع الآباء والأمهات أبناءهم قبل أن يُكملوا فطورهم، أو يستغرقوا في نومهم، كما حدث مع الفراشة سالي ابنة التسعة أعوام، التي أغمضت عينيها في إغفاءتها الأخيرة قبل أن تكمل ابتلاع لقمتها من الخبز الحاف، حيث لم تفلح محاولات والدتها المفجوعة بفقدها في إعادة قلبها إلى الخفقان.


أي توصيفٍ يمكن إطلاقه على من تعودوا واعتادوا متابعة المعاناة ونزف الدماء، رؤساء وحكومات وشعوباً تخرج كما لو أنها في ساحة "هايد بارك"، لتفريغ الصرخات والخطابات النارية في المظاهرات الأسبوعية، قبل أن يعود هؤلاء إلى حياتهم العادية، يأكلون ويشربون ويتأنّقون ويتعطّرون بعد عناء ساعاتٍ من الصراخ، الذي يحرصون على أن يفرغوه أمام الكاميرات.


ليس مقبولاً أن يُترك أطفالنا ونساؤنا وأهلنا في غزة نهباً لأنياب الوحوش الطائرة والمجنزرة، دون حراكٍ يوقف على نحوٍ عاجلٍ شلّالات الدماء.

أوقفوا قتل أطفالنا الآن..!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا