آخر الأخبار

إيران وحزب الله.. دعم ثابت أم ورقة تفاوض استراتيجية؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مستشار خامنئي: طهران ستواصل دعم حزب الله بشكل حازم

تتسارع الأحداث على الصعيدين الإقليمي واللبناني في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية اللبنانية توترات دقيقة، في ظل تمسك طهران بدعم حزب الله كمكون رئيس في ما يعرف بمحور المقاومة.

هذه التطورات تأتي بالتزامن مع اقتراب المهلة الأميركية لنزع سلاح الحزب، وتصعيد إسرائيلي متواصل على الحدود وخرق مستمر لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الدعم الإيراني يمثل ورقة تفاوض أم شرارة صراع محتمل.

رسائل تفاوضية تحت غطاء التصعيد

يرى الباحث في العلاقات الدولية خالد العزي أن التصريحات الإيرانية الأخيرة، ولا سيما تلك الصادرة عن علي أكبر ولايتي، لا يمكن فصلها عن سياق الرسائل السياسية التي تحاول طهران توجيهها إلى الولايات المتحدة.

فبحسب العزي، تسعى إيران إلى "الكنش مجددا بأوراق التفاوض" اعتقادا منها أنها تقترب من مرحلة طرق الباب الأميركي، خاصة بعد انحسار تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، تحاول طهران الإمساك بأوراق جديدة، عبر التمسك بالدور المستقبلي لكل من حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، بوصفهما أدوات ضغط تفاوضية.

تصريح ولايتي والصراع الداخلي

يصف العزي تصريحات ولايتي بأنها بمثابة "كبّ للزيت على النار"، في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة إلى لبنان الذي يعاني أزمات خانقة. ويشير إلى أن هذا الخطاب يأتي بينما تعمل مجموعات دبلوماسية على نزع فتيل التوتر الذي يهدد به التصعيد الإسرائيلي.

ويذهب العزي أبعد من ذلك، معتبرا أن تكرار الحديث عن أولوية السلاح على حساب الخبز والماء يعكس انفصالا عن واقع تعيشه إيران نفسها، حيث تعاني عاصمتها من أزمات عطش واستنزاف طويل، في مقابل محاولة حجز مقعد متقدم على طاولة التفاوض مع واشنطن.

يلفت العزي إلى أن هذه المواقف تكشف عن صراع داخلي متجدد داخل إيران، بين تيار متشدد يرفع شعارات تدمير إسرائيل خلال دقائق، وتيار آخر يرى أن إيران تلقت هزيمة كبيرة نتيجة الضربات والخسائر، أبرزها الخروج من سوريا وتوجيه ضربات موجعة لحزب الله.

وفي هذا السياق، يتوقف العزي عند دور هاشم صفي الدين، الذي يعتبره الرجل الأول لحزب الله في إيران، مشيرا إلى أن مقتله فتح الباب أمام استهداف قيادات الحزب، وأعاد إبراز دور متشدد على حساب قوى أخرى داخل التنظيم.

حدود القوة الإيرانية

يؤكد العزي أن التجربة أثبتت فشل استراتيجية إيران القائمة على استعراض القوة. فبعد عقود من التهديد بمئات آلاف الصواريخ، لم تتمكن طهران خلال 12 يوما من المواجهة من تشغيل طائراتها أو إسقاط طائرات إسرائيلية، ما كشف هشاشة القدرات التي طالما جرى التباهي بها.

ويرى أن إيران دولة فاشلة تعتمد على أذرع تقاتل نيابة عنها، وأن تصريحات ولايتي تمثل استخفافا بسيادة الدولة اللبنانية وتدخلا مباشرًا في شؤونها.

لبنان ساحة رسائل… والسيادة في مهب التفاوض

يشدد العزي على أن ما يصدر عن ولايتي يأتي في إطار قراءة إيرانية للاستراتيجية الأميركية الجديدة التي تدفع نحو تهدئة المنطقة، ما يدفع طهران إلى التصعيد لاستدراج واشنطن إلى التفاوض.

ويعتبر أن هذا النهج يعرض لبنان لمخاطر كبيرة، سواء عبر محاولة نقل المعركة إلى الداخل اللبناني أو استغلال الاستحقاقات السياسية المقبلة.

ويخلص إلى أن إيران، التي تتدخل ماليا وعسكريا ودبلوماسيا، توظف هذه التصريحات غير المسؤولة كورقة على طاولة المفاوضات الأميركية – الإيرانية، على حساب لبنان وبيئته واستقراره وسيادته.

موقف ثابت وحرب مستمرة

يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسين رويران، خلال حديثه إلى "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، أن الموقف الإيراني من دعم حزب الله ومحور المقاومة "ليس جديدا"، بل هو موقف ثابت التزمت به طهران "منذ عقود".

ويوضح أن إعادة التأكيد على هذا الموقف لا تعني تغييرا في السياسة، بل هي استمرار لاستراتيجية قائمة، مشددا على أن إيران "ليست ناطقا باسم حزب الله"، لكنها تعبر عن رؤيتها الاستراتيجية الداعمة لمحور ما يعرف بـالمقاومة، وترى أن نزع سلاح حزب الله "ليس صحيحا" وأن المقاومة "يجب أن تستمر".

ويشدد رويران على أن حزب الله هو من "يتخذ القرار على أرض الواقع في لبنان"، نافيا أن تكون إيران هي صاحبة القرار المباشر.

ويضع تصريحات علي أكبر ولايتي في هذا الإطار، بوصفها تعبيرا عن الاستراتيجية الإيرانية العامة، لا عن إدارة تفصيلية للملف اللبناني. ويربط تكرار هذا الخطاب بالسياق الإقليمي، ولا سيما بما يجري في سوريا، حيث يرى أن الواقع الميداني أظهر أن إسرائيل واصلت ضرب البنية التحتية واستهداف مناطق مختلفة وقتل مدنيين، من دون أن يمنعها ذلك من شن هجماتها المتكررة.

ويقر المتحدث بأن إسرائيل وجهت "ضربات قوية" للمقاومة منذ 7 أكتوبر، إلا أنه يؤكد أنها "لم تستطع حتى الآن أن تحسم المواجهة في أي من الميادين المختلفة"، ما يعني أن الصراع ما زال مفتوحا وأن إعادة إنتاج المواقف السياسية أمر قائم.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا