في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعادت الحكومة الإسرائيلية طرح ملف مغادرة الفلسطينيين قطاع غزة ، لتتجدد الأسئلة بشأن أهدافها الحقيقية من تحريك هذا الملف، وسط اتهامات بأنها تمهد خطوة بعد أخرى لفرض وقائع تهجير على الغزيين.
وأطلق الإعلان الإسرائيلي عن فتح معبر رفح "قريبا" أمام المغادرين فقط موجة جديدة من الجدل، إذ جاء -وفق محللين في برنامج "ما وراء الخبر"- في سياق ضغوط سياسية داخلية وإقليمية ومحاولة إسرائيلية لإعادة تفسير خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما يخدم روايتها.
فمن وجهة نظره، أوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك أن الخطوة جاءت بعد زيارة رئيس الشاباك إلى القاهرة، والتي وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها فاشلة.
وأشار يزبك -في حديثه لـ"ما وراء الخبر"- إلى أن إعلان فتح المعبر باتجاه واحد يعكس رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مخاطبة اليمين الإسرائيلي والإيحاء بأنه يحقق مطلب "تفريغ غزة من سكانها".
وحسب المتحدث، فإن إسرائيل تحاول تثبيت مبدأ الخروج دون عودة، خلافا لجوهر خطة ترامب، في ظل إصرار مصري على عدم فتح المعبر ما لم تكن الحركة متبادلة.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أن فتح المعبر سيقتصر على من يحصلون على الموافقات الأمنية الإسرائيلية، وبالتنسيق -كما قال- مع الجانب المصري وبإشراف الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، نفت مصر أي تنسيق مع إسرائيل لفتح المعبر باتجاه واحد فقط، مؤكدة في بيان لهيئة الاستعلامات أنها لن توافق إلا بفتح المعبر "في الاتجاهين للدخول والخروج، كما نصّت عليه خطة ترامب للسلام".
ووصف رئيس الهيئة ضياء رشوان الخطوة بأنها "مناورات إسرائيلية" لن تؤثر في الموقف المصري.
أما الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان فرجّح أن يكون فريق ترامب على علم مسبق بالخطوة الإسرائيلية.
وأعرب كاتزمان عن قناعته بأن إستراتيجية إسرائيل تحاول الضغط على مصر ونقل المشكلة إليها، إلى جانب تقديم نفسها كمنفذة للخطة الأميركية، في وقت تحمّل فيه القاهرة مسؤولية التعطيل.
وبناء على ذلك، فإن أي رفض مصري -حسب كاتزمان- قد يحوّل المسؤولية إلى القاهرة بدلا من تل أبيب، لافتا إلى أن واشنطن قد تضغط على مصر لأنها -وفق وصفه- "هي التي تغلق الحدود".
كما أشار إلى أن هناك بعدا داخليا للقرار في السياسة الإسرائيلية، إذ يسعى نتنياهو إلى إظهار دعمه لفكرة إعادة تموضع سكان غزة، وهو المقترح الذي طرحه ترامب بعد توليه منصبه، والمتعلق بخروج سكان القطاع.
من جهته، يرى أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات أن الإجراءات الإسرائيلية تمثل خرقا صريحا لخطة ترامب، متهما إسرائيل بالتنكر للخطة بعد انتهاء المرحلة الأولى وغياب الضغوط الميدانية عليها بعد تسليم الأسرى وجثث القتلى.
واستند فريحات في حديثه إلى مؤشرات واضحة من بينها رفض إسرائيل مقترح جاريد كوشنر المبعوث الخاص لترامب لحل ملف مقاتلي رفح العالقين في الأنفاق وإعادتهم أو نقلهم إلى مكان آخر.
وأكد أن هذا الخرق يمثل استمرارا للسياسات الإسرائيلية التي تتجاهل الحقوق الإنسانية لسكان غزة وتخرج عن الالتزامات المقررة في خطة المرحلة الأولى، مما يطرح تساؤلات حول إمكانية الانتقال الآمن والمنظم للمرحلة الثانية من الخطة.
وحذر من أن "الصمت الأميركي" إزاء هذا الخرق يثير مخاوف من "تواطؤ ضمني"، وهو ما قد يسمح لإسرائيل بإعادة التصعيد واستغلال غياب أي ضغوط داخلية أو خارجية لتمرير رؤيتها.
بدوره، قال يزيك إن دعوة الرئيس الأميركي لنتنياهو إلى واشنطن تأتي في وقت حساس، إذ يواجه الأخير مأزقا داخليا في القضاء والإعلام، في وقت يحاول فيه إظهار نفسه كبطل أمام الرأي العام.
وأكد أن هذه الدعوة تمثل فرصة "لحلحلة الملف الفلسطيني"، وفتح الطريق للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى .
لكن فريحات أكد أن انتقال الخطة إلى مرحلتها الثانية يبقى مرهونا بموقف الإدارة الأميركية وقدرتها على كبح الانتهاكات الإسرائيلية لا تكريسها.
المصدر:
الجزيرة