"المعتقلون" الذين تطالب بهم مظاهرات الساحل وحمص.. من هم؟ pic.twitter.com/2PD0fWoTCs
— سوريا الآن – أخبار (@AJSyriaNowN) November 26, 2025
حمص- شهدت المناطق ذات الغالبية من الطائفة العلوية في مدينة حمص و الساحل السوري وريف حماة الغربي هدوءا بعد احتجاجات، دون تسجيل حالات اعتقال للمشاركين في عموم سوريا، وذلك بعد توترات أمنية في حي الزهراء إثر مقتل رجل وزوجته حرقا في بلدة زيدل بحمص وكتابة عبارات طائفية في موقع الجريمة.
وشهد الحي ذو الغالبية العلوية، أول أمس الثلاثاء، الاحتجاجات الرئيسية عند تقاطع شارع الستين، حيث طالب المتظاهرون بإطلاق سراح من وصفوهم بـ"المعتقلين"، ودعم الأمان، وبالحكم الفدرالي واللامركزية الإدارية، وسط إطلاق بعض الشعارات الطائفية التي تشير إلى أبناء الطائفة.
في حديث للجزيرة نت، قالت براءة علّام، وهي إحدى سكان حي الزهراء، إن "الاحتجاج بدأ بتحريض خارجي، ومن الواجب في مثل هذه التصرفات أن تكون بشكل واع أكثر. وجاءت التحركات استنكارا للتوترات الأمنية التي شهدها الحي في اليومين الماضيين بعد حادثة قرية زيدل".
وترى علّام أن هناك وسائل عديدة لإيصال الصوت "أفضل من الاحتجاج وتأجيج الموقف والعبث بأمن المنطقة". ورفضت مطالب التقسيم أو الفدرالية التي رُفعت في عدة لافتات، وأكدت أنهم "لا يمثلون الطائفة العلوية، فمن نادى بذلك لا يمثّل سوى نفسه".
ومن سكان الحي ذاته، أوضح الشاب الثلاثيني فادي زروفي أن مطالب الاحتجاجات ركزت على عودة الحياة لطبيعتها، وتسريع التحقيق مع الموقوفين عبر محاكمة المجرمين والإسراع بإطلاق سراح الأبرياء منهم، مؤكدا أن سوريا "بلد قانون". وتوقع أن تتواصل التحركات أياما أخرى باعتبارها "سلمية"، مشيرا إلى أن التحريض الحاصل "كبير".
وأكد زروفي للجزيرة نت أنه لم يتعرض أي من المحتجين للاعتقال أو الضرب، وتعامل الأمن الداخلي بأسلوب جيد معهم واستوعب الموقف بشكل كامل.
من جانبه، قال الصحفي أحمد العاقل، من أبناء الطائفة العلوية ويسكن في حي الزهراء، إن الاحتجاجات التي حدثت في عموم سوريا جاءت بعد دعوات على وسائل التواصل، انطلقت ليل الاثنين الماضي. واعتبر أن مطالب الفدرالية واللامركزية لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، لأن "المناطق في حمص تعيش حالة من التداخل الطائفي الذي لا يمكن تقسيمه، وكذلك في الساحل وعموم البلاد".
وصرح للجزيرة نت بأنه لم تسجل أي حالة احتكاك بين المدنيين في حمص، مؤكدا أن الاحتجاج جرى وفُض سلميا. واختصر مطالب الأهالي في توفير الأمان، وضرورة بقاء أجهزة قوى الأمن الداخلي في الزهراء والأحياء الأخرى لتعزيز الأمن.
وبخصوص ما تم ترويجه على وسائل التواصل الاجتماعي حول استمرار الاحتجاجات لأيام قادمة، لا يرى أحمد العاقل ذلك "في ظل رغبة كبيرة من سكان المنطقة أن تعود الحياة لطبيعتها". وأكد عدم تسجيل مقتل أي شخص من الطائفة العلوية خلال الأيام الماضية أو الاحتجاجات خلافا للشائعات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام.
أما أبو جميل الأبرش، وهو من سكان أحياء حمص القديمة، الذين خرجوا الثلاثاء دعما لوحدة الأراضي السورية والحكومة، فقال للجزيرة نت "لا نعلم كيف يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين والمجرمين ممن تلطخت أيديهم بالدماء من الجيش وأجهزة المخابرات في النظام المخلوع، هؤلاء جميعهم مجرمون، أما عن الأبرياء، فلم يتم التعرض لأي منهم".
وعن مطالب اللامركزية، يضيف الأبرش "جاءت لإدارة 3 أحياء فقط ضمن مدينة كاملة، كيف يمكن تطبيق الفدرالية في أحياء ضمن مدن تعيش نسيجا طائفيا متنوعا مع عدة طوائف أخرى".
من ناحيته، قال أبو عدي، وهو رجل خمسيني من مدينة حماة وشارك في مسيرة مؤيدة للحكومة في ساحة العاصي، للجزيرة نت "نريد السلام والاستقرار، كفى نزاعات في كل حين، ومطالبات خارجية بالتقسيم، نريد العودة كشعب واحد يسعى إلى بناء سوريا من جديد".
وأضاف "رغم رفع المحتجين في الساحل شعار أن الشعب العلوي واحد، وعدم حمل العلم السوري ضمن احتجاجاتهم، نقول لهم إن شعارنا منذ بدايات الثورة هو الشعب السوري الواحد، وما زلنا نعمل على هذه القيم. حرية التعبير التي يمارسونها اليوم هي نتاج حراك ثوري لا يمكن التخلي عن مبادئه".
وعبّر عبد الرحمن، وهو شاب من المشاركين في مسيرات حماة، عن غضب الشارع السوري نظرا لتسمية الموقوفين في السجون بموجب أحكام قضائية قانونية بـ"المعتقلين" في لافتات الاحتجاج، ودعا إلى "تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية -بالسجناء- لأنهم لا يزالون قيد التحقيقات، فهم ليسوا معتقلي رأي، أو معتقلين سياسيين، بل معظمهم مجرمون".
لم تختلف مطالب احتجاجات أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري وفي عدة قرى بريف حماة الغربي، في حين تم رصد حرق المحتجين العلم السوري في اللاذقية، وسط رصد شعارات تدعو العلويين إلى توسيع رقعة المشاركة تحت شعار "واحد.. الشعب العلوي واحد".
من جهة مقابلة، خرجت مسيرات واسعة مؤيدة للحكومة السورية ووحدة الأراضي، ورفضا للتقسيم، ورفض المطالب التي تنادي بتحرير السجناء والموقوفين بتهم الإجرام ضد الشعب السوري في سنوات الثورة، أيا كانت طائفتهم.
وشهدت اللاذقية وجبلة مشاجرات بين المؤيدين والمحتجين، أسفرت عن إصابات طفيفة في صفوف المدنيين جراء التراشق بالحجارة. واستمرت المسيرات المؤيدة في الساحل وحمص وحماة والعاصمة دمشق ، حتى ساعات الليل المتأخرة.
ولاقى مقطع فيديو مسجّل لعنصر من قوى الأمن الداخلي -يقف تحت الأمطار لحماية احتجاجات أبناء الطائفة العلوية في طرطوس – رواجا كبيرا وتفاعلا إيجابيا بين جميع أوساط الشعب السوري. وذهبت معظم التعليقات إلى أن هذه الحرية التي يعيشها اليوم المطالبون بالتقسيم والحكم اللامركزي، والتعبير عن رأيهم أمام قوات أمنية للمرة الأولى في البلاد، هي نتاج لتضحيات السوريين الذين نادوا -طوال 14 عاما- بوحدة الشعب وأراضيه.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة