عمّان، الأردن (CNN) -- لا تخفي اللاجئة السورية خلود محمد، 37 عامًا، المقيمة مع عائلتها في محافظة المفرق شمال الأردن، صعوبة العودة إلى سوريا التي فروا منها عام 2014 عبر السياج الحدودي، في وقت أكدت فيه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، تراجع أعداد المغادرين طوعًا من الأردن إلى بلدهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة .
وتعيش خلود مع عائلتها في منزل مستأجر في أحد أحياء محافظة المفرق، وتكابد ضنك الحياة يوميًا مع عائد مالي متقطّع لزوجها يحصل عليه من أعمال متفرقة، فيما تحول الأوضاع المعيشية الصعبة دون العودة إلى الغوطة الشرقية التي لجأوا منها، مع فقدان ممكّنات الحياة هناك من منزل وعمل وغير ذلك .
وتضيف خلود في حديثها لموقع CNN بالعربية، وهي أم لولدين وبنت: "نحلم بالعودة إلى بلدنا اليوم قبل غد، لكن الظروف المادية ليست مهيأة بالمطلق في سوريا. ليس لدينا منزل هناك ولا يمكن لنا أن ندخر المال رغم عمل زوجي البسيط. لدي ابن في مرحلة الثانوية العامة لم نتمكن من إلحاقه بمقاعد الدراسة بسبب الكلف المرتفعة لدروس التقوية التي يحتاجها أسوة بغيره من الطلبة، مثل البطاقات المدفوعة عبر الإنترنت للدروس الإضافية والكراسات. لذلك قررنا تأجيل دراسته ."
ورغم التحاق الابنة والتزامها بالمدرسة وهي في الصف الثامن، وكذلك الابن الأصغر وهو من مواليد 2019 بالصف الأول، إلا أن العملية التعليمية بحسب رأي خلود، ليست العائق الرئيسي بالنسبة للعائلة للعودة إلى سوريا، لتؤكد أن العائق المادّي هو السبب الرئيسي إلى جانب عدم استقرار الأوضاع هناك باعتقادها .
وتضيف: "لا أخفي سرًّا أننا انتقلنا منذ اللجوء بين 12 منزلاً مستأجرًا للبحث عن الأقل أجرة. واليوم قرر صاحب المنزل تخفيض أجرة البيت بسبب عودة عدد من اللاجئين من 140 دينارًا شهريًا إلى 130 دينارًا (نحو 183-197 دولاراً)، لا نعرف متى بالضبط ستقّدر لنا العودة إلى سوريا ."
وتضيف: "لا أستطيع أن أغامر بالعودة الآن، وأرمي نفسي وعائلتي في أي مكان. بيتنا قد نُهب ولا عمل لزوجي، مستقبلنا ومصيرنا سيكون مجهولاً".
من جانبها، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن دعمها مرارًا لعودة اللاجئين "الطوعية" إلى بلادهم منذ سقوط النظام السابق، مؤكدة عودة مليون سوري من خارج سوريا بالمجمل منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 وحتى سبتمبر/ أيلول 2025 .
كما كشفت المفوضية عن استطلاع أجرته في حينه، يفيد بأن 80% من اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان ومصر والعراق يرغبون في العودة إلى ديارهم "يوماً ما ."
وأكد المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين يوسف طه من عمّان لموقع CNN بالعربية، تراجع أعداد السوريين اللاجئين العائدين من الأردن إلى سوريا، بالأرقام، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة .
وقال طه إن شهر آب/أغسطس المنصرم شهد عودة 19 ألف لاجئ، من مختلف مناطق المملكة، فيما عاد في شهر سبتمبر/أيلول 15 ألف لاجئ إلى سوريا. أما شهر أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، فتقلص العدد إلى 12 ألف لاجئ عائد طوعا، بحسبه .
وعاد من الأردن منذ سقوط النظام السوري السابق، إلى سوريا حتى أوائل أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري 2025، قرابة 160 ألف لاجئ سوري.
ويرتبط تراجع هذه الأعداد، بعدة أسباب من بينها بدء الفصل الدراسي ودخول فصل الشتاء، والأوضاع السياسية والأمنية في سوريا .
وأضاف طه موضحًا: "نلاحظ بأن العدد يتراجع بشكل منتظم نوعًا ما. باعتقادي، بأن السبب الرئيسي يعود لبدء الفصل الدراسي، وحاليًا هناك من لا يرغب بالعودة بسبب فصل الشتاء والأطفال، عدا عن الأسباب المعروفة، مثل عدم توفر مسكن وفرص العمل، وكذلك الأسباب المتعلقة بخدمات البنية التحتية (الكهرباء والماء) وتوفرها."
المصدر:
سي ان ان