في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
منذ إطلاقه في أغسطس/آب الماضي، استُخدم صاروخ كروز فلامنغو، المصمم أوكرانيا، 9 مرات من قِبل كييف، فهل يُصبح في النهاية أكثر فائدة من صاروخ توماهوك الأميركي؟
يشير تحقيق أجرته صحيفة إندبندنت البريطانية بالتعاون مع شركة فاير بوينت، الشركة المصنعة لصاروخ فلامنغو، إلى أن السلاح الجديد يتميز ببساطة بأداء أفضل من نظيره الأميركي.
وتبدأ الصحيفة تقريرها بالتذكير بأن مدينة خاركيف في شرقي أوكرانيا كانت تنتج الدبابات وتضم 40 جامعة ومؤسسة تعليمية، وكانت تخرج علماء يصنعون الصواريخ لبيعها في جميع أنحاء العالم.
لكن في عام 1994، دُفعت أوكرانيا إلى التخلي عن أسلحتها النووية مقابل اتفاقية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا لضمان أمنها، وانضمت فرنسا والصين لاحقا لتلك الاتفاقية، وبعد 10 سنوات تركت كييف صناعة الأسلحة لديها تنهار من صناعة توظف 3 ملايين شخص إلى أقل من ثلث ذلك.
وبسبب تلك الأوضاع لم يستطع جيش أوكرانيا المتهالك الوقوف في وجه أول غزو روسي عام 2014، ولم ينقذ البلاد، في الغالب، إلا مليشيات متطوعة.
أما الآن، فهي تعتمد على شركات ناشئة مثل "فاير بوينت" و"جنرال تشيري"، حيث تنتج الأخيرة آلاف الطائرات الاعتراضية المسيرة أسبوعيا لمواجهة طائرات "شاهد" الروسية وحماية القوات على خطوط المواجهة، حيث تحوّل القتال من حرب خنادق إلى رعب شديد للمشاة الذين تطاردهم طائرات مسيرة صغيرة مميتة بشكل فردي.
تقول الصحيفة إن فاير بوينت تصنع اليوم صاروخ فلامنغو، وتزعم أنه يتفوق على توماهوك من حيث المدى ووزن الرأس الحربي: 3 آلاف كيلومتر مقابل 1500 كيلومتر، و1100 كيلوغرام مقابل 500 كيلوغرام. هذا بالإضافة إلى سرعة قصوى فائقة تبلغ 950 كيلومترا في الساعة.
وتضيف أن الجيش الأوكراني جرب أداءه على نطاق واسع 9 مرات خلال "عمليات حقيقية"، مما يكفي لجعله "أقوى" صاروخ صنعته أوكرانيا على الإطلاق، وفقا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وصاروخ فلامنغو، الذي تبلغ تكلفته 500 ألف دولار أميركي، أرخص من حيث التكلفة من صاروخ توماهوك الذي يقدر بأقل من مليوني دولار، كما يعمل فلامنغو بصاروخ ومحرك نفاث من الحقبة السوفياتية، وقد جُمع محركه باستخدام مكونات مُستعادة من ساحات الخردة.
ولتطوير هذا السلاح الذي يبلغ طوله 6 أمتار، تجاهلت أوكرانيا إلى حد كبير لوائح حلف الناتو، فقد أوضحت إينا تيريخ المديرة الفنية لشركة فاير بوينت للصحيفة أن من يصوب مسدسا نحو رأسه لا يفكر في المعايير، بل يفكّر فقط في جعل سلاحه فعالا، قائلة "لم نُعر اهتماما للامتثال لمعايير الناتو، كان المهمّ الوحيد هو فعالية أسلحتنا على الأرض، لا الأوراق الرسمية، هذا ما سمح لنا بتصميم سلاح فعال بشكل ملحوظ".
ولكن الأهم من ذلك كله أن أكبر ميزة لصاروخ فلامنغو هي أنه خاضع بالكامل لسيطرة القوات الأوكرانية من دون أي تدخل أميركي، وقد ذكرت إندبندنت أن كييف قادرة على إطلاق صاروخ فلامنغو على أي هدف، فهو لا يتقيد بما يشترطه حلفاء أوكرانيا عليها عند استخدام الأسلحة التي يمدونها بها.
ووفقا للخبراء، يستغرق تطوير صاروخ كروز بهذه الفعالية ما بين 10 و20 عاما، أما شركة فاير بوينت، وهي وكالة اختيار ممثلين سينمائيين قبل الحرب وكانت شبه مجهولة حتى صيف هذا العام، فلم تحتج إلا إلى صاروخين قبل إعلان صنعها لهذا الصاروخ الجديد.
إذن، كيف يمكنها منافسة صاروخ توماهوك المُجرب والمُختبر والذي استُخدم بالفعل ما يقرب من ألفي مرة في القتال؟
في حين أن التطوير المُذهل لصاروخ فلامنغو قد أُثبتت فعاليته من خلال الاختبارات الميدانية، فإن فائدته الحقيقية ستعتمد على قدرة فاير بوينت على إنتاجه بكميات كبيرة، وتزعم الشركة المُصنّعة أنها تُنتج حاليا 50 صاروخا شهريا، وتطمح إلى الوصول إلى أكثر من 200 صاروخ بحلول نهاية عام 2025، وفقا لما جاء بصحيفة لو باريزيان الفرنسية.
المصدر:
الجزيرة