مصر تدين "فظائع الفاشر" وتؤكد دعمها الكامل لاستقرار السودان 

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إدانة مصر للانتهاكات والفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر، مشدداً على مواصلة بلاده جهودها لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق والانخراط بصورة فاعلة في الجهود الهادفة إلى وقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الشعب السوداني.

جاء ذلك خلال لقاء الوزير المصري مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي، خلال زيارته إلى مدينة بورسودان اليوم الثلاثاء، بتكليف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

"دعم استقرار السودان وأمنه وسيادته"

وأكد عبد العاطي دعم مصر الكامل، قيادةً وشعباً، للسودان، مشدداً على تضامن مصر الكامل مع السودان ودعم استقراره وأمنه وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، وفي مقدمتها القوات المسلحة السودانية.

كما أعرب وزير الخارجية عن دعم مصر الكامل لحكومة الأمل، مؤكداً في الوقت ذاته إدانة بلاده للانتهاكات في مدينة الفاشر، والتزامها بمواصلة الجهود لتحقيق الاستقرار والانخراط الفاعل في مساعي وقف إطلاق النار، سواء في الإطار الثنائي أو عبر المحافل الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الرباعية الدولية.

وشدد عبد العاطي على تواصل مصر مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز الجهود الرامية إلى الوصول لتسوية شاملة للأزمة السودانية بما يصون مقدرات الشعب السوداني ويحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

مصدر الصورة

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني - بورتسودان نوفمبر 2025

كذلك تناول اللقاء ملف الأمن المائي وأزمة سد النهضة الإثيوبي، حيث أكد الجانبان وحدة موقف مصر والسودان كدولتي مصب لنهر النيل، وضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، مع الرفض التام للإجراءات الأحادية في نهر النيل.

تقسيم السودان "خط أحمر"

وجدد وزير الخارجية تأكيده أن تقسيم السودان "خط أحمر" بالنسبة لمصر، ولن تقبل به تحت أي ظرف من الظروف، مشيراً إلى أن ثوابت الموقف المصري تجاه الأزمة السودانية واضحة، ولا حلول عسكرية لها، مع ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة السودان ومقدرات شعبه.

كما دعا عبد العاطي إلى تنفيذ إعلان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر الماضي، الذي يتضمن خريطة طريق تبدأ بهدنة إنسانية تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتؤسس لعملية سياسية شاملة تضم جميع الأطراف السودانية، تمهيداً لبدء عملية وطنية يقودها السودانيون بأنفسهم بما يحافظ على البلاد ومقدراتها.

وتنشط الرباعية الدولية، التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، منذ أشهر في جهود دبلوماسية تهدف إلى التوصل لهدنة في الحرب الدائرة منذ أكثر من 30 شهراً.

يأتي ذلك في وقت سيطرت فيه قوات الدعم السريع، بعد 18 شهراً من الحصار والقصف والتجويع، على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، وأخرجت الجيش السوداني من آخر معقل له في إقليم دارفور غربي السودان، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية.

وأدى النزاع المستمر في السودان منذ منتصف أبريل 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم.