في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مقاله المنشور في مجلة نيوزويك الأميركية، يتوقع الكاتب مايكل شانك أن تتطور حركة الاحتجاج السلمية المتصاعدة في الولايات المتحدة ، المعروفة باسم " لا ملوك "، من مظاهرة رمزية ليوم واحد إلى أن تصبح حملة مستدامة قادرة على إحداث تغيير جذري في النظام القائم.
ويضع شانك هذه الحركة في سياق موجة عالمية من التعبئة الشعبية، شملت احتجاجات ضد الفساد في الفلبين و نيبال ، ومظاهرات مناهضة للإبادة الجماعية في بريطانيا ، وانتفاضات ضد الحكم الاستبدادي في موزمبيق و الأرجنتين و إندونيسيا .
ويشير إلى أنه في مختلف أنحاء العالم ينتفض الناس ضد حكومات تتسم بالفساد والظلم والعنف، وكثير من هذه التحركات تحوّل إلى حركات مستمرة.
ويقول إن كل ذلك الحراك حدث في سبتمبر/أيلول الماضي وحده، مضيفا أن العالم يمور بالاحتجاجات الشعبية بعد أن "سئم" الناس من الحكومات "الفاسدة والظالمة والعنيفة"، التي هبّوا لمواجهتها.
لكنه يرى في المقابل أن الولايات المتحدة لم تصل بعد إلى هذا المستوى من المقاومة السلمية المستدامة، رغم وجود نفس أسباب الغضب من فساد وظلم وعدم مساواة، وسجل حافل من الحركات الشعبية المستمرة، التي انتزعت حقوقا مدنية وانتخابية، بالإضافة إلى الحق في الحياة الزوجية والأسرية وغيرها.
ويعتقد شانك أن العوامل التي تعيق التقدم تتمثل في غياب إستراتيجية وطنية شاملة، والوهم الذي تولّده وسائل التواصل الاجتماعي بتوفير بديل عن الفعل الميداني، وانعدام الشعور بالأمان الجماعي الناتج عن غياب التخطيط المشترك.
ويؤكد تفهمه لهذا الحراك الشعبي لكونه هو نفسه قد نشأ -كما يقول- في بيئة مشبعة بإرث طائفتي " أميش " و"المينونايت" المسيحيتين السلميتين. ومن ثم، فهو يشدد على ضرورة أن تكون المقاومة سلمية وفي إطار خطة مدروسة ذات هدف واضح.
ويقترح أن تبدأ الخطوات الأولى للمقاومة السلمية بتقييم شامل للصراع لتحليل مواطن القوة والضعف والفرص والتهديدات، يليها بناء القدرات من خلال التدريب وورش العمل على غرار ما فعلته حركة الحقوق المدنية .
ويعتبر أن هذه الخطوات التمهيدية تضمن أن تكون الاحتجاجات أو المقاطعات أو أشكال العصيان الأخرى فعالة وموجهة بدقة.
ووفقا له، فإن التغيير الحقيقي لا يتحقق إلا عبر نقل القوة إلى الشعب بوسائل سلمية مستمرة، يتبعها إصلاح مؤسسي يحمي ما تحقق من مكاسب.
ويستشهد في ذلك بتجربة نيبال، حيث مهدت احتجاجات الجيل الجديد ( جيل زد ) الطريق لأول رئيسة وزراء في تاريخ البلاد، وبحالة موزمبيق التي شهدت تشكيل تحالفات مدنية بعد الاحتجاجات.
ويخلص إلى أن الأميركيين "المحبطين" يمكنهم، من خلال حركة مبنية على التحليل والتدريب والإستراتيجية، تحويل طاقة الاحتجاج إلى تقدم سياسي واجتماعي مستدام، لافتا إلى أن الوقت قد حان لمحاولة ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن شانك عضو في مبادرة (مؤشرات الثقة) العالمية التابعة لمجلة نيوزويك التي تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في العمل الصحفي. وهو أستاذ بجامعة نيويورك و"كلية كارتر للسلام وحل النزاعات" بجامعة جورج ميسون. كما يشغل منصب مدير البرامج في "مؤسسة ألبرت أينشتاين".
المصدر:
الجزيرة