آخر الأخبار

صواريخ إسرائيلية على الجزر اليونانية ماذا ينبغي أن تفعل تركيا؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

اعتبر الكاتب دوغان أكدنيز في مقال نشرته صحيفة "أيدنلك" التركية التقارير الأخيرة التي تشير إلى نقل إسرائيل لمنظومات صواريخ ودفاع جوي إلى قبرص، تصعيدا خطيرا في شرق المتوسط يأتي ضمن مساعي تل أبيب إلى تقويض حركة تركيا في المنطقة بالتنسيق مع قبرص و اليونان .

ويشير الكاتب إلى أن التعاون العسكري بين اليونان وإسرائيل يتوسع ضمن مشروع الدفاع الجوي المتعدد الطبقات "درع أخيل"، إلى جانب استمرار تزويد أثينا بأنظمة "سبايك" و"PULS" الإسرائيلية.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 تحقيق للغارديان: صينيون في خنادق أوكرانيا بحثا عن معنى للحياة
* list 2 of 2 موقع إيطالي: 14 مليون نازح جراء الحرب في السودان والوضع يزداد سوءا end of list

ويلفت الكاتب إلى أن البعد القبرصي في هذا التعاون أصبح أكثر وضوحا، إذ تسلّمت قبرص منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "باراك إم إكس"، التي وُصفت خطأ في الإعلام بأنها " القبة الحديدية القبرصية"، رغم اختلافها الفني عنها من حيث المدى والطبقة التشغيلية.

لجوء تركيا للسلاح الروسي

ويرى أكدنيز أن تركيا، بعد عجزها عن الحصول على منظومة " باتريوت " الأميركية، لجأت إلى شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس400" لتلبية احتياجاتها الدفاعية.

ورغم تقديم القرار باعتباره خطوة نحو "الاستقلال الإستراتيجي"، فقد أدى إلى فرض عقوبات أميركية بموجب قانون "كاتسا" واستبعاد أنقرة من برنامج "إف35″، ما جعل المنظومة غير فعالة عمليا.

في المقابل، تنسق إسرائيل مع الولايات المتحدة والغرب بحرية، وتنشر أنظمة "باراك إم إكس" في جزر يونانية وقبرصية دون أي عائق.

ويوضح الكاتب أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى دمج الدفاعات الجوية لكل من اليونان وقبرص ضمن مظلة إنذار مبكر موحدة، ما يحدّ من حرية المناورة الجوية والبحرية لتركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.

ويضيف أن إسرائيل تستغل تعاونها مع الولايات المتحدة والغرب لتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة، بينما تُواجه تركيا قيودا وعقوبات تمنعها من موازنة هذا التفوق.

أكدنيز:

إسرائيل تستغل تعاونها مع الولايات المتحدة والغرب لتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة، بينما تُواجه تركيا قيودا وعقوبات تمنعها من موازنة هذا التفوق.

هدوء مؤقت

ويلفت الكاتب إلى أن استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان رغم وقف إطلاق النار يكشف أن المنطقة تمرّ بفترة "هدوء مؤقت"، إذ تستهدف هذه الغارات البنى التحتية المدنية بشكل ممنهج في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.

إعلان

كما أن الوضع في غزة لا يقل هشاشة، مع بقاء معبر رفح مغلقا جزئيا من جانب إسرائيل وتراجع تدفق المساعدات الإنسانية، ما يثير مجددا مسألة من يسيطر على أمن الممرات البحرية والإنسانية.

واعتبر الكاتب أن المشهد العام يعكس رغبة أميركية إسرائيلية في فرض هيمنة مطلقة على شرق المتوسط، مستفيدة من التنافس على ممرات الطاقة والمناطق الاقتصادية الخالصة، فيما تعمل إسرائيل على توسيع دائرة "اتفاقات أبراهام" لتشمل مزيدا من الدول العربية، بما يعزز تطويق المنطقة عبر محور يوناني قبرصي إسرائيلي متكامل.

عدم الاكتفاء بالتصريحات السياسية

ويرى الكاتب أن تعزيز الوجود العسكري في شمال قبرص التركية واتخاذ خطوات دبلوماسية سريعة لحفظ التوازن في المنطقة أمران ضروريان، مشددا على أن تركيا لا ينبغي أن تكتفي بالتصريحات السياسية، بل مطلوب منها تنفيذ إجراءات رادعة ميدانية لصد إستراتيجية التحشيد المحيطي، وأن تُبلّغ المجتمع الدولي بوضوح أن تحالف إسرائيل قبرص يهدد السلم الإقليمي.

ويقول الكاتب إنه يجب على أنقرة تكثيف العمل داخل منصات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لإبراز أن تسليح الجزر يهدد السلام، والمضيّ قدما في تسريع اتفاقيات تحديد المناطق الاقتصادية الخالصة والمنطقة الاقتصادية والقاع القاري؛ كما يقترح إعداد تقارير منتظمة ومبادرات دبلوماسية حول هذه المسائل.

ودعا أكدنيز تركيا إلى أن تظل مرنة في مواقفها وعدم الانحياز الحتمي إلى أي تكتل، وأن تتبنى سياسات موازنة براغماتية حين يلزم الأمر بالتعاون مع قوى كبرى كروسيا والصين ، مع الحفاظ على رادع ميداني متناسب وفعال يحافظ على استقرار التوتّر ويمنع تفجره إلى مواجهة أوسع.

ويختم بأن الوجود العسكري الإسرائيلي في قبرص ليس مجرد مسألة أمنية ضيقة، بل فتح جبهة جديدة في الصراع الجيوسياسي شرق المتوسط، وأن أي نقاش حول صيغة "الاتحاد الفدرالي" في قبرص يجب أن يؤخذ في سياق الاستعدادات العسكرية، محذّرا من أن سكوت تركيا حيال هذه التطورات قد يكلفها ثمنا أكبر في المستقبل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا