آخر الأخبار

“7 أكتوبر” تجدد الجدل بواشنطن حول دعم إسرائيل

شارك

مع بدء العام الثالث من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يزداد النقاش السياسي والمجتمعي الأميركي سخونة واستقطابا حول أهمية إسرائيل لمصالح أميركا في الشرق الأوسط والعالم.

وفي ظل موقف إدارتي الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، والرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب من حرب الإبادة في غزة، ودعمهما غير المشروط لإسرائيل تسليحيا ودبلوماسيا وماليا، برزت أصوات معارضة لهذه السياسات داخل الحزبين، في حين لا يترك أنصار إسرائيل فرصة إلا ويستغلونها لتبرير ما يعتبرونه عمقا وتطابقا لقيم ومصالح الطرفين.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 تحقيقات سويدية تكشف عن منظمات محلية لجمع تبرعات للجيش الإسرائيلي
* list 2 of 2 غزيون مقيمون بالضفة.. “العيش بنصف روح” end of list

وينادي كثير من ممثلي تيار اليسار التقدمي في الحزب الديمقراطي بضرورة تحجيم العلاقات مع إسرائيل ووقف تصدير السلاح لها، بل يطالب بعضهم بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما فعل عدد من أهم حلفاء واشنطن خلال الأيام الماضية ومنهم بريطانيا وكندا وفرنسا.

في الوقت ذاته، يزلزل المعسكر الجمهوري تحدي عدد من أهم رموزه ومؤثريه مسلّمات العلاقة الخاصة بين تل أبيب وواشنطن، وعلى رأس هؤلاء يأتي الإعلامي الشهير تاكر كارلسون والنائبة اليمينية الجمهورية مارجوري تايلور غرين .

لكن في المقابل، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالا في الذكرى الثانية لأحداث " 7 أكتوبر " بعنوان "ديون أميركا لإسرائيل"، ركز فيه الكاتبان، راي تكية من مجلس العلاقات الخارجية ورويل مارك جيريخت من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، على ضرورة امتنان الولايات المتحدة لما تقوم به إسرائيل خدمة لمصالح واشنطن.

مصدر الصورة كارلسون شن هجوما ضاريا على إسرائيل في ذكرى 7 أكتوبر (رويترز)

"إذلال مستمر"

على قناته الخاصة، والتي تبث على منصة إكس ويوتيوب ويتابعها عدة ملايين، شن تاكر كارلسون يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري هجوما ضاريا على إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ، وعلى ما يكرره البعض من أهمية إسرائيل للولايات المتحدة.

إعلان

وانتقد كارلسون الساسة الأميركيين لدعمهم إسرائيل، واصفا العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها "سامة "، وألقى باللوم على قادة الولايات المتحدة لتحملهم "هذا الإذلال المستمر منذ عقود".

واعتبر أن القادة الأميركيين يخدمون مصالح إسرائيل على حساب مصالح بلادهم، واصفا إسرائيل بأنها "دولة مارقة خارجة عن القانون وترتكب جرائم حرب هائلة، وتقتل الأبرياء المدنيين بمن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ".

كما اتهم كارلسون إسرائيل بالتدخل في السياسة الأميركية، وأنها تدفع الولايات المتحدة للتورط في حروب مكلفة في الشرق الأوسط، وجادل بأن الانقسام الحقيقي في السياسة الأميركية ليس بين مؤيدي إسرائيل ومعارضيها، ولكن بين دعاة الحرب وصانعي السلام.

وشكك كارلسون في إسرائيل "الدولة الصغيرة" التي لا يتجاوز عدد سكانها 9 ملايين شخص ومساحتها أصغر من ولاية ميريلاند، وناتجها القومي الإجمالي أقل من مثيله في ولاية صغيرة مثل نيو جيرسي.

وطالب بتجريم خدمة اليهود الأميركيين في الجيش الإسرائيلي، وتساءل لماذا لا يخدمون جيش بلدهم الأم الولايات المتحدة، وكشف أنه خلال أيام الحرب بين إسرائيل وإيران، كان ضباط الجيش الإسرائيلي موجودين في البنتاغون وأغضب ذلك نظراءهم الأميركيين لتدخلهم وإصدار توجيهاتهم المستمرة بلا توقف.

وشكك كارلسون في رواية "7 أكتوبر" الإسرائيلية، وتساءل عن سبب ترسيخ الرواية الرسمية لهجوم "7 أكتوبر" 2023 بهذه السرعة، وأكد أن "المعاناة الإسرائيلية" تحظى باهتمام غير متناسب مقارنة بالمعاناة الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بقتل وتجويع أطفال صغار أبرياء.

ونفي وجود إي التزام أو مطلب ديني مسيحي بضرورة دعم إسرائيل، وسخر من ادعاء البعض أن "إرضاء الله ينبع من إرضاء اليهود".

فقراء أميركا أوْلى

منذ منتصف العام الحالي، تغير موقف النائبة الجمهورية اليمينية المقربة من الرئيس ترامب، مارجوري تايلور غرين، بشأن إسرائيل والعدوان على قطاع غزة.

وبعدما كانت، ولسنوات، مؤيدة قوية لإسرائيل، انقلب موقفها لتهاجم الأعمال العسكرية التي نفذتها إدارة ترامب لمصلحة إسرائيل خاصة الضربة الجوية للمنشآت النووية الإيرانية.

ووصفت غرين ما تقوم به إسرائيل بالإبادة الجماعية. وأصبحت منذ يوليو/تموز الماضي أول عضو جمهورية في الكونغرس تستخدم مصطلح " الإبادة الجماعية ".

وطالبت بوقف المساعدات الأميركية لإسرائيل، وقادت جهودا فاشلة لحظر تصدير أسلحة قيمتها 500 مليون دولار من التمويل العسكري الأميركي لإسرائيل، واستهدفت على وجه التحديد نظام الدفاع الصاروخي المعروف باسم القبة الحديدية .

وربطت ضرورة وقف جميع المساعدات الأميركية بالصراع في غزة، وقالت إن دافعي الضرائب الأميركيين لا يجب أن يمولوا "الإبادة الجماعية".

ثم أدانت غرين "تكتيكات التجويع" التي استخدمتها إسرائيل لحث الفلسطينيين على مغادرة القطاع، وبالطبع إضعافهم وقتلهم في الكثير من الحالات.

وقالت في تغريدة على موقع (إكس) "مثلما تحدثنا وتعاطفنا مع ضحايا وعائلات 7 أكتوبر، كيف يمكن للأميركيين ألا يتحدثوا وأن يتعاطفوا مع جماهير الأبرياء والأطفال في غزة؟".

مصدر الصورة متظاهرون يرفعون الأعلام الفلسطينية أمام البيت الأبيض خلال مسيرة للتضامن مع فلسطين (الفرنسية)

ديون أميركا لإسرائيل

وعلى النقيض، وردا على صعود تيارات تهاجم أهمية إسرائيل لواشنطن في ضوء الذكرى السنوية الثانية لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كتب رويل مارك جيريخت وراي تكية مقالا هاجما فيه من يشكك في "قيمة إسرائيل لمصالح الولايات المتحدة" في الشرق الأوسط وحول العالم.

إعلان

واعتبرا أنه وبعد عامين من "فظائع 7 أكتوبر" يجب أن تكون الولايات المتحدة ممتنة لإسرائيل.

وذكرا أنها بدأت في إضعاف أعداء أميركا واحدا تلو الآخر بدءا بحركة حماس ، ثم قام الموساد بتفكيك حزب الله ، وهو ما أسهم في انهيار حكم بشار الأسد في دمشق، ثم ألحقت إسرائيل أضرارا بالغة با لبرنامج النووي لإيران وقتلت العشرات من جنرالاتها وعلمائها.

وتساءلا "هل سيكون لدى واشنطن الفهم والثبات القوي للوقوف إلى جانب حليف عزز مرارا وتكرارا نفوذ أميركا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه؟".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا