آخر الأخبار

شاهد.. رحلة نزوح عائلة فلسطينية من بيت حانون إلى دير البلح

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

دير البلح- في أرض قاحلة وسط قطاع غزة ، تتناثر الخيام الهشة كأنها جروح بيضاء فوق جسد الأرض، وهناك، في خيمة بالكاد تحمي من برد الليل ولهيب النهار، تجلس الأختان نور وآية شريم مع أطفالهما، بعد رحلة نزوح طويلة شقَّت أرواحهم قبل أجسادهم.

في هذا المأوى المؤقت تقف خيمة الأختين، لا تختلف كثيرا عن خيم أخرى على طول الطريق، حبال وقماش وشوادر، وهشاشة تكاد تُقرأ على الوجوه، فقبل عامين بدأت رحلة لم تنتهِ، رحلة نزوح جعلت من كل زاوية ذاكرة، ومن كل ذاكرة جرحا مفتوحا.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 فيضانات تضرب اليمن وعجز في إمكانيات الحكومة
* list 2 of 2 الصحة العالمية تطلق حملة للتطعيم ضد الكوليرا في السودان end of list

نزوح الأختين مع أطفالهما لم يكن مرة واحدة بل طقسا متكررا، عائلات تودّع بيوتها مرارا، وأطفال يكبرون قبل أوانهم، هذه التجربة ليست فردية، حيث تقدر الأمم المتحدة أن نحو 1.9 مليون شخص (أي نحو 90% من سكان قطاع غزة) باتوا مشردين داخليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، في حين أن كثيرين منهم نزحوا مرات عديدة.

قبل عامين تقريبا، غادرت نور وآية بيتهما في بيت حانون بعد أن حوله القصف الإسرائيلي إلى ركام، ودَّعتاه بجسد يهتزّ، وقلوب تعلّقت بأمل العودة، لكن العودة تأخّرت، بل انكسرت أمام صخب الطائرات، أمام النار والدم.

أولى محطات النزوح كانت محال تجارية مهجورة قرب المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا ، ومن هناك انتقلوا إلى صفوف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ في مدينة غزة ، إلا أنها لم تكن ملاجئ آمنة، فقد دمرها الاحتلال أيضا، وأخيرا استقروا بخيمة في دير البلح وسط القطاع بحثا عن الأمن والسلام، لكن السلام لم يأتِ.

مصدر الصورة الأختان نور وآية شريم تجهزان الطعام لأطفالهما أمام خيمتهما في دير البلح (الجزيرة)

نور شريم، أرملة في الثلاثينيات، منهَكة جسديا ونفسيا، تعيل 7 أطفال، أكبرهم وليد ذو الـ10 أعوام، تقول للجزيرة نت إن "وليد صار رجلا قبل أوانه، يُحاول ملء الفراغ الذي تركه والده، من تعبئة الماء، إلى جمع الحطب، ثم البحث عن تكيات طعام نسد بها رمق صغارنا".

إعلان

"ابني كثيرا ما يسقط على الأرض، ذهبنا به إلى الأطباء حملناه من مشفى لآخر لنعرف عِلَّته، فتبين أن السبب بسيطٌ لكنه مروّع الجوع" تضيف نور.

تكمل "نحن هنا نبحث في تفاصيل الحياة اليومية عن طحن العدس عند انعدام الطحين، إشعال النار لأجل لقمة خبز، استخدام القليل من الماء لغسل القليل من الثياب".

اللحظة التي تغيّر فيها كل شيء عند نور، كانت حين أجبرتهم موجة قصف أن يغادروا مكان نزوحهم بسرعة، زوجها طلب منها أن تأخذ الأطفال نحو الأمان، ففعلت، لكن لم يدركوا أنه سيكون آخر لقاء. وخبر استشهاده كان صاعقة لا تُنسى، خاصة أنها فقدت قبله شقيقتها رسالة ثم أخويها الاثنين مرورا باعتقال أخيها الأكبر ثم استشهاد زوج أختها آية.

نور تحمل في قلبها رسالة زوجها الشهيد "آجالنا محدودة، فاستمري واصمدي"، طفلتها الرضيعة "رسالة" التي ولدت بعد يومين من استشهاد الأب، ليست اسما فقط على اسم أختها الشهيدة "رسالة" بل رمز بأن الأمل يُولد حتى في أحلك اللحظات.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا