حُكم على، جايير بولسونارو، رئيس البرازيل بين يناير/كانون الثاني 2019 إلى ديسمبر/كانون الأول 2022، بالسجن 27 عاماً، بعد إدانته بالتخطيط لمحاولة انقلاب.
وخلص أربعة من أصل خمسة قضاة في المحكمة العليا المكلفين بمحاكمة الرئيس السابق، إلى أنه قاد مؤامرة لقلب خسارته في انتخابات 2022 أمام منافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بينما برأه قاضٍ واحد.
فيما يلي ملخص لبعض المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها بشأن المحاكمة.
أدين بولسونارو بالتهم الخمس التالية:
وتتعلق جميع التهم بمحاولة، الرئيس السابق البقاء في السلطة، بعد هزيمته أمام لولا في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2022.
قال القضاة إن بولسونارو كان على علم بمؤامرة تضمنت خططاً لاغتيال لولا ونائبه، جيرالدو ألكمين، واعتقال وإعدام ألكسندر دي مورايس - القاضي في المحكمة العليا الذي يشرف على محاكمته.
وأُحبطت المؤامرة لفشلها في الحصول على دعم قادة الجيش وسلاح الجوي. وتولى لولا منصبه دون أي حوادث في الأول من يناير/كانون الثاني 2023.
لكن في الثامن من يناير/كانون الثاني، أي بعد أسبوع، اقتحم آلاف من أنصار بولسونارو مبانٍ حكومية في العاصمة برازيليا، وقاموا بتخريبها.
وتدخلت قوات الأمن وألقت القبض على نحو 1500 شخص.
ووجد القضاة أن مثيري الشغب حُرضوا من قبل بولسونارو، الذي قالوا إن خطته هي أن يتدخل الجيش البرازيلي ويستعيد النظام ويعيده إلى السلطة.
وفي المقابل، نفى بولسونارو بشدة هذه الاتهامات، مشيراً إلى وجوده في الولايات المتحدة في الثامن من يناير/كانون الثاني 2023، قائلاً إنه ضحية "حملة شعواء".
وأصرّ على أن التهم ذات دوافع سياسية وتهدف إلى منعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2026.
بولسونارو الممنوع من الترشح لمنصب عام حتى 2030 بسبب ادعائه كاذباً بأن نظام التصويت في البرازيل عرضة للتزوير، أعلن عن نيته لمحاربة هذا الحظر ليتمكن من الترشح لولاية ثانية في عام 2026.
كما شكّك ومحاموه في نزاهة لجنة المحكمة العليا المكلفة بمحاكمته ومتهمين معه.
وينظر بولسونارو، منذ فترة طويلة، إلى القاضي ألكسندر دي مورايس، باعتباره عدوه اللدود، ووصفه بأنه "ديكتاتور"، متهماً إياه بإساءة استخدام سلطته.
وأشار أيضاً إلى أن اثنين من القضاة الآخرين في اللجنة كانت لديهما علاقات وثيقة مع الرئيس لولا.
وكان أحد هؤلاء القضاة، كريستيانو زانين، محامي الدفاع عن لولا بين عامي 2013 و2023، والذي ساعد في إلغاء إدانة لولا بالفساد.
والآخر هو فلافيو دينو، الذي شغل منصب وزير العدل في عهد لولا من عام 2023 إلى عام 2024.
وقضت المحكمة العليا بسجن بولسونارو 27 سنة وثلاثة أشهر بعد وقت قصير من إدانته بالتخطيط للانقلاب.
لكنه لن يُنقل إلى السجن إلا بعد أن يستنفد محاموه جميع الوسائل القانونية.
ويتوقع أن يطالب محاموه بتخفيف مدة العقوبة أو إبقاء بولسونارو تحت الإقامة الجبرية بدلاً من نقله إلى السجن.
لكن الطعن في الحكم يتطلب تصويت اثنين من القضاة الخمسة لصالح تبرئة بولسونارو.
يتابع بولسونارو المحاكمة من منزله في برازيليا. ووُضع تحت الإقامة الجبرية في بداية أغسطس/آب، بعد أن أشار تقرير للشرطة إلى أنه هو وابنه، إدواردو، حاولا التدخل في سير المحاكمة.
وقالت الشرطة إنها عثرت على وثيقة في هاتف بولسونارو، تعود إلى فبراير/شباط 2024، تشير إلى أن خطط للتهرب من الإجراءات الجنائية عن طريق طلب اللجوء في الأرجنتين.
واتهمت الشرطة، إدواردو، بالضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترامب نيابة عن والده، ومنعت الأب والابن من التواصل مع بعضهما.
قارن ترامب بين ما يحدث لبولسونارو وبين معاركه القانونية، بعد رفضه قبول الهزيمة في الانتخابات الأمريكية عام 2020.
وعندما سُئل عن إدانة بولسونارو، الخميس، قال ترامب: "هذا يشبه إلى حد كبير ما حاولوا فعله معي، لكنهم لم ينجحوا فيه على الإطلاق".
وانتقد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الحكم، قائلاً إن واشنطن "سترد بما يتناسب مع هذه الحملة الشعواء".
وتربط ترامب وبولسونارو علاقات عائلية، إذ إن أبناءهما أصدقاء.
ويمارس إدواردو بولسونارو، ضغوطاً على إدارة ترامب، للضغط على الحكومة البرازيلية لوقف المحاكمة.
وبالعودة إلى يوليو/ تمّوز الماضي، رفع ترامب الرسوم الجمركية على الواردات البرازيلية إلى 50 بالمئة، مُعللاً ذلك أن معاملة البرازيل لبولسونارو كانت دافعاً وراء هذه الزيادة.
وبعد إدانة والده، قال إدواردو بولسونارو، إنه يتوقع فرض عقوبات أمريكية إضافية على مسؤولين برازيليين.
لم يكن بولسونارو الوحيد الذي يخضع للمحاكمة. فقد أُدين سبعة رجال، جميعهم حلفاء مقربون منه، بأنهم شركاء معه، وهم:
وأُدين جميعهم بالتهم الثلاث الأكثر خطورة، وهي: التآمر الإجرامي المسلح، ومحاولة إلغاء سيادة القانون الديمقراطي، ومحاولة الانقلاب.
كما أدينوا باستثناء، ألكسندر راماغيم، أيضاً بالتهمتين الأقل خطورة، وهما: إلحاق الضرر بممتلكات عامة ومواقع تراث وطني.
تميّزت رئاسته بأسلوب المواجهة، الذي أشاد به أنصاره ووصفوه بأنه "صريح" و"فريد"، لكنّ منتقديه سخروا منه واعتبروه "فظاً".
وفي وقت اعتُبرت البرازيل من أكثر الدول تضرراً من تفشي فيروس كورونا، سُلطت الأضواء على تعامل بولسونارو مع الجائحة.
وأثار وصفه للفيروس بأنه "إنفلونزا خفيفة" غضباً شديداً بين من فقدوا أفراداً من عائلاتهم بسبب كورونا.
ودولياً، تعرَّض لانتقادات بسبب خفضه ميزانية الوكالات المكلفة بحماية الشعوب الأصلية والبيئة، ما دفع البعض إلى وصفه بأنه "خطر على الأمازون".
ورغم ذلك، حظي موقفه المحافظ بتأييد كبير بين أنصاره، وواصل العديد منهم دعمه طوال معاركه القانونية، وعقدوا صلوات وتظاهرات حاشدة لإظهار دعمهم المستمر له والمطالبة بتبرئته.
تمكن بولسونارو من الفوز بسهولة على مرشح حزب العمال اليساري، فرناندو حداد، في الانتخابات الرئاسية عام 2018.
وجاء انتصاره بينما كان يعاني حزب العمال من فضائح فساد، ما دفع العديد من البرازيليين إلى الرغبة بالتغيير بعد أربع سنوات صعبة في السياسة البرازيلية.
وكانت الرئيسة المنتخبة السابقة، ديلما روسيف، من حزب العمال، عُزلت من منصبها عام 2016 بتهمة التلاعب بالميزانية. وأكمل نائبها ميشال تامر الفترة المتبقية من ولايتها، لكنه لم يحظَ بشعبية واسعة.
ومُنع السياسي الأكثر شهرة في حزب العمال، لولا، من الترشح للمنصب حينها لأنه أدين بالفساد.
وبسبب ذلك، أصبح حزب العمال في حالة من الفوضى بسبب منع مرشحه الرئيسي لولا، وانتهى به الأمر إلى الدفع بحداد غير المعروف في اللحظة الأخيرة، والذي خسر الانتخابات أمام بولسونارو.
وبعد سنوات، أُلغيت إدانات لولا بالفساد، وتمكّن من الفوز على بولسونارو في انتخابات 2022.
قبل دخوله عالم السياسة، كان بولسونارو جندياً مظلياً، وفي سنواته الأولى كعضو في الكونغرس، دافع بشدة عن مصالح القوات المسلحة.
خدم بولسونارو سبع فترات في الكونغرس - من عام 1991 إلى عام 2018 - لكنه لم يصبح معروفاً خارج حدود ولايته الأصلية ريو دي جانيرو حتى ترشح للرئاسة في عام 2018.
أعرب العديد من البرازيليين الغاضبين من ارتفاع مستويات الجريمة عن تأييدهم لنهجه المتشدد في فرض القانون والنظام.
لكن ما دفعه حقاً إلى إدراك أهمية ذلك كان الهجوم الذي تعرض له خلال تجمع انتخابي قبل شهر واحد فقط من الجولة الأولى من انتخابات عام 2018. حيث قام رجل - حُكم عليه لاحقاً بأنه مريض عقلياً - بطعن بولسونارو في بطنه بينما كان مؤيدوه يحملونه على أكتافهم.
فقد بولسونارو 40 في المئة من دمه خلال تلك الحادثة، ومنذ ذلك الحين يعاني من مضاعفات متكررة ناجمة عن الجروح المعوية التي أصيب بها.