غزة- رفضت اللجنة الوطنية العليا للإسعاف والطوارئ في غزة التهديدات الإسرائيلية باحتلال المدينة، وأكدت التزامها الثابت بأداء واجبها الإنساني والوطني، والاستمرار في تقديم الخدمات الإسعافية رغم جميع المخاطر والتحديات التي تواجه عملها بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعزّزت اللجنة العليا خطط الطوارئ لمنظومة الإسعاف التي أعدتها جميع الجهات المزودة للخدمات، بما يضمن الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي تصل من كافة مناطق قطاع غزة.
وقال رئيس اللجنة الوطنية العليا للإسعاف والطوارئ إياد زقوت، في حديث خاص للجزيرة نت، إنه رغم المخاطر المحدقة بعمل طواقم الإسعاف إلا أنها ستواصل أداء رسالتها الإنسانية بأعلى درجات المسؤولية والمهنية.
وأنشأت اللجنة العليا عدة نقاط إسعافية في مدينة غزة في إطار خطة الطوارئ المستحدثة التي تعمل بها، وذلك لتلبية احتياج المواطنين عند الحاجة وتوفير سيارة إسعاف في كل نقطة، للتعامل مع أي إخلاء قسري لسكان مدينة غزة.
وأوضح زقوت أن الضغط الملقى على عاتق مقدمي خدمة الطوارئ كبير جدا نظرا لكثرة الاستهدافات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على مدار اللحظة، والتي تنتج عنها أعداد كبيرة من الإصابات والشهداء، ما يحتم على الكوادر العمل على مدار الساعة، وهو ما يشكل استنزافا لطاقاتهم وخاصة في ظل التجويع الذي يرافق حرب الإبادة.
وتضم اللجنة العليا جميع الجهات التي تقدم الخدمات الإنسانية في مجال الإسعاف والطوارئ بما يشمل وزارة الصحة، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والخدمات الطبية، والدفاع المدني، إضافة إلى المؤسسات غير الحكومية ذات الصلة.
وتعاني الجهات المقدمة لخدمات الإسعاف والطوارئ من عجز في عدد مركباتها بسبب خروج الكثير منها عن الخدمة، سواء بسبب تدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي أو لتكرار تعطلها نظرا لعدم توفر قطع الغيار والوقود الخاص بها.
ولفت زقوت إلى التعاون مع بعض الجهات المانحة لمساعدتهم في توريد جزء يسير من الوقود، الذي لا يكفي حاجتهم الحقيقية بالنظر لكثرة المهمات التي تقوم بها سيارات الإسعاف.
وأشار زقوت إلى أن مقدمي خدمة الإسعاف يواجهون معضلة حقيقية تتمثل في نقص قطع غيار المركبات، وهذا يضطرهم لتشغيل ما يقارب 40 سيارة إسعاف بالدفع اليدوي، ما يعيق تقديم الخدمة الإسعافية ويؤخرها، وذلك نظرا لعدم سماح قوات الاحتلال إدخال بطاريات لتشغيلها.
وبحسب رئيس اللجنة الوطنية العليا، فإن مركبات الإسعاف التي تعمل على مدار الساعة منذ عامين بحاجة لتغيير عجلاتها، ما أخرج 20 سيارة عن الخدمة في الوقت الذي هم فيه بأمس الحاجة لتشغيلها.
وتطرق المسؤول الصحي إلى معاناة القائمين على صيانة مركبات الإسعاف من عدم توفر قطع الغيار الخاصة بها بسبب منع توريدها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهذا أخرج عددا منها عن الخدمة.
وشرح رئيس اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ صعوبة تنقل مركبات الإسعاف في المناطق الخطيرة التي يصنفها الاحتلال الإسرائيلي بالحمراء مع وصول العديد من نداءات الاستغاثة من المصابين تحت الأنقاض.
وأضاف أن تكرر استهداف الجيش الإسرائيلي للكوادر الطبية وسيارات الإسعاف بشكل مباشر، "يصعب علينا العمل والوصول لهذه المناطق، إذ فقدنا عددا كبيرا من المسعفين وضباط الإسعاف، وتعرضت مركبات للتدمير أثناء المحاولة للدخول للمناطق الخطرة لإسعاف بعض الحالات".
وأكد زقوت أنه يقع على عاتق اللجنة الدولية للصليب الأحمر حماية الكوادر الطبية في مناطق النزاع، ويفترض أن توفر لها الحماية اللازمة لإتمام مهامها الإنسانية، إلا أن دورها غائب في هذا الاتجاه.
وناشد رئيس اللجنة الوطنية العليا للإسعاف والطوارئ جميع الجهات الحقوقية والدولية لتوفير الحماية اللازمة للطواقم الطبية والإسعافية العاملة في الميدان للتمكن من إخلاء الجرحى والشهداء من دون عوائق.
وسلط زقوت الضوء على أبرز الاحتياجات الخاصة بعمل الجهات المقدمة لخدمات الإسعاف والطوارئ وتشمل:
وثمّن زقوت "بطولات" ضباط الإسعاف والمسعفين في الميدان وتضحياتهم في خدمة الجرحى والمرضى والمصابين، انطلاقا من قيمهم النبيلة وإنسانيتهم العالية.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي دمر خلال الحرب على غزة 144 سيارة إسعاف، وقتل واعتقل العشرات من المسعفين.