آخر الأخبار

حرب غزة: بنيامين نتنياهو متمسك برؤية "إسرائيل الكبرى"، ووفد حماس في القاهرة

شارك
مصدر الصورة

قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن رئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير صادق على "الفكرة المركزية لخطة الهجوم في غزة".

وتقول إسرائيل إنها ستشن هجوماً جديداً و"تسيطر" على مدينة غزة، التي سيطرت عليها بعد وقت قصير من اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 ثم انسحبت منها.

وأدت هذه الحرب إلى مقتل 61.722 شخصاً، وفق إعلان وزارة الصحة في القطاع ظهر الأربعاء.

وبعد البيان قال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل لوكالة فرانس برس، إن الغارات أو النيران الإسرائيلية قتلت 35 شخصاً على الأقل، بينهم عدد من الأطفال في أنحاء غزة الأربعاء، وبينهم 14 قتلوا في مدينة غزة شمال القطاع.

"أنا في مهمة أجيال"

مصدر الصورة

على الجانب الإسرائيلي، صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية"، وأنه متمسك "جداً" برؤية إسرائيل الكبرى، التي تشمل الأراضي الفلسطينية، "وربما أيضاً مناطق من الأردن ومصر" بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن مُحاور قناة i24 الإسرائيلية، شارون غال، الذي كان لفترة وجيزة عضواً يمينياً في الكنيست، أهدى نتنياهو تميمة على شكل "خريطة الأرض الموعودة"، وعندما سُئل عن مدى ارتباطه "بهذه الرؤية" لإسرائيل الكبرى، أجاب نتنياهو: "بالتأكيد".

وقد استُخدم مصطلح "إسرائيل الكبرى" بعد حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967 أو ما يعرف بـ"النكسة" للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها آنذاك والتي تضم القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "بعض الصهاينة الأوائل استخدموا هذه العبارة للإشارة إلى إسرائيل الحالية، وغزة والضفة الغربية، والأردن".

وخلال الحوار، سئل نتنياهو عن شعوره بأنه في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي، فأجاب بأنه "في مهمة أجيال؛ فهناك أجيال من اليهود حلمت بالمجيء إلى هنا، وأجيال من اليهود ستأتي بعدنا".

وأضاف نتنياهو: "لذا، إذا كنت تسأل عما إذا كان لديّ شعور بالمهمة، تاريخياً وروحياً، فالجواب هو نعم".

كما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي الثلاثاء دعواته للسماح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة، في حين يُعِدّ الجيش الإسرائيلي هجوماً أوسع نطاقاً على القطاع بأكمله.

وفي المقابلة النادرة التي أجراها مع قناة i24NEWS الإسرائيلية، دافع نتنياهو عن استراتيجيته وسياسته العسكرية، مجدداً دعوته لسكان غزة قائلاً "نحن لا ندفعهم للخروج، لكننا نسمح لهم بالمغادرة".

وأضاف: "امنحوهم الفرصة لمغادرة مناطق القتال أولاً وقبل كل شيء، ولمغادرة الأراضي بشكل عام، إذا رغبوا في ذلك"، مستشهداً بتدفقات اللاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.

وقد فرضت إسرائيل لسنوات رقابة مشددة على حدود غزة، ومنعت الكثيرين من المغادرة، لكن نتنياهو أكد أنه سيسمح بذلك "أولاً داخل غزة أثناء القتال، وسنسمح لهم بالتأكيد بمغادرة غزة أيضاً".

وقد أثارت الدعوات السابقة لإعادة توطين سكان غزة خارج القطاع كدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قلق الفلسطينيين وإدانة المجتمع الدولي.

فبالنسبة للفلسطينيين، فإن أي محاولة لإجبارهم على مغادرة أرضهم، تُعيد إلى الأذهان ذكرى "النكبة"، التي أجبرت الفلسطينيين على النزوح الجماعي من منازلهم مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وأثارت خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع السيطرة العسكرية على كامل قطاع غزة، المتوقع إطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول، موجة غضب عالمية إزاء الدمار الواسع والنزوح والجوع الذي يعاني منه 2.2 مليون نسمة في غزة.

كما أثارت الخطة انتقادات إسرائيلية؛ حيث حذر رئيس أركان الجيش من أنها قد تُعرّض حياة الرهائن الناجين للخطر، وربما تكون فخاً قاتلاً للجنود الإسرائيليين.

وتظاهر طيارون احتياط ومتقاعدون خدموا في سلاح الجو الإسرائيلي الثلاثاء في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب.

وقال غاي بوران، وهو طيار سابق في قوات الجو الإسرائيلية، "هذه الحرب وتوسيعها لن يؤديا إلا إلى موت الرهائن، وموت المزيد من الجنود الإسرائيليين، وموت المزيد من الفلسطينيين الأبرياء في غزة".

مصدر الصورة

وفد من حماس في القاهرة

وصل وفد من قيادة حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول آخر التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاء في بيان نشرته الحركة عبر حسابها على تلغرام، أن الزيارة تأتي "بدعوة مصرية" لبحث "حرب الإبادة في غزة ومجمل الأوضاع في الضفة والقدس والأقصى".

وأفاد القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، الموجود حالياً في القاهرة بأن الوفد بدأ محادثات تمهيدية للقاءات تبدأ اليوم الأربعاء، ستركز على سبل وقف الحرب وإدخال المساعدات "وإنهاء معاناة شعبنا في غزة".

كما تتضمن المحادثات بحث العلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها.

وأشاد النونو بالجهود المصرية في هذا الإطار بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشدداً على أن "العلاقات مع مصر ثابتة وقوية، والعمل المشترك لم يتوقف في مختلف القضايا".

وقد انتهت الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة في قطر إلى طريق مسدود أواخر يوليو/تموز، حيث تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن عدم إحراز تقدم بشأن اقتراح أمريكي لهدنة لمدة 60 يوماً واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن القاهرة "تعمل بجدٍ الآن بالتعاون الكامل مع القطريين والأمريكيين"، بهدف "وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، مع الإفراج عن بعض الرهائن وبعض المعتقلين الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة بدون عوائق وبدون شروط".

وقال مسؤول في حماس لرويترز، الثلاثاء، إن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم غزة لصالح لجنة غير حزبية، لكنها لن تلقي سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية.

ونفى الوزير لمراسل بي بي سي في القاهرة، الأنباء التي تحدثت عن طرح شامل بالإفراج عن كل الرهائن أحياء وأمواتاً مقابل وقف دائم لإطلاق النار.

وقال إن هناك مجموعة من 15 شخصية فلسطينية غير فصائلية، جاهزة لإدارة القطاع لمدة انتقالية مدتها ستة أشهر عقب انتهاء الحرب، ثم تتولى السلطة الفلسطينية مسؤلية إدارة القطاع بعدها.

قصف مكثف

مصدر الصورة

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل الثلاثاء إن الوضع "خطير جداً" في المدينة، مشيرا الى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم "قنابل شديدة الانفجار أدى بعضها إلى تدمير خمسة منازل دفعة واحدة".

وأضاف أن الغارات الجوية بدأت في التزايد خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وذكر شهود أن انفجارات عنيفة سمعت ليلاً وصباح الأربعاء في المدينة ناجمة عن قيام الجيش بنسف عدد من المنازل في منطقتي تل الهوى والزيتون في المدينة.

وأظهرت صور التقطتها وكالة فرانس برس من مدينة غزة الثلاثاء، فلسطينيين يفرون من الغارات الإسرائيلية على حي الزيتون وعسقولة باستخدام عربات وشاحنات صغيرة ودراجات.

وتحدثت وزارة الصحة في القطاع في بيان صحفي، ظهر الأربعاء، عن وصول جثث 21 شخصاً إلى المستشفيات خلال 24 ساعة الماضية قُتلوا خلال انتظارهم للحصول على مساعدات.

وأشارت الوزارة إلى تسجيل مستشفيات قطاع غزة 8 حالات وفاة من بينهم 3 أطفال، نتيجة "المجاعة وسوء التغذية"، خلال 24 ساعة ماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 235 حالة وفاة.

"فقد صوابه"

قال رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "فقد صوابه" في الوقت الذي تدرس فيه بلاده ما إذا كانت ستعترف بدولة فلسطينية.

وقال لوكسون للصحفيين إن نقص المساعدات الإنسانية والتهجير القسري للسكان وضم غزة أمر مروع للغاية، مشيراً إلى أن نتنياهو تمادى كثيراً.

وأضاف لوكسون، الذي يترأس حكومة ائتلافية تنتمي ليمين الوسط، "أعتقد أنه فقد صوابه. ما شاهدناه أمس.. الهجوم على مدينة غزة، أمر غير مقبول على الإطلاق".

وقالت بريطانيا وكندا وأستراليا وعدد من الحلفاء الأوروبيين الثلاثاء إن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها"، داعين إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات دون قيود إلى القطاع الفلسطيني.

ونفت إسرائيل مسؤوليتها عن انتشار الجوع في غزة، متهمة مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسرقة شحنات المساعدات، وهو ما تنفيه حماس.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا