في ظل أزمة المياه الحادة التي تشهدها العاصمة الإيرانية، تبحث الحكومة حاليا فرض إغلاق قسري لمدة أسبوع، على الهيئات والجامعات والمدارس في طهران.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، الإثنين إن "وضع المياه في طهران سيء للغاية، لذلك فإننا ندرس إغلاق العاصمة لمدة أسبوع".
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن المتحدثة القول إن أزمة المياه "مشكلة وطنية" ومن الممكن أن تؤدي إلى حدوث كارثة قريبا. ولذلك، قالت إنه يتعين على الحكومة أيضا بحث خيارات غير تقليدية.
وأوضحت مهاجراني أن مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني يرغب في تقليص أسبوع العمل من خمسة إلى 4 أيام، من السبت إلى الثلاثاء، بسبب أزمة المياه.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إعادة تفعيل نظام العمل من المنزل، كما كان متبعا خلال فترة تفشي جائحة فيروس كورونا، لتقليل استهلاك الكهرباء والماء.
وقبل أيام، حذر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، من تفاقم أزمة المياه في العاصمة طهران إلى درجة قد تُجبر نحو 15 مليون نسمة من سكانها على مغادرتها، في واحدة من أخطر التصريحات الرسمية بشأن الوضع البيئي المتدهور في البلاد.
وتواجه إيران أزمة مائية متفاقمة في أكثر من 20 محافظة من أصل 31، وسط مؤشرات على قرب نضوب بعض مصادر المياه الحيوية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن أحد أكبر خزانات المياه في البلاد قد يجف بالكامل خلال الأسابيع الأربعة المقبلة.
مخزون المياه في أدنى مستوياته
وبحسب البيانات الرسمية، انخفضت مستويات المياه إلى أقل من 10 بالمئة في 7 خزانات رئيسية بأنحاء إيران، في حين بات 80 بالمئة من الخزانات شبه فارغة، مما يزيد من احتمالات حدوث كارثة بيئية وإنسانية.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن موجة الجفاف الطويلة التي استمرت لسنوات ساهمت في تفاقم الأزمة، لكنه وجه أيضا انتقادات حادة إلى الحكومة السابقة، متهما إياها بتجاهل المشكلة وعدم اتخاذ تدابير وقائية مناسبة.
تحذيرات مناخية
من جهتهم، يؤكد خبراء المناخ أن العودة إلى معدلات إمداد مائي طبيعية خلال الشهرين المقبلين أمر مستبعد، في ظل غياب هطول أمطار كافية في هذا الوقت من العام. ويرجح الخبراء أن تبدأ مؤشرات التحسن، إن حدثت، مع حلول فصل الخريف.
وتأتي هذه الأزمة في وقت تواجه فيه إيران تحديات اقتصادية وسياسية متصاعدة، ما يضع ضغوطاً إضافية على حكومة بزشكيان في مستهل ولايته.
">وقال بزشكيان، في تصريحات نقلتها صحيفة "عصر إيران"، الخميس، إن "الوضع خطير، ولم يعد لدى طهران بالفعل أي مياه"، مضيفا أن نقل العاصمة إلى مكان آخر بات خيارا مطروحا كحل طارئ.
وتواجه إيران أزمة مائية متفاقمة في أكثر من 20 محافظة من أصل 31، وسط مؤشرات على قرب نضوب بعض مصادر المياه الحيوية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن أحد أكبر خزانات المياه في البلاد قد يجف بالكامل خلال الأسابيع الأربعة المقبلة.